بعد أن حسم تحالفا الوفد المصري والتيار المدني الديمقراطي بقيادة حمدين صباحي، موقفهما من القائمة الموحدة التي دعا اإليها الرئيس عبد الفتاح السيسي – خلال لقائه برؤساء الأحزاب ، بإعلانهم صعوبة ذلك لاختلاف الأيدلوجيات وضيق الوقت، تبنت بعض الكيانات السياسية الأخرى محاولات لتنفيذ دعوة الرئيس بالتوحد في قائمة واحدة.
وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن تحقيق الفكرة في هذه التوقيت أمر صعب، لكنه ليس مستحيلا ويحتاج إلى صبر وإصرار وتوافر الإرادة السياسية والحزبية، فالدعوة إلى قائمة وطنية موحدة لابد من تحقيقها، في ظل تفكك الحياة الحزبية وتشرذمها، ووجود قوائم واحدة قومية تتفق عليها الأحزاب ضرورة يفرضها الواقع السياسي الانتخابي المصري، بالتالي دعوة الرئيس تدعو الأحزاب للارتقاء للمسئولية السياسية وأحلام الوطن.
وأكد أنهم بصدد إطلاق مبادرة للأحزاب السياسية في تحالف الجبهة المصرية، لتكوين قائمة واحدة، وأنهم بدؤوا مشاورات جدية مع الأحزاب التي شاركت في لقاء الرئيس وجميعه اتفقوا على أهمية تشكيل قائمة موحدة.
وأكد ترحيب حزب الإصلاح والتنمية برئاسة محمد أنور السادات بالفكرة وهو ضلع رئيسي في تحالف الوفد المصري، بما يبشر بالخير.
وقال طارق زيدان، رئيس حزب الثورة، والمتحدث الرسمي للائتلاف "نداء مصر"، إن الحزب والائتلاف بدأ في إجراء عدد من الاتصالات للتواصل مع الأحزاب والقوى السياسية، لبحث التشاور حول الاندماج في قائمة واحدة لخوض الانتخابات البرلمانية، وعرفت بـ"القائمة القومية".
وأكد زيدان، أن ائتلاف الجبهة المصرية وافق بشكل مبدئي على التوحد داخل قائمة انتخابية واحدة، وتعد أول استجابة لما تم الاتفاق عليه خلال اللقاء الذي عقد مع رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عن نتائج الاتصال مع جميع القوى السياسية والأحزاب، وكذلك الإعلان عن الأحزاب التي ترفض الانضمام للقائمة، موضحا أن ذلك يأتي ضمن السعي إلى الاصطفاف الوطني للخروج من الأزمة الحالية.
وأعرب عمر المختار صميدة، رئيس حزب المؤتمر، عن تأييده لفكرة القائمة الموحدة، متمنيًا أن يكون لدى الأحزاب القادرة على تحقيقها، مشيرًا إلى أن الشكل العام لقانون الانتخابات ووضع القائمة بهذا الشكل، يساهم في زيادة الخلافات الحزبية، رغم وجود بعض المحاولات الآن لتقريب وجهات النظر وتكوين قائمة موحدة، وفي انتظار النتائج.
وأوضح أن الأحزاب عليها أن تبرهن على توافقها حول فكرة القائمة الموحدة على أرض الواقع، وهو أمر يحتاج إلى معجزة، فعدد الأحزاب كبير ودخول الشخصيات العامة يساعد أكثر في توسيع الفجوة.
ورأى المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، أن فكرة القائمة الموحدة يمكن تحقيقها، فقائمة الجنزوري، إذا التف حولها الجميع، يمكن أن تكون القائمة التي يتحدث حولها الرئيس، من أجل استقرار الوطن، موضحا أن المسألة تتوقف على رغبة رؤساء الأحزاب، وهناك اتجاه حميد بعد لقاء الرئيس حول هذا الشأن.
وشدد على أهمية توحيد الصف الوطني بقائمة موحدة، لمنع التشرذم والصراعات الحزبية والسياسية في هذا التوقيت، وتوفر الإرادة السياسية للتغلب على الصراعات الحزبية وإعلاء المصلحة العليا للبلاد.
وقال يحيى قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، إن الأمر تطرق خلال لقاء الرئيس للحديث عن قائمة الدكتور كمال الجنزوري، وأن الرئيس يدعمها، وهو ما نفاه الرئيس جملة وتفصيلا، وتطرق الحديث أيضا أنها قائمة وطنية تحاول جمع أطياف المجتمع وكان يتوجب على الجميع التوحد خلالها، وهو ما رد عليه الرئيس قائلا: "إذا توافق جميع الأحزاب حولها سوف يدعمها شخصيا، وهنا أطلق دعوة للتوافق".
وأكد صعوبة توحد الأحزاب في ظل سعيها لتحقيق مصلحتها الشخصية، ورفضها مسألة أن يحصل كل حزب على 3 أو 4 مقاعد في البرلمان القادم، وكان ذلك سبب انصراف الكل عن قائمة الجنزوري بل مهاجمتها، وأشار إلى أنه سيتم توجيه دعوة لجميع الأحزاب لتشكيل قائمة وطنية، وننتظر نتيجة هذه الدعوة.
وقال موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، إن فكرة قائمة موحدة تحقق نوعا من الاستقرار في الحياة السياسية، وتحالف الوفد المصري مكون من 8 أحزاب، والقائمة الوطنية التي يدعو لها الرئيس أوسع وأشمل، ومن الصعب تحقيقها الآن، ولكن مستقبليا يمكن تنفيذها، في ظل الاندماجات الحزبية التي ستتم بعد الانتخابات البرلمانية.
وصرح أنهم سيطلقون مبادرة عقب الانتخابات لاندماج الأحزاب في حزب واحد كبير كما ناشد الرئيس خلال لقائه برؤساء الأحزاب، وبناء عليها سيسهل تشكيل قائمة موحدة في الانتخابات القادمة، فمن الصعب أن يجتمع ما يقرب من 96 حزبا في قائمة موحدة.