شهدت مدينة المحلة الكبرى، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، حادثًا إرهابيًّا مأساويًّا، راح ضحيته مساعد شرطة ومجند، وأصيب 15 آخرون، حيث فوجئ سكان شارع شكرى القواتلى بصوت انفجار، وتبين أنه ناتج عن عبوة ناسفة، وضعها مجهولون بجوار أحد البنوك بالشارع. وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية، بإشراف اللواء حسام خليفة مدير قطاع أمن المحلة وسمنود، واللواء عبد اللطيف الحناوى مدير المباحث الجنائية بالغربية، وقوات الحماية المدنية، وخبراء المفرقعات، وسيارات الإسعاف، وتم فرض كردون أمنى فى محيط الانفجار، وتمشيط المنطقة بمعرفة رجال الشرطة.
كما انتقلت نيابة أول المحلة، لمعاينة موقع الانفجار، وقررت سرعة استدعاء شهود العيان، لسماع أقوالهم. وأكد مصدر أمنى بمديرية أمن الغربية، أنه تم ضبط 5 أشخاص من المشتبه فيهم، ويتم تفريغ كاميرات البنك، الذى وقع أمامه الانفجار، وكذلك كاميرات البنوك والمحال المجاورة، وأنه تم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى، لسرعة ضبط المتهمين.وقد أسفر الانفجار عن استشهاد كل من: مصطفى أحمد عبده "55 سنة – مساعد شرطة"، وإبراهيم السيد عبد الله "25 سنة – مجند" متأثريْن بإصاباتهما، وأصيب 15 آخرون بإصابات مختلفة، منهم 3 حالات بتر بالساق، وتم نقل المصابين إلى مستشفى المحلة العام، بينما سارع مواطنو المحلة إلى المستشفى، للتبرع بالدم، وقد ردد الموجودون الهتافات، التى تطالب بالقصاص من المتهمين، وأكد بعض المحلاوية أنه فى حالة ثبوت الأدلة على أن مرتكبى الحادث ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية، فإنهم سيقتصون بأنفسهم منهم بحرق منازلهم.وانتقل سعيد مصطفى كامل محافظ الغربية، والدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية، واللواء ناصر طه رئيس مركز ومدينة المحلة، إلى مستشفى المحلة العام، للاطمئنان على حالة المصابين، ومواساة ومساعدة أسرتى الشهيدين.
وكانت محافظة الغربية قد شهدت يومًا حزينًا طيلة يوم أمس الأول، حيث استيقظ أبناء المحافظة على خبر مصرع 7 من تلاميذ وعمال مدرسة "المدينة" الخاصة بطنطا، وإصابة 24 آخرين، إثر اصطدام قطار بضائع، على خط "عين شمس – السويس"، بأتوبيس رحلات كان يستقله التلاميذ فى رحلة مدرسية، أمام مدينة الشروق، وتبين أن "يد الإهمال" هى السبب فى وقوع هذا الحادث الأليم. ولم تكد الدموع تجف، أو الأحزان تخف، إلا وأبت "يد الإرهاب" الغادر أن يبيت المواطنون على أحزان الصباح وحسب، وإنما امتدت لتلقى بعبوة ناسفة فى أحد أهم شوارع مدينة المحلة الكبرى، فى الساعة الحادية عشرة وبضع دقائق من مساء اليوم نفسه، يفزع على إثرها أهل المدينة العمالية، ليجدوا الدماء قد سالت، والإصابات قد توالت، وصرخات النساء والأطفال تشق سكون الليل، ويبيت الرجال ليلتهم أمام مستشفى المحلة العام، فى طابور طويل، للتبرع بالدم، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح ضحايا الغدر والإرهاب، الذى حصد بأفعاله السوداء حياة شخصين، وأصاب 15 آخرين، لا يزالون يتلقون العلاج.