أكد الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه للأسف استُخدم الإسلام فى غير صحيحه، إذ فهمه البعض بشكل خاطئ، أو تعمد فهمه بشكل خاطئ، ويفسرونه على هواهم، فظهر ما يسمى بـ"داعش"، وهم عصابات دموية أحلت إراقة الدماء، والقتل، والتخريب، والحرق، ويدفعون الناس لاعتناقه بالعنف، وبالإكراه، فى حين أن الله تبارك وتعالى قال لرسوله الكريم (ص): "إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"، ولذلك أتعجب من هؤلاء الحمقى، الذين يحملون السيوف، والقنابل ويجبرون الناس للدخول فى الإسلام بالقوة، رغم أن الله سبحانه وتعالى قال "إن الله لا يحب المعتدين". جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها معرض القاهرة الدولى للكتاب، بعنوان "تجديد الخطاب الدينى.. الجهاد فى الإسلام"، بالقاعة الرئيسية، بحضور الكاتب ماهر فرغلى، فى حين تغيب الدكتور كمال حبيب. وقال الدكتور عبد الله النجار، إنه رغم ذلك تجدهم يطردون الناس من ديارهم، ويستولون عليها، ويعتدون على حرماتهم، ويقتلون الرجال، ويفسرون الجهاد بشكل خاطئ، وهو فى الحقيقة لا يمت للدين بصلة، وهو ليس جهادًا، بل أسلوب عصابات، فى حين أن العنف لا يجعل الناس تؤمن بقلوبها، بل بأعضائها ظاهريًا فقط. وأشار الدكتور عبد الله النجار، أن كلمة الجهاد حُرفت عن مفهومها الأصلى، واستخدمت فى أشكال أخرى غير التى شرعها الله، فجعل الله الجهاد أشبه بالقراءة، حتى يكون وسيلة للارتقاء والتحضر، فهو فى مصطلحه، يعنى مجاهدة النفس، والمحافظة على الأوطان، وبالتالى المحافظة على الدين، ودين بلا وطن لا يمكن أن يستمر على الأرض، والمحافظة على الأديان تبدأ بالمحافظة على الأوطان. وأشار الدكتور عبد الله النجار، إلى إثارة موضوع الخلافة هذه الأيام، فقال، إن إثارة هذا الموضوع يعتبر فتنة العصر، الهدف منها احداث نوع من الفتنة تبيد المسلمين، الذين ليس لديهم من العتاد والقوة، والتعاون، حتى يقبلوا بتسليم أراضيهم لخليفة واحد يقودهم، ولكنهم يستطيعون رفع شأن الإسلام عن طريق الوحدة الإسلامية، والاهتمام بالنهضة الإسلامية، إذ أن الوحدة فى هذه الأيام أفضل من فكرة الخلافة. وأكد الدكتور عبد الله النجار، أن الإسلام انتشر بالأخلاق الحميدة، وبالدعاه، واختلاط الشعوب، فيقول الله عز وجل "ولقد خلقناكم شعوب وقبائل لتعارفوا"، مشيرًا إلى أن حتى دفع الجزية، حرف معناها، بأن تؤخذ بإذلال، وبالعنف، فى حين أنها كانت يدفعها غير المسلمين بديلا عن الجهاد، حتى لا يخرجون ويجاهدون فى سبيل دين لا يؤمنون به، أما الآن فليس هناك جهاد بمعناه المذكور فى الإسلام، ولذلك لا يوجد دفع جزية، على عكس ما يفرضها بعض الحمقى، وهذا كلام غث.