الخراب والدمار عادة ما يضفى حالة من الحزن والاكتئاب على الأماكن، ولكن فى وسط الفنانين والحالمين ينقلب بشكل آخر، فنجدهم يحولون أدوات الحرب، والقتل لأعمال فنية. لهذه الفكرة أشكال عديدة وظهرت أيضًا فى الكثير من مدن المنطقة التى شهدت صراعات وثورات وحروب، فكانت الكلمة والقلم والفرشة والألوان هى أدواتهم فى محاولة لتغيير الواقع.

فلسطين

شهدت الحرب الإسرائيلية على غزة خلال شهر أغسطس 2014 الكثير من الصور التى تبرز كيف خلفت الحرب دمارًا، ووسط هذا الدخان المتصاعد من الهدم والقنابل، حول الفنانون بشرى شنان والمصور خالد بلال والمعمارى توفيق جبريل، الدخان المتصاعد من القصف إلى أعمال بصرية فنية، ويصنعون من الدخان الخيول والنساء والأطفال والملائكة وإشارة النصر. كأنهم يقولون "الرسالة وصلت".

سوريا

كان أبرز ما ظهر مؤخرًا من أعمال فنية ما قام به الفنان أكرم أبو الفوز الذى قام بسلسلة من الأعمال اليدوية، فحول فوراغ الصواريخ للعب أطفال ومزهريات جميلة، فقام بالرسم على بقايا الأسلحة والقذائف والصواريخ، وتحويلها من أدوات موت إلى قطع فنية تنبض بالجمال، فلون طلقات الهاون وعبوات الرصاص الفارغة بزخرفات تشرق وتتفرد بألوانها وبإتقان عالٍ.

العراق

دور الفن يتجلى فى تطويع البشاعة وتحويلها إلى أعمال فنية كان هذا شعار فنانين عراقيين حولوا من أسلحة الحرب إلى أعمال نحتية من بينها ماسورة بندقية تحولت إلى حشرة طائرة وكعب بندقية نحت على شكل ملكة فرعونية قديمة، واستخدم النحات حيدر موفق، مسدس لهب لثنى قضبان من الصلب وتحويلها إلى نموذج تجريدى لحى قديم فى بغداد "إنها رسالة من بغداد إلى كل العالم بتحويل قطع الدمار التى قتلت كثيرًا من الناس إلى أعمال فنية".

ليبيا

على الوكواك نحات تشكيلى ليبى اشتهر بنحت لحاء النخيل أو ما يعرف بـ«الكرناف» وتجسيمه بإبداع، وأخيرًا انهمك فى ابتكار أعمال ضخمة من بقايا ومخلفات الحرب فى ليبيا، حيث الصواريخ والقنابل والرصاص والخوذات البالية تتشكل فى أكثر من 700 منحوتة يفوق طول بعضها 18 مترًا، ولم يكن بمقدور المخيلة تقدير جمال تلك الأعمال دون النظر إليها.