‏تشهد مدينة سرت الليبية صباح اليوم القمة العربية الاستثنائية بمشاركة القادة والزعماء العرب والتي ستركز علي مناقشة بندين رئيسيين هما تطوير منظومة العمل العربي المشترك وسياسة الجوار العربية واقامة رابطة الجوار الاