وظيفة الكاتب أن يرى مالايراه الآخرون

احلم بالحرية أن أقول ما أريد وأن أعيش في وطن حر لا يقيدني فيه احتلال

نحن بحاجة إلى مزيد من الفعليات الثقافية في فلسطين

مقتبس " أحلام المستغانمي " كان المحرك الأساسي لاحلام على قائمة الإنتظار

 

 

احلم بالحرية ، أريد أن اسير على شاطئ يافا وأن أعود إلى بيتي في حيفا، وأكتب من هناك رواياتٍ وقصص يقرأها العالم بهذه الكلمات تكشف لنا نبال قندس عن احلامها ومكنوناتها الداخلية ، نبال قندس كاتبة وروائية فلسطينية ، صُدرلها ديوان "احلام على قائمة الإنتظار" حيث يضم عدداً من الخواطر ذات طابع رومانسي ، مع نصوص تحاكي وطنها "فلسطين " ، وصدرت لها ايضاً رواية "يافا حكاية غياب ومطر " ، يافا فتاة فلسطينية تعتزل البشر لمدة عشراعوام في انتظار حبيبها غاب عنها 25 عاماً في المنفى ، يحمل قضية بلده وبعد سنوات يعود إليها ككاتب صحفي ثم يجتمعا على تقديم مشروع مشترك ، وكان لمصريون في الكويت هذا الحوار :

 

_"يافا حكاية غياب ومطر "رواية تحمل في طيتها القضية الفلسطينية ،من خلال صحفية تبحث عن سر وحدة "يافا"، يافا التي ترمز لفلسطين وحبيبها الذي عاد بعد سنوات يرمز لمعاناة الشعب الفلسطيني ، فهناك مشروع مشترك بين هاتين الشخصيتين ، هل لكِ أن تطلعينا على هذا المشروع المشترك ؟

*يافا المرأة هي وطن. كل امرأة مدينة. وأهم ما يربط يافا المرأة بالمدينة هو الذاكرة الحية التي لا تنسى ولا تتنكر لأهلها وهم أصحاب حق. فيافا حين فقدت رجلاً كان يعني لها وطناً من الحب والنضال لم تنسَ يوماً بل ظلت ذاكرتها حية لأجل هذا الرجل ولأجل الوطن. الذي عاد في الرواية ليس من فقدته يافا بل الشاب المغترب الذي تراسله الصحفية، ونحن نلحظ هجرة الشباب الفلسطيني بشكل كبير في السنوات الأخيرة بحثاً عن العمل. وكانت عودته ليس للصحفية فقط بل للوطن ودائماً مصير الغائبين أن يعودوا.

المشترك بين البطلتين هو الارتباط بالوطن، والانتظار، وتقدير الأشياء ذاتها. كل واحدة منهما كانت تحتاج الأخرى. يافا التي انتظرت طويلاً في عزلتها كانت تحتاج من يدفعها لكسر القوقعة والخروج للضوء. والصحفية الشابة الهشة، والتي كانت ضحية انتظار ذلك الغائب، وأيضاً أوشكت على الوقوع في عزلة تشبه عزلة يافا حين هُجرت كانت تحتاج يداً تدفعها للأمام وتقف معها لتجتاز محنتها وتتعلم كيف تكون أقوى.

_بكونك أديبة وروائية هل تتفقي معي أن الأدب يمكنه أن يعالج مشكلات الوطن من خلال تسليط الضوء على احداثه كما فعلتِ في "يافا حكاية غياب ومطر"؟

*بالطبع وظيفة الكاتب أن يرى ما لا يراه الآخرون وبالتالي عندما يرى الكاتب لُبَّ الشيء فإنه يكون عيناً وبصيرة للآخرين فيدعوهم لرؤية ما تحت القشور، وهذه أهم رسالة يقوم بها. الوعي الذي ينقله الكاتب الجيد هو جزء كبير من حل المشكلة.

_نعود لنص "احلام على قائمة الإنتظار"من أين استوحيتي كلماتك الرومانسية ذات السلاسة والعذوبة ؟

*استوحيت الكلمات من الحياة التي نعيشها، والتي لا تخلو من الحب رغم صعوبتها وأيضاً من الأشياء التي نحلم بها ونريدها. من الأمنيات التي تؤرقنا في انتظار تحقيقها.

_تنوعت الخواطر "عند نبال قندس"فما هى الصعوبات التي واجهتك عند كتابة "احلام على قائمة الإنتظار "؟

*لم تكن الصعوبة في الكتابة، فقد كنت أكتب وفقاً لإحساسي وليس كما لو أن الكتابة واجباً. كانت النصوص تكتب ذاتها باندفاع ويدي ما هي إلا أداة. لكن واجهت صعوبة كبيرة في النشر والتوزيع.

_وماهى الأحلام التي تراود "نبال قندس"وفي انتظار تحقيقها ؟

*أحلم بالحرية، أريد الحرية ولا شيء أكثر؛ حرية أن أقول ما أريد وأن أعيش في وطن حر لا يقيدني فيه احتلال. أريد أن اسير على شاطئ يافا وأن أعود إلى بيتي في حيفا، وأكتب من هناك رواياتٍ وقصص يقرأها العالم.

