فى عام 1963 ، أبهر المخرج جوزيف مانكيفيتس العالم بفيلم "cleopatra" وهو الفيلم الذى قامت ببطولته النجمة الإنجليزية الجميلة إليزابيث تايلور وكان سببا فى شهرتها العالمية الواسعة وتقاضت عن المشاركة فيه مبلغ مليون دولار من إجمالى ميزانيته التى بلغت 44 مليون دولار. حرص المخرج جوزيف مانكيفيتس على مراعاة كل تفاصيل الصورة ليخرج فيلمه متكامل الأركان، وبرع فى توظيف العناصر الفنية للتعبير عن كل المشاعر الإنسانية المتضاربة بالفيلم من حب وافتخار وتنافس وغيره وغضب وكبرياء وخوف ويأس وغيرها من المشاعر التى تتسق مع أحداث الفيلم المثيرة، وهو الأمر الذى حقق للفيلم نجاحا جماهيريا منقطع النظير على مستوى العالم وحقق إيرادات بلغت 58 مليون دولارآنذاك وأصبح الفيلم واحدا من كلاسيكيات السينما الأمريكية، فضلا عن أنه جعل الفيلم يفوز بـ4 جوائز دفعة واحدة فى الدورة 36 من جوائز الأوسكار حيث فاز بجائزة أفضل تصوير سينمائى وأفضل إخراج فنى وأفضل تصميم أزياء وأفضل مؤثرات بصرية. أداء إليزابيث تايلور البسيط وغير المتكلف والمحترف والمتقن لكل جوانب شخصية الملكة كليوباترا جعل الفيلم مبهرا للجميع وجعل تجسيد دور الملكة كليوباترا فى أى عمل فنى يعد تحدٍ صعب لكل نجمات العالم، إلى أن قرر المخرج إيهاب لمعى والمخرج دراجان لاتيك اختراق المنطقة المحظورة، وإخراج فيلم بعنوان "قيصرون" للمؤلف عمرو فهمى وإسناد دور كليوباترا للفنانة هايدى سليم. واختار المخرج إيهاب لمعى هايدى سليم لتجسيد دور الملكة كليوباترا لكن الصور التى تم التقاطها بالمؤتمر الصحفى للفيلم توضح جليا – ولأى شخص وليس فقط المهتم بالفن والتاريخ- أن جسم هايدى سليم ووزنها لا يصلحان لكى تجسد دور كليوباترا، ويعيد إلى الأذهان وصف دكتور زاهى حواس لأى فنانة تتجرأ على تجسيد دور الملكة الشهيرة دون أن تحمل صفات على الأقل مقاربة لها حيث يقول عنها ساخرًا "الملكة كيلو بطة". والمفارقة أن وزارة السياحة تدعم الفيلم بشكل كبير، وذلك رغم أن إسناد دور ملكة مصر كليوباترا إلى ممثلة لا تصلح لتقديم الدور بهذا الشكل يعد إساءة للتاريخ خاصة أن اختيار فريق عمل الفيلم بهذا الشكل يفقد الثقة فى خروج الفيلم بشكل مشرف.