فؤاد أبوحجلة كاتب اردني فلسطيني يشكف لنا في حوار خاص تفاصيل مشاركته في الحرب الإيراندية ، ومشاركته كمراسل في الحرب الإيرانية ،والنصوص التي قدمها للمسرح وفرقة فوانيس المسرحية ، وعن الحالة التشاؤمية للكتابة وعن الثقافة الفلسطينية فكان لي معه هذا الحوار التالي:



من هو الكاتب "فؤاد أبو حجلة " ؟ 

أنا كاتب أردني فلسطيني ، انتمي لجيل الكُتاب الذين دخلوا إلى الصحافة من باب الكتابة وليس العكس ،الكتابة بالنسبة لي حالة يمكن التعبير عنها من خلال موقفي تجاه اى قضية مهما كانت صغيرة أو كبيرة ،لكن الصحافة مهنة لايجوز امتطائها لمن لايعرف شروطها ولايستطيع توظيف ادواتها لخدمة حق الإنسان العربي في المعرفة .

حدثني عن اعمالك الأدبية بشكل عام ؟
كل مالدى هو مانشر من مقالات ونصوص في الصحافة سواء جرائد اسبوعية او يومية او الصحافة المتخصصة كالدوريات الثقافية والأدبية ، فلم اصدر كتاباً حتى الآن ولن افعل ذلك لأن مضمون أى نص يجب أن يكون قابلاً للتغيير او التعديل بمعنى اذا كان هناك كتاب سياسي منشور هذا العام يصبح وثيقة قديمة وربما تكون غير موضوعية فأى كتاب يؤرخ لا قيمة له اذا اكتفى بتوثيق المعلومة دون تحليل .

كيف شاركت في تغطية المواجهات المسلحة في ايرلندا ؟
كنت شاباً وامتلك قدر من الجرأة لم امتلكه الآن بسبب تقدم العمر وتغيير التفكير ، وكنت اعمل في صحيفة بلندن فكانت الحرب قريبة علينا ،كنت ارغب في رؤيتها عن قرب وشاركت فيها  لكن لم ارى إلا مشاهد صغيرة فرأيت من بعيد مجموعة من الثوار ومجموعة من البروتستانت الموالين لحكومة لندن ولم يطلق من الرصاص في تلك المواجهة إلا قليل القليل ورأيت زخات من الرصاص كالتي نشهدها في الاعراس العربية ، كانت تجربة مخيفة محفوفة بالخطر ، كنت اشعر بالخوف على حياتي لا سباب كثيرة ليس كوني صحفياً بل لأن هيئتي توحي بأنني لستُ من هذه البلاد حيث قضيت في ايرلندا 3 أيام .

وكيف كانت مشاركتك في الحرب الإيرانية ؟
لم اشارك في الحرب الإيرانية بل شاركت في تغطيتها كمراسل صحفي ، ذهبت للجبهة بداية من عام 1980 وحتى 1981 بسيارة عسكرية عراقية ،حيث تهور سائقها واقترب اكثر مما ينبغي من منطقة القتال وعندمازال الغبار من النافذة وجدتها تقف أمام رتل من الدبابات ونجوت .



أنت عضو في فرقة الفوانيس المسرحية حدثني عن ذلك ؟
المسرح فعل ابداعي وأنا من زمن الأصل في الإبداع كمتذوق ولي محاولات في كتابة المسرح منها " مسرحية هو وهى " التي قدمتها فرقة "فوانيس" في مهرجان المسرح الدولي بعمان ثم تم دعوة طاقم العمل لتقديم عروض خاصة في كل من تونس وسويسرا ، قصة " هو وهى" لم تكن قصة حب بين رجل وامرأة ،لكنه في الاصل نص سياسي يحاكي تجربة خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان وانعكاس هذه التجربة على من عاشوها ،خاصة أن ابطال العمل من لبنان .



بكونك فلسطيني المنشأ كيف ترى الوضع الآن في فلسطين ؟
لست متفائلاً بمسار قضيتي وقضية كل مواطن عربي وهى القضية الفلسطينية ، وذلك لأسباب كثيرة منها الموقف العدواني الإسرائيلي المعتمد على دعم امريكي في ظل وجود قيادة فلسطينية رسمية ضعيفة تخلت عن أهم ادوات النضال ووسائله وهو الكفاح المسلح لصالح مشروع " التسوية " الذي لم يسفر طيلة العشرين عاماً الماضية إلا عن الخيبة .

لكن دول اوروبية اعترفت بفلسطين كدولة ؟
هناك فرق بين الاعتراف بفلسطين كدولة فلسطينية وأن يقوموا بدولة .

مارأيك في الثقافة الفلسطينية ؟
لا اعتقد أن هناك ثقافات قُطرية ومحلية لكن هناك ثقافة امية وهى الثقافة العربية ولاشك اننا نتراجع ثقافياً كعرب وماينطبق على الشعوب العربية ينطبق على الفلسطينيين ، العرب غير قادرين على إنتاج عظماء في الأدب والفن والعلوم ، كذلك الفلسطينيين الذين توقفوا عند "محمود درويش" في الشعر و"امير حسين" في الرواية ، و"غسان كنفاني " في القصة  ، ولن يتحمل هذا الجمود إلا الأنظمة الحاكمة.

ربما لأن الحرب على فلسطين جعلتهم لم ينتجوا أعمال ادبية ؟

محمود درويش كتب في الحرب على فلسطين والدليل اشعاره .

ولكن الدول العربية تعقد مهرجانات ثقافية كثيرة ؟

المهرجانات الحالية هى مهرجانات تجارية ويختلط فيها الثقافي بالسياحي بالتسويقي والترويجي لذلك تمنع فيها المقتنيات ولا نعرف فيها الشعراء أو القامات الإبداعية التي يتم دعوتها إلى فاعليات على هوامش المهرجانات .

ماهى المشكلات التي تواجهك عند الكتابة ؟ 

انا منقطع تماماً الآن عن الكتابة ومتفرغ للإعلام وذلك بحكم ظروف الحياة لكنني اقرأ لكى احافظ على ذائقتي دون التورط في إنتاج يصنفني كروائي أو قاص فأنا اكتب بدون تصنيف مسبق ثم امزق مسودات كثيرة أكثر مما انشره .
واخشى من لحظة اعود فيها إلى كتابة عمل يحمل اسمي او أن صدور كتاب لا يناسب اللحظات الحالية وقد تجاوزته في الموضوع وفي تقنية الكتابة بمعنى لا اريد أن اكره نفسي أو منتجي بأثر رجعي .

لماذا هذا الشعور تجاه الكتابة ؟ 
لأنني واقعي بدرجة حادة ليتني كنت استطيع أن ارى ضوئاً في آخر النفق ، وليتني استطيع العيش حتى ارى آخر هذا النفق ,لكن الحياة العربية تبدو نفقاً بلا آخر .