أكد السيناتور الأمريكي جون كيري ـ في ختام زيارته ـ الي السودان أن الخرطوم ملتزمة بإجراء الاستفتاء وقبول نتائجه‏.‏

واضاف‏-‏ كيري الذي يرأس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي تلقيت خطابا مكتوبا بعبارات واضحة يؤكد ان حكومة السودان ملتزمة بإجراء استفتاء جنوب السودان في التاسع من يناير المقبل وتلتزم بنتيجة هذا الاستفتاء‏.‏

وقال كيري في ختام زيارته‏:‏ إن بوسع السودان بناء علاقة جديدة مع الولايات المتحدة إذا لم يعترض سبيل إجراء الاستفتاء في موعده المحدد‏.‏

واشار الي ان السودان‏,‏ الذي يخضع لعقوبات أمريكية الآن‏,‏ يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية في حال الوفاء بالإستفتاء في موعده‏.‏ وأضاف‏:‏ أريد أن أكون واضحا‏,‏ نريد من الحكومة أن تعالج قضية الاستفتاء وأن تحترم قرار الجنوب‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ اتفق شريكا الحكم في السودان علي ثلاث نقاط ليتجاوزا عقبة الخلافات فيما يتعلق بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وإتفقا علي عدم ربط إكتمال الترسيم بإجراء عملية الإستفتاء ومنح الأولوية لمعالجة الخلاف سياسيا وإحالة النزاع الي التحكيم الدولي في حال فشلهما في ذلك‏.‏

ومن المقرر أن يعقد خلال ساعات إجتماع لمؤسسة الرئاسة التي تضم الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونائبيه سلفا كير ميارديت وعلي عثمان محمد طه لمناقشة القضايا العالقة في إتفاق السلام الشامل‏.‏

واضافت مصادر سودانية أن لجنة ترسيم الحدود سترفع متطلباتها للترسيم الي جانب النقاط الخلافية لمؤسسة الرئاسة في إجتماعاتها خلال ساعات

وأشارت المصادر الي ان الخلافات مازالت تراوح مكانها حول منطقة أبيي المتنازع عليها والغنية بالنفط متوقعه أن لاتحرز الرئاسة إختراقا في هذا الملف الشائك

ياتي ذلك في الوقت الذي رفض فيه رئيس إدارة منطقة أبيي دعوة الولايات المتحدة لتسوية مستقبل المنطقة‏.‏ وكان سكان أبيي قد حصلوا علي وعد وفقا لإتفاق السلام بإجراء استفتاء علي ماإذا منطقتهم ستنضم للشمال أم للجنوب‏.‏ وأكد رئيس حزب الإمه السوداني المعاض الصادق المهدي أن الإستفتاء الحر والنزيه لتقرير مصير جنوب السودان والتعامل الراشد مع النقاط الخلافية سيمكن السودان الموحد من القيام بدور بناء في التعامل مع كل هذة المتناقضات في السودان‏.‏

وحذر من أن إجراء الإستفتاء بشكل غير حر ونزيه من شأنه ان يسمم العلاقات بين الشمال والجنوب ويجعل السودان بمثابة المغناطيس الذي يجذب اليه كل المتناقضات في المنطقة من نزاعات القرن الأفريقي الي حوض النيل وغرب أفريقيا بخلاف الشرق الأوسط‏.‏

وأكد ان القضية ليست موعد الإستفتاء لكن ان يكون نزيها وأن يتفق علي آلية مجدية لتناول النقاط الخلافية‏.‏

وقال في لقاء أمس الأول نظمه المجلس المصري للشئون الخارجية‏:‏ ان امريكا واوروبا وعدد من الدول الأفريقية يمكنهم ان يساهموا في الوصول لهذه النتيجة‏.‏ يأتي ذلك في الوقت الذي قام فية مجلس سلاطين جنوب السودان بالخرطوم بمسيرة سلمية للمطالبة بإجراء الإستفتاء في موعده المحدد بشفافية وحرية تامة‏.‏

ويعتبر الاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان اهم بنود إتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في يناير‏2005.‏

وأنهت الإتفاقية‏,‏ التي وقعت برعاية أفريقية وأمريكية‏,‏ أكثر من عقدين من الحرب الأهلية في البلاد‏.‏

لكن الإتفاقية واجهت العديد من الخلافات بين الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال بما في ذلك إجراء الإستفتاء في موعده أوتأجيله بسبب مشكلات لوجيستية‏.‏