انتخبوا مصر
بقلم / اسامة جلال
كنت اود ان اكتفي بكتابة الجملة الموضوعة في العنوان فقط (انتخبوا مصر) فهي في رايي ابلغ ما يمكن ان نقوله لمن سيذهبون لصناديق الاقتراع اليوم لانتخاب اعضاء مجلس الشعب.. (انتخبوا مصر).
نعم.. نعم انتخبوا مصر.. فمصر هي الباقية وهي التي بعلو شأنها نعلوا ونسمو ونرتقي ونتطور.. صلاح احوال مصر يبدأ من عتبة مجلس الشعب فان صلح المجلس صلحت احوالنا وان فسدت فسدنا.
الافكار تتوالى في ذهني وانا اكتب هذه السطور التي كنت انتظر كتابتها قبل اشهر ولكن لظروف الضغوط في العمل وعدم وجود وقت لم تتسن لي الفرصة للكتابة لكني اجدني مضطرا وانا في العمل الان وبعد يوم شاق طويل ان اكتب وانا متعب الذهن والبدن ولكن الكتابة الان هنا واجبة وفرض يمليه الضمير والشعور ببلدنا التي طالما تمنينا ان تبقى هي منارة العلم والحضارة والتطور والفكر والعمل والاجتهاد والنجاح.
انتخبوا مصر.. اردت ان يقرأ هذا المقال كل من هو ذاهب لصناديق الاقتراع لينتخب.. ينتخب مصر لا ينتخب شخص بعينه لمجرد انه قريب او صديق او من الحزب الوطني او من الوفد او من الاخوان او مستقل.
انتخبوا مصر.. انتخبوا الاكفأ وان كان من الحزب الوطني او من الاخوان.. انتخبوا صاحب التاريخ المشرف واليد البيضاء والافكار الجميلة والشاب الذي يقوى على العطاء.
جاء الوقت الذي نعي فيه اهمية صوتنا وكيف ان هذا الصوت الوحيد من الممكن ان يغير الكثير في بلدنا.. جاء الوقت الذي يجب ان نتخلى فيه عن السلبية وعن التندر بما تقوم به الحكومة والتفكير السلبي دائما ونظرية المؤامرة.
انا لا اعلم تمام العلم ان كانت الحكومة تزور ام لا تزور.. وليس لدي وثائق تدل على ذلك.. لكن المؤكد الذي المسه ان هناك اشخاصا من الحزب ومن غيره من المرشحين لديهم عصبة ولديهم ناخبين يستطيعون تغيير الزمن وانتخابهم بالرغم انهم الاسوأ.
لماذا نقاطع الانتخابات اذا كانت الحكومة مزورة كما يدعي البعض.. لما ذا نكون سلبيين ونترك المجال للمزورين ان كانوا كذلك.. لماذا نسهل عليهم الطريق للوصول للمجلس.
ان الابتعاد عن الانتخاب والانزواء لهو في حقيقة الامر خيانة عظمى ومن الامور التي يجب ان يعاقب عليها القانون.
السلبية مع الاسف اصبحت هي طابع الشعب المصري.. وكثيرون يفضلون الجلوس في منازلهم بدعوى التزوير فهل المقاطعة هي الحل.. بالطبع لا.. لان المقاطعة تفسح المجال للتزوير ان كان هناك تزويرا وتسمح لقليلي الخبرة والمفسدين بان يرتقوا وان يحصولوا على مقاعد مجلس الشعب الذي يتحدث باسمنا حتى دون تزوير.
افعلوا ما عليكم وادوا واجبكم ولا تهتموا كثيرا بما يحدث بعدها.. لان المقاطعة تجعل الاسوأ ينجح حتى بلا تزوير.. فشاركوا في الانتخاب حتى نورطهم في التزوير وحتى نورطهم في الاثم العظيم.. اما من لا يذهب للانتخاب ويتحدث عن تزوير فليس معه اي حق في الحديث وعليه ان يلزم الصمت ويجلس في بيته يطالع الافلام الهابطة وبرامج التوك شو ويمصمص شفاهه حسرة والما فقط.
الحديث هنا عن مصر وليس الحزب او الاخوان او الوفد او الغد.. ما نطالب به كل ناخب ان يدع اهواءه الشخصية تتنحى جانبا ويفكر في الاصلح وفي الانسب ويختاره وان اختلف معه.
قد يكون لدينا من هم في الوطني الحكومي وهم الافضل فما المانع في ان نختارهم.. وقد اكون من الوطني لكن ممثل الغد افضل فلماذا لا اختاره.. فالانتماء الان يجب ان يكون لمصر لا للحزب ونحن جميعا مصريون بالوطني والغد والوفد والاخوان.. وما الاحزاب الا هي زيادة في التشرذم والتحزب ومن هذا المنطلق من المفترض ان تكون الاحزاب مجرد عملية تنظيمية لا اكثر ولا اقل.
اتدى ان نجد شخصين متفقين على كل المضامين والاهداف.. فكيف يمكن لالاف وربما ملايين يتفقون على راي او على مجموعة اهداف وتوجهات لاحزاب.. اتحدى ان يكون 90 في المئة من الشعب المصري قرأوا اهداف الحزب الوطني الذي يعارضه كثيروا.. لانك لو قرأت اهداف وبرامج الحزب الوطني التي كنت قرأتها قبل اعوام لوجدات ان الحزب هذا يتحدث عن الكثير من اهداف وطموحات كل المصريين واعتقد بقية الاحزاب كذلك ولكن المشكلة لدينا في التطبيق.
لا افضل ان اطيل وانا في هذه الحالة من الارهاق ولكني اريد ان استحلفكم بالله ان تنتخبوا مصر.. ان تنتخبوا الاصلح.. ولا يغرنكم بعض الجنيهات التي يدفعها بعض المرشحين لنيل رضاكم اليوم وسرقة اموالكم غدا ان لم يكونوا قد نهبوها في السابق.
لا تغرنك القرابة والصداقة لتنتخب ابن العم او الصديق لان ذلك لا يصلح ولا يفيد ارتقاء الامم والشعوب.. انظر لمستقبل بلادك.. انظر لاولادك واحفادك واجعلهم يترحمون عليك بدلا من ان يدعون عليك لانك خنت الوطن وبعته بالرخيص او بتذكرة سفر ذهاب وعودة لتنتخب شخص سرقك وسرق حياتك وسرق احترام الاخرين لك.