_استعرضتي في خواطر "احلام على قائمة الإنتظار "بعد مقتطفات من الكاتبة والروائية "احلام مستغانمي"فهناك رابط بين كتاباتك وكتابات احلام المستغانمي ، هل هى الرومانسية العذبة ؟

*كان المقتبس الذي بدأت به الكتاب لمستغانمي هو المحرك الأساسي لي. فبسبب هذه العبارة قمت بإنشاء صفحة على الفيسبوك باسم "أحلام على قائمة الانتظار"وبدأت التدوين فيها. ومن باب الامتنان لهذه العبارة ولأحلام مستغانمي أردت أن أبدأ كتابي الأول بها.

_الخواطر تضم نصوص عديدة مختلفة لم تشبه محاكاة نص أخر ولكنك ذكرتي قصيدتين عن الوطن "فلسطين "لماذا قصيدتين فقط ؟

*أحلام على قائمة الانتظار، هو تجميع للخواطر التي قمت بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدأت الكتابة، فكانت هذه الخواطر باكورة كتابتي، التي قد تكون جيدة وقد تكون ركيكة. لم يطغَ الطابع الوطني على النصوص لأنني أردت لقلمي أن يكون أكثر قوة حين يتحدث عن الوطن.

_نعود للقضية الفلسطينية برأيك ككاتبة وروائية كيف تري القضية الفلسطينية الآن ؟

*فيما مضى كانت القضية هي محور اهتمامنا، أما الآن فإن ما يحدث حقيقة أن إسرائيل تحاول إشغالنا بالحياة ولقمة العيش كي لا نجد وقتاً نفكر فيه بالوطن. قطع الرواتب والتضييق على المواطن الفلسطيني، هي سياسة مدروسة جيداً من قبل الاحتلال. بات المواطن يحلم بالراتب، ويفكر كيف يمضي يوم غد ومن أين سيطعم أطفاله، وكيف سيدفع مصاريفهم الجامعية والمدرسية. والوطن صار منسياً على الرف إلا من بعض الشباب الذين يحلمون بالحرية ويحاربون بما استطاعوا.

_ماذا عن تحقيق مشروع الوحدة العربية كما تتمنيها في كتباتك الأدبية ؟

*الوحدة العربية بعيدة جداً، وتزداد بعداً يوماً تلو الآخر، هذا ما نراه في الدول المجاورة، لكننا رغم كل شيء ما زلنا نطمح لهذه الوحدة وما زلنا نحلم بها ونتمنى أيضاً أن نراها واقعاً.

_مؤخراً شاركتي في معرض "ن"للكتاب و الذي شارك فيه الكاتب الثائر "تميم برغوثي"فهل تأثرتي به في كتاباتك ؟

*كانت مصادفة رائعة أن التقي الشاعر تميم، رغم أن اللقاء كان قصيراً ولم أتمكن من التعرف إليه لضيق وقته وكثرة انشغالاته. لكن تميم هو مثال الشاعر الفلسطيني القدوة. أنا لا أكتب الشعر لكنني أطمح أن أكون بمثل جرأة تميم وتفوقه في الكتابة.

_حدثيني عن تجربتك في معرض "ن"للكتاب بالأردن ؟

*معرض نون كان حدثاً مهماً أضاف لي الكثير. هذه التجربة لم تجمعني بكُتاب كبار فقط بل بعدد كبير من الناس منهم من يعرفني وقرأ روايتي ومنهم من تعرف علي في المعرض. كان من المهم جداً أن استمع للأستاذ مريد البرغوثي، واستفيد من النصائح التي تحدث بها عن الرواية العربية خاصة أنه كان من اللجنة المشرفة على جائزة البوكر للرواية العربية.

ليس هذا فحسب، فآراء القراء وملاحظاتهم ونقدهم الإيجابي والسلبي، فتح عيني على العديد من الأمور التي حتماً سوف أستفيد منها وأوظفها لاحقاً في أي عمل جديد.

_ماذا عن شكل الحياة الثقافية في فلسطين ؟

*الوضع الثقافي في فلسطين في هذه الآونة تحديداً يحتاج إلى الكثير من الدعم. والقراء الشباب بحاجة أيضاً لتوجيه سواء في قراءاتهم أو كتاباتهم. نحن بحاجة لمزيد من الفعاليات الثقافية التي تأخذ نمطاً شعبياً لتشمل جميع فئات المجتمع. بحاجة لمعارض كتاب وصالونات أدبية وأمسيات ثقافية، يرعاها نخبة من الكتاب والنقاد الكبار.

_رواية "يافا حكاية غياب ومطر "وديوان "احلام على قائمة الإنتظار "حصيلة "نبال قندس"من الأدب فما الجديد عندك في الفترة القادمة ؟

*ما أقوم به حالياً، القراءة، التعلّم، معرفة تقنيات وأساليب الكتابة. أحاول توسيع آفاقي لأتمكن  من كتابة عمل أكثر نضجاً وتأثيراً. لذلك لم أفكر بعمل جديد حتى الآن.

_هل ستتحدثين ايضاً عن فلسطين أم أن هناك مواضيع أخرى للكتابة عنها ؟

*سأكتب لفلسطين دائماً، كما سأحاول تسليط الضوء على عدة قضايا اجتماعية.