بين جنبات واحدة من كبرى صحاري العالم سكنت، تبنت أسلوب حياة بدوي، غير أن تقاليدها ومبادئها تقصيها وبقوة عن حياة البدو، وتجعلهم على أعتاب المنافسة مع كبرى ديمقراطيات العالم فيما يتعلق بحقوق المرأة، توحي صورهم بتفاصيل عصر رومانسي ولى واندثر.

هي قبيلة الطوارق المسلمة التي تتابعت خطاها وحلت وارتحلت عبر رمال الصحراء الكبرى حتى استقرت بأمكان متفرقة منها، يطلق على رجالها اسم «رجال الصحراء الزرق» بسبب اتشاحهم بأردية نيلية اللون، تنعكس ظلالها على وجوههم، أما نساؤها فإنهن، على عكس حال قبائل البدو جميعها، يمسكون بزمام كل شئ، وتذهب إليهن ملكية كل شئ الحيوانات والديار وغيرها، وحالما تقرر الطلاق، فإن النساء تحتفظ بحقوقهن ويقررن ما الممتلكات التي يمكن أن تذهب للزوج.

يوضح التقرير الذي نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، الخميس، أن لنساء الطوارق وضع خاص وفريد، فمن المباح لهن إقامة علاقات زواج غير شرعية متعددة في الوقت نفسه، ويقدسهم أزواج بناتهن حتى أنهم لا يجرؤن على تناول الطعام في الحجرة التي تجلس بها حمواتهن، والمثير لدى الطوارق أن الرجال وليس النساء، هم من يتلثمون بحجاب أو أغطية للوجوه، أما النساء فيمتنعن عن ارتدائه بناء على رغبة الرجال الذين يروا أن «وجوه النساء جميلة ويجب أن تبقى مكشوفة».

ويكشف التقرير أن النساء قبل الزواج يتمتعن بالحرية الكاملة في أن يكون لها أكثر من محب، وبمقدوره زيارته في الخيمة التي تشاركها الأسرة كلها العيش بها، ولكن الأسرة حال وصول الحبيب تتظاهر بعدم رؤيته أو استشعار ودجوده، وفي المساء التالي قد يأتي حبيب آخر لزيارة الفتاة في الخيمة، وهو ما تراه القبيلة شكلًا من أشكال المساواة بين الرجال والنساء.

لا يوجد لدى الطوارق غضاضة من تأخر سن الزواج لدى فتيات القبيلة وتزويجهن في العشرينات، على عكس حال القبائل البدوية، وهن قبل ذلك يكن منخرطات في الشعر الذي يتبارى المحبين على تأليفه ونظمه في حبهن، ولكن كتابة الشعر لا تقتصر على الرجال للنساء، فللنساء أيضًا حق الرد، ويمكن للفتيات الاختلاء بقلم وورقة لنظم أبيات شعرية تلقيها للحبيب، وفق ما تعلمنه من أمهاتهن.
