تعرض شيخ أزهري مصري لإنتقادات شديدة، بسبب قوله إن نبي الله سليمان تزوج من 600 إمرأة، وأنه عاشر مائة منهن في ليلة واحدة. وذلك في إطار تدليله على أن الإسلام لم يكن وحده الشريعة التي تبيح تعدد الزوجات. وبينما تبارى بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي في نقد الشيخ الأزهري سالم عبد الجليل، دافع آخرون عن روايته، مؤكدين أن للأنبياء معجزات، وأن نبي الله سليمان أتاه الله ما لم يؤتِ أحداً غيره.
القاهرة: فيما وصف بأنه استمرار لسلسلة فتاوى الجنس والإثارة، قال وكيل وزارة الأوقاف المصرية السابق، الشيخ سالم عبد الجليل، إن تعدد الزوجات كان منتشرًا قبل ظهور الإسلام، وتابع: "كان الناس يعددون بلا قيد ولا شرط، وليست فقط شريعة محمد عليه السلام". وأضاف في تصريحات تلفزيونية، مدللاً على صدق كلامه، وهو يبتسم: نبي الله سليمان كان عنده ما يقرب من 600 زوجة، أمر مبالغ فيه جداً".
واستطرد سالم ضاحكاً: "وفي ذات ليلة قال لأطوفن على مائة منهن، حتى يكون عندي (سليمان) مائة فارس، ولم يقل إن شاء الله، فرزقه الله تعالى بنصف مولود من زوجة واحدة". وتابع: "وهذا معنى قوله تعالى "وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ"، فاستتغفر ربه، لأنه لم يقل إن شاء الله".
وأضاف: "سيدنا موسى كان متعدداً، وكذلك سيدنا إبراهيم"، واستدرك: "أنا ضد التعدد على فكرة، والإنسان إذا رزقه الله بزوجة صالحة، كفته احتياجاته، فيجب عليه أن يسجد لله شاكراً، وألا يفكر في شيء آخر لأن هذا أسلم لدينه ولعرضه وأفضل لحياته".
وأردف قائلاً: "وإذا اضطر إنسان للتعدد، فيجب أن يعلم أن هناك شروطاً، منها القدرة على العدل، وألا يزيد عن الأربعة". وأوضح أن العبرة من الرقم أربعة ترجع إلى قوله الرسول الكريم: "تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يداك". وتابع: "أنا غير مقتنع بهذا التفسير"، على حد قوله.
وأثار حديث سالم المعروف بإعتداله في أوساط المصريين، الكثير من الإنتقادات بعضها ساخرة وبعضها غاضبة، وتبارى رواد مواقع التواصل الإجتماعي في نقده، بينما دافع آخرون عن روايته. وانتقد الدكتور خالد منتصر، رواية عبد الجليل، وكتب: "لا تطلبوا مني الاقتناع لمجرد أن شيخاً شهيراً حكاها اعذروني حاولت أحسبها ما قدرتش لأنه لو قعد مع كل واحدة من المائة زوجة خمس دقائق يبقي المجموع خمسمائة دقيقة من ممارسة الجنس بدون انقطاع وبدون حساب المسافة من حجرة إلى حجرة".
ومن التعليقات الناقدة والساخرة: "يعني النبي سليمان كان عنده 600 والتعدد سنة عن النبي والشيخ ضد التعدد والمفتاح عند النجار والنجار راكب حمار والحمار بالع منشار"، "لأن صنمهم مش تمثال يظنون أنهم مش وثنيين، لأن صنمهم نص، لأن صنمهم غير مرئي، لأن صنمهم مكتوب عليه "انا مش صنم" يظنون أنهم مش وثنيين، وهم المعرفة أعظم من الجهل"، "عندك الرق والاستعباد والسبي، عدد لا نهائي من النساء تنكح فيهم ليل نهار وتمتلكهم زي ما تملك أي سلعة وتسلبهم حريتهم.. ولا وحدة فيهم تقدر تعارضك ولا ترفض لك طلب"على فكرة يا سيدنا، احنا بشر وفي النا عقل وبنفكر بيه يا ريت تحترم هذا الشيء"، "يا أخى أنا مش فاهم انتم بتجيبوا الكلام ده منين؟؟! من كتب الزفت التراث طبعا التي تتعاملون معها على انها الجزء الثانى من القران الكريم وحاشا لله"، " بسيطة جدا جدا.. كان حاططهم على بعض وبين كل واحدة وواحدة ورق كربون".
ويرى نشطاء أن مثل هذه الأحاديث تساهم في انتشار الإلحاد، وكتب بعضهم: "انتم بتساعدوا على انتشار الإلحاد كدا.. شاطرين جداً"، "أه يا شيوخ ما يتفكروش إلا بالنص التحتاني.. حرام عليكم شككتونا في دينا.. كفروتنا.. ارحمونا"، "وانت عدتهم 600 بالظبط، ولا كنت معاه وهو بيلف على ال100؟ يعنى لو اليوم 24 ساعة ونفترض انه ولا كان بياكل ولا يشرب ولا بينام فى اليوم ده، كده مكنش بيكمل 15 دقيقة مع كل وحده!!! اه ياشيوخ مهوسة بالنكاح والرضاعة.. هو الواحد كفر من شوية"، "أنا على قناعة كاملة أن الإرهاب المتأسلم سوف يقل بنسبة 95% لو شالوا موضوع الحور العين من المقرر"، ما جدوى هذه المعلومة؟!! هذا ترسيخ للجهل و انفصال عن الواقع الذي نعيشه!!! لن ينجو الإسلام من هؤلاء الشيوخ إلا بتجديد الخطاب الديني وتطوير العقل واستئصالهم من الأزهر وباقي مؤسسات الدولة...إنهم يرجعون بنا آلاف السنين إلى الوراء".
بينما دافع آخرون عن الرواية التي ساقها الشيخ سالم عبد الجليل، وكتب محمود واكد: "هل تعلم حضرتك من هو سيدنا سليمان وبماذا دعا الله عز وجل وما هو ملكه وما هي قدرته لو حضرتك تدبرت القرآن ستجد دعاء سيدنا سليمان (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) وبالفعل قد اتاه الله ما دعا به، وهناك اشياء لا يجب ان تخضع للعقل البشرى فى قدرة الله ام عندك شك فى هذا؟ سليمان قد سٌخر له الريح والجن وأشياء لا يتخيلها ولا يتصورها العقل البشري".
وكتب أحمد جمال: "لو كان الأمر كما تنظر إليه و تحسبه بالدقائق والثواني لما صدقت إن رسول الله اُسرِيَ به وعُرج به إلى سدرة المنتهى في ليلة الاسراء و المعراج في جزء من الليل و تلك المسافة لا يعلمها إلا الله".
وأضاف جمال: "قال الله تعالى في سورة المعارج (تعرج الملائكة و الروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)، وتابع: سخر الله لنبيه سليمان الريح والجن وفهم وكلم الطير والحيوانات و سمع النمل كما في سورة النمل هل تنكر ذلك؟".
وتابع: "هل يا سيدي تنكر أن سيدنا عيسى أحيا الموتى بإذن الله وغيرها من المعجزات؟ هل تنكر أن سيدنا يونس ابتلعه الحوت و سجد في بطنه ثم خرج حياً؟ وغيرها الكثير من معجزات الأنبياء". وأنهى تعليقه بالقول: "عفوًا هناك أشياء خارج التدبر العقلي لنا نحن البشر لأنها قدرة الله الذي ليس كمثله شيء".