كشفت مصادر مطلعة في وزارة الصحة لـ القبس عن وجود قصور في الإجراءات المتبعة إزاء التعامل مع الأمراض المعدية من قبل الطواقم الطبية والهيئات التمريضية في بعض المستشفيات العامة.
وأشارت الى إصابة 5 أشخاص بإنفلونزا الخنازير في منزل واحد بمحافظة العاصمة قبل أيام، وغياب التعامل الأمثل من قبل الأطباء مع البعض من هذه الحالات، وهو ما يبين مدى خطورة الوضع القائم، نتيجة عدم اتخاذ الاجراءات الواجب اتخاذها لحظة ثبوت اصابة أي مريض بمرض معدٍ ومن ثم عزله بعيدا عن باقي المخالطين له في المنزل.

 

 

فحوصات بـ«الخاص»
وفي التفاصيل، أوضحت المصادر، أن سائقاً آسيوياً يبلغ من العمر 58 عاما يعمل لدى أسرة كويتية في محافظة العاصمة، ظهرت عليه بوادر الاصابة بمرض انفلونزا الخنازير H1N1، حيث تم نقله الى مركز صحي قريب من المنزل، وصرفت له بعض الأدوية، ثم طُلب منه الذهاب إلى المنزل، الا ان أعراضا مرضية طرأت على وضعه الصحي من جديد، وهو ما استدعى من رب الأسرة نقله إلى مستشفى خاص، والذي أثبت الفحوصات فيه اصابته بانفلونزا الخنازير، حيث أوصى الاطباء بضرورة نقله الى المستشفى الأميري وتم عزله.

 

 

شكوك
وتابع المصدر بالقول: إن افراد الأسرة ساورتهم الشكوك حول امكانية انتقال المرض الى بقية الافراد، مما دفعهم الى طلب اجراء الفحوصات الطبية لمواطنتين في العقد الثالث وخادمتين آسيويتين بالمنزل، ولدى الانتقال الى المركز الصحي أمر الأطباء فيه بتحويلهن الى مستشفى الامراض السارية، لكن الطبيب المختص هناك رفض استقبالهن لأسباب مجهولة، حيث طالبهن بالذهاب الى المستشفى الأميري، ولدى انتقال المواطنتين والخادمتين للأميري أوضح لهن الأطباء فيه عدم وجود بعض الأدوات التي تستخدم في اجراء الفحوصات اللازمة للكشف الطبي عن طريق الفم والأنف، موضحة ان المصابات الأربع انتقلن الى مستشفى خاص لاجراء الكشف ومعرفة اصابتهن بالمرض من عدمه، وهناك تم اكتشاف اصابتهن بانفلونزا الخنازير.

 

 

أين «السارية»؟
وأشارت المصادر الى انه ولدى العودة الى المستشفى الأميري مجدداً، بناء على تعليمات اطباء المستشفى الخاص، تم تحويل المصابات الى قسم الصحة الوقائية داخل أحد المراكز الصحية في اليرموك، حيث فوجئن بعدم وجود اي طبيب، والاكتفاء بوجود مراقبة فقط، لم تكن ترتدي القفازات او الكمامات الخاصة للتعامل مع مثل هذه الامراض المعدية الخطيرة على صحة المصاب والمخالطين له، حيث تم تحويلهن مرة اخرى الى الأميري، والذي أوصى الاطباء فيه مجدداً بضرورة عزلهن داخل المنزل، مع منحهن حبوباً ومضادات فقط، مستغربة عدم تفعيل دور مستشفى الامراض السارية الذي يجب ان يتصدى لهذه الأمراض المعدية، رغم هدم اجزاء منه، إضافة الى نقل الحالات المصابة لمركز الكويت للصحة النفسية او مركز التأهيل الرئوي، مؤكدة ان الحالات الاربع المصابة عادت أدراجها الى المنزل، مما يشكل تهديدا حقيقيا لباقي افراد الاسرة ما لم تتدخل وزارة الصحة للتعامل مع الحالات وفق البروتوكول المعمول فيه بشتى دول العالم، والخاص بالتصدي للأمراض المعدية.

 

 

مركز بديل
وشددت المصادر على اهمية انشاء مركز بديل عن مستشفى الامراض السارية، لحين انجاز المستشفى الجديد، وذلك لضمان التعامل مع الحالات التي تحال اليه، وعدم تحويلها الى مستشفيات ومراكز اخرى قد لا تتوافر فيها المعدات والفحوصات اللازمة للتعامل مع هذه الحالات، لا سيما مع توافر الميزانيات الضخمة لدى وزارة الصحة والكفيلة بانشاء افضل المراكز، مؤكدة ضرورة تفعيل دور مراكز الرعاية الصحية الاولية في التعامل والكشف المبدئي عن الحالات المصابة بالامراض المعدية، كانفلونزا الخنازير او الكورونا او الايبولا وغيرها.

 

 

تحذير من انتشار المرض
حذرت مصادر مسؤولة من خطورة غياب إجراءات الوقاية من الأمراض المعدية، فالكويت معرضة لانتقال العدوى بانفلونزا الخنازير وغيرها من الفيروسات، مشيرة إلى ضرورة إجراء فحوصات طبية في المنافذ ووضع خطة عاجلة للتعامل مع الحالات المصابة.

 

 

الفحص في مستشفى خاص
قالت المصادر ان المصابات الأربع انتقلن الى مستشفى خاص لاجراء الكشف ومعرفة اصابتهن بالمرض من عدمه، وهناك تم اكتشاف اصابتهن بانفلونزا الخنازير.

 

 

حالة خطرة
عن الحالات المصابة، اوضحت مصادر مطلعة ان السائق الآسيوي الذي يرقد بالمستشفى الاميري تدهورت حالته الصحية مؤخراً، فيما تم عزل الخادمتين الآسيويتين داخل غرفة في منزل الاسرة، وكذلك الحال بالنسبة للمواطنتين المصابتين بالمرض.