أكد برلمانيون عراقيون، مساء أمس الأحد، على رفضهم لنظرية كسر وإقصاء الآخر وتهميشه لأنها غير مفيدة في الظروف التي يمر بها العراق حاليًا..مشددين على أن العراق سيحكمه العراقيون بصرف النظر عن انتماءاتهم، وأنهم مع دولة عراقية واحدة يعيش فيها كل العراقيين في أمن وأمان واستقرار.

ومن جهته، قال عضو البرلمان العراقي العضو القيادي في حزب الدعوة الإسلامية النائب علي العلاق "إن العراقيين استطاعوا خلال 9 سنوات بناء دولة ومؤسسات رغم وجود الاحتلال الأمريكي وأصبح لديهم مجلس نواب يمارس دوره رغم التعقيدات داخله وشكلوا حكومة أدى تماسكها وقيامها بدورها إلى انسحاب القوات الأمريكية من العراق".

وأضاف "إننا في الحزب عارضنا منذ البداية دخول الأمريكان في العراق ، كما أننا نعتبر تنظيم (داعش)، الذي يذبح ويقطع رؤوس أبنائنا ، عدوا للشعوب وصنيعة إسرائيل"..معترفا بأن العراق يشهد مشاكل طائفية هنا وهناك.

جاء ذلك خلال الجلسة الخامسة من المؤتمر الإقليمي (الإسلاميون والحكم..قراءات في خمس تجارب)الذي ينظمه مركز القدس للدراسات السياسية والذي يواصل أعماله لليوم الثاني على التوالي في عمان والذي يشارك فيه سياسيون ومفكرون وباحثون من مصر وتونس والمغرب والعراق والأردن.

وحول دور المرجعية في العراق، قال العلاق إن المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني لا يضع نفسه مرجعية دولة ولكنه مرجعية للمسلمين يرجع إليه المسلمون الشيعة في أحكامهم الشرعية سواء كانت المعاملتية والعبادية وغيرها، ومن باب الأبوة والنصح والإرشاد وتشخيص المصالح العليا فهو يعطي رأيه ونحن كسياسيين اعتقادا منا بحكمته وصحة آرائه نلتزم بها.

وبدوره، قال الشيخ حميد معلة عضو البرلمان العراقي الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى الإسلامي في العراق "إننا كنا ولا نزال نعتقد أن المالكي هو جزء منا، وقد سعينا للإصلاح واستخدمنا كل الوسائل، ومع ذلك فإننا لا نتقبل نظرية كسر وإقصاء وتهميش الآخر ونعتقد أنها غير مفيدة".

وأشار معلة إلى أن الأغلبية التوافقية هي التي حكمت في العراق، كما أن هذا البلد لا يمكن أن يحكم من فئة معينة ولا من طائفة محددة ولا من حزب واحد مهما كان الأمر؛ لأن فيه مكونات وجماله وقوته في مكوناته وإذا لم تحفظ كرامة ومصداقية هذه المكونات لا يمكن أن يحكم.

من جهته، رأى النائب الدكتور ضياء الأسدي نائب في البرلمان العراقي الأمين العام لكتلة الأحرار في البرلمان العراقي أن المشكلة الحقيقية في العراق ليست الانتماء الطائفي ولكنها تتمثل في الاستقطابات السياسية الإقليمية..لافتا إلى أن السنة العرب يعتقدون أن العراق سيصبح امتدادا لمشروع الثورة الإسلامية في إيران فيما تنظر إيران إلى العراق بأنه سيتحول إلى منصة لضرب ثورتها.

وقال "إنني شيعي والمالكي شيعي ورغم ذلك تحدثت كثيرا عن فشل حكومته وأن نظامه كان فيه الكثير من السلبيات ووقفت ضده ، لذا فإنني أطمئن كل الأشقاء العرب بأن العراق سيحكمه العراقيون بصرف النظر عن انتماءاتهم، وأننا لا نسعى أبدًا إلى تأسيس دولة سنية أو شيعية ولكن دولة عراقية تحفظ لكل مواطن عراقي حقه في الحياة والتعبير عن مبادئه".

أما بهاء الدين النقشبندي عضو المكتب السياسي في الحزب الإسلامي العراقي فقال "يجب أن نعترف أننا فشلنا في إقامة أمة متماسكة ودولة ذات حكم رشيد ؛ لذا يتعين على جميع القوى أن تتعاون فيما بينها لأن العراق في محنة ، فهناك داعش وإرهاب ومليشيات طائفية تقوم بأعمال كثيرة في كل يوم من حرق للمساجد وقتل للمصلين واغتيالات ، يجب معالجة هذا الخطأ وأن يكون هناك تداول سلمي للسلطة".

وحذر مشاركون في مداخلاتهم، خلال الجلسة، من أن إحضار (داعش) على بلاد الرافدين يستهدف تفتيته وأن الحروب والفتن التي تشهدها المنطقة تستهدف تبرير يهودية الدولة في فلسطين..مشددين على أن الأمة العربية بحاجة لإعادة النهوض وترسيخ مبادئ الديمقراطية.

وأشاروا إلى أن ما يجري في العراق لا علاقة له بالإسلام ولا بالطوائف ولكن مصدره أمريكا..معربين عن تمنياتهم بأن يحفظ الله العراق ويخرجه من محنته خاصة وأنه يعيش الآن فتنة كبيرة وبات على مفترق ومرشح للتمزق.

ورد الدكتور حيدر سعيد مستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية مدير الجلسة على المداخلات قائلا "إن العراق فيه طائفية سياسية شديدة وهي موجودة منذ اليوم الأول..كما أن القضية أعقد بكثير مما يتصور البعض".

وحول فتوى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني العراقيين التي دعا فيها للجهاد الكفائي لحماية العراق من داعش والإرهاب..قال أحد المشاركين إن أقوال السيستاني جميلة ولكن نحن بحاجة لترجمة الأقوال إلى أفعال على أرض الواقع ، إننا نريد دولة المواطنة للعراق بكل أبنائه ونريد أن يرجع كما كان.

ومن جهته..قال الدكتور أحمد أوصال مدير معهد التفكير الاستراتيجي بأنقرة – في مداخلته - إن حكومة المالكي مارست الإقصاء والتهميش والقمع ضد رموز أهل السنة وأنها لم تكن حكومة تشاركية وهو ما أوجد بيئة حاضنة للتطرف..مشيرا إلى أن انضمام أشخاص من أهل السنة إلى داعش جاء نتيجة هذا الظلم والتعسف.

وأعرب أوصال عن تمنياته بأن تكون الحكومة الجديدة لكافة أطياف الشعب العراقي ، وألا يكون هناك تهميش حتى يكون العراق كتلة واحدة..لافتا إلى أن السياسة الطائفية تسببت في أن العراق وجد نفسه معزولا بعيدا عن عدد كبير من الدول العربي