السادس من يونيه هو اليوم المميز لديها ، يمكنها أن تفعل الكثير بعد عودتها من الجامعة أن تتلقى كورساً في اللغة الإنجليزية ، ولأنها السنة الأخيرة لديها ، فكرت أن تشغل منصباً هاماً لدى الوزارة ، اقتصاد وعلوم سياسية ليست الكلية الأصعب على الإطلاق ، انهت دراستها بتقدير جيد ، وراحت تقف في صفوف الباحثات عن العمل ، تضع خطوطاً هنا وهناك وتلقي بسيرتها الذاتية ، وتدق ابواب وتخرج من أخرى لكن لا جديد ، فرصتها باتت ضعيفة في الدخول وشغل منصب في احدى الوزارات الحكومية ،توقعت أن كل مايحدث لها ليس من قبيل الصدفة وأن مهنة والدها السبب في عدم اقتناص هذه الفرصة ، تشجعت ووقفت أمام مجلس الوزراء تطالب بمقابلة رئيس الوزراء ، لم يعيرها احد اهتماماً ، استمر اعتصامها يوم وراء الأخر لكن لا جديد ، وراحت تصيح :
_ اريد أن اقابل رئيس الوزراء .
كان حرس من الأمن بلغ الرئاسة بما تقوم به من اعتصام متكرر ، فوافقوا بمقابلتها :
دخلت فوجدته يرمقها بنظرات غريبة كأنه يشعر بإشمئزاز منها ومن هيئتها ، جلست وقالت له :
_ سيدي لقد تخرجت من كلية اقنصاد وعلوم سياسية بتقدير جيد ، وحاصلة على لغات أجنبية ، فلماذا لايتم تعييني في وزارة الخارجية .
رمقها بنظرة استعلاء ، وولع سيكارته ، ثم راح يكلمها بنبرة هدوء :
_ والدك يعمل في الحرفيين أليس هذا صحيح .
اندهشت منه وتوقعت أن ملفها محفوظ هناك وأن الامر بات مصدر اهتمام لديهم :
_ نعم يعمل هناك .
_ اذن كيف تريدين أن تعملي في احدى الوزارات!؟ ، كذلك مظهرك لايشجع على ذلك .
_كيف مظهري لايشجع على ذلك ، مازلت شابة ولم اتزوج وليس لدى اطفال ، فأين المشكلة هنا !؟
_ أنتي ممتلئة اكثر من اللزوم وهذا سبب كافي لعدم قبولك .
_مظهري جيد ، وتقديري يؤهلني لذلك.
_ ارجوكي ، لدى اجتماع الآن ، يمكنك التقديم وحل مشكلتك هناك .
خرجت من عند مكتب رئيس الوزراء وراحت تكمل اعتصامها ..