ظهرت الفنانة المعتزلة زبيدة ثروت مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامجه " بوضوح " الأسبوع الماضي لتكشف عن سر جديد لا يكاد يعرفه إلا صاحباه وبعض الذين رحلوا عن الحياة ودفن السر معهم .. ظهرت زبيدة في أرزل العمر لتكشف عن حب دفين للعندليب الأسمر لا يزال طازجا .. من برنامج "بوضوح" طلبت الفنانة الكبيرة من الإعلامي عمرو الليثي أن يقوم بدفنها في مقبرة عبد الحليم حافظ في حالة وفاتها.
وقالت خلال لقائها على قناة الحياة: "وصيتي ليك يا عمرو إني أدفن جنب عبد الحليم".
وكانت كشفت زبيدة ثروت عن مدى حبها للعندليب وحبه لها، إلا أن القدر لم يكتب لهما الزواج.
زبيدة ثروت والتي قامت ببطولة فيلم يوم من عمري أمام حليم هي المرأة الأخيرة التي لمع اسمها في كراسة عبد الحليم الحمراء , تلك الكراسة التي لم تترك اسما لأنثي في حياته لم ينسج معها خيوط قصة حب سواء في الخيال أو الحقيقة .
ورغم ذلك فان المرأة في حياة حليم لم تكن تشكل أكثر من كلمات أغنية ومعجبات ينظرن بوله أمام عدسات المصورين الصحفيين , ذلك أن العندليب عبد الحليم حافظ الإنسان لا يختلف عن ذلك المطرب الذي اكد حضوره بعد غيابه وتحول إلى أسطورة لا يستطيع أشد معاصريه التصاقا به تفسيرها ولعل جزءا من تفسير تحوله إلى أسطورة يكمن في اختياراته الغنائية حيث كان يلمس بكل أغنية جرحا غائرا لدي عاشق أو عاشقة يبحثان عن سلوي.
وإذا كانت أغانيه السياسية قد صبت في أغلبها باتجاه الترويج لمبادئ ثورة يوليو وإنجازاتها فان أغنياته العاطفية تبقي محل جدل كبير إذ تحول الحب الذي كان مناظرا للبهجة إلى حالة من الشجن والدموع والحرمان والضعف والحيرة وتعددت صور المرأة والفتاة في هذه الأغاني بين جبارة وظالمة ورقيقة وحالمة ولعوب وفي كل الأحوال كان رجاء المحب الرضا منذ أولي أغنياته "صافيني مرة وجافيني مرة" وحتي أخر أغنياته "قارئة الفنجان".
والمرأة في حياة حليم الشخصية لم تكن سوي وسيلة للشعور بكلمات أغنية أو جزء من أداء ولعل ابلغ دليل علي ذلك انه ضحي بحب كبير "سعاد حسني" ليحتفظ بجمهور من المعجبات ويظل فتي أحلامهن ثم قصص الحب التي لا يستطيع احد أن يحصيها بدءا من فتاة الإسكندرية "ديدي الألفي" وانتهاء بالممرضة الأمريكية في المستشفي الانجليزي الذي شهد ساعاته الأخيرة وهو ما يؤكد أن أغلب تلك القصص مجرد شائعات ليس لها اصل وان روجت لصورة المحب الولهان والجان التي يجب أن ترتبط بما يقدمه في أغانيه.
وبعد مرور السنوات علي رحيله يبقي من حليم أسطورة وأغاني تعيد تقديم صور عديدة للحب وللنساء اللواتي تخيل وجودهن في أغانيه فأعاد بها تشكيل اكثر من جيل لكن أغنية واحدة تظل محل تساؤل كبير وقد ظهرت للنور بعد رحيله بنحو أربعة أعوام وهي "حبيبتي من تكون".
نساء حليم
المرأة عند حليم تختصر قسوتها في الدلال والخصام وقد تضطر للزواج كما في فيلم "الوسادة الخالية " لكنها بلا شك ليست لعوبا فهي تصون زوجها وتقاوم مشاعر الحنين لأيام الصبا وحتي حين تكون شقية ويضل هو الطريق إلى قلب شقيقتها الطيبة تعود الأمور إلى نصابها وترتبط شقيقتها الشريرة بصديقه الشرير وفي حفل الخطبة تعلن الشقيقة الثالثة الطفلة انه فتي أحلامها !
أما الممثلة الكبيرة ومعبودة الجماهير فهي في النهاية سهلة الخداع لدرجة مضحكة وضعيفة لدرجة الإغراق في احتساء الخمور لمجرد أن الكومبارس الذي أحبته خدعها وتبرع البعض باخبارها انه متزوج ولديه أطفال وبعد أن يشتهر يعود للبحث عنها وتنكشف الحقيقة مصادفة (كل نساء حليم جبارات في الحب ساذجات في الحياة!)
أما المرأة الأكثر تأثيرا في العندليب فهي تلك التي أخبرته الحقيقة بعد قراءة فنجانه "الحزن عليك هو المكتوب" لأن حبيبة قلبه ساكنة في قصر مرصود من يدنو من سور حديقتها من يطلب يدها من حاول فك ضفائرها مفقود مفقود.
قارئة الفنجان التي تنتمي إلى مرحلة الثورة لم تكن تعلم شيئا عن الزحف القادم للعشوائيات علي القاهرة ولم تكن تدري انه ما من فتاة تسكن في قصر مرصود ولا تخرج منه فقد رسم الواقع الاجتماعي صورة آخرى للمرأة غير تلك التي حاول حليم رسمها ظهرت مع الانفتاح الاقتصادي ونتائجه ونشوء طبقة جديدة لم تعترف بالفن يوما لكنها اضطرت للاعتراف بشيء مشابه له تمثل في غناء يفتقر إلى الذوق وسينما تفتقر إلى الجمال ولا يقصد كل منهما (الغناء والسينما ) إلا مداعبة الواقع المادي للمستمع والمشاهد دون الخوض في الأحلام .. واحتلت الصورة الجديدة للمرأة والغناء والسينما عالم حليم.
فكان لابد أن ينصرف ومعه صورة الحب وصورة المرأة التي كان يحاول رسمها فترثيه وترثى زمنه ميرفت أمين في "زوجة رجل مهم" وهى نفسها التي شهدت أعظم حالات حليم الجماهيرية في "أبى فوق الشجرة" فكانت الشاهد على البداية والنهاية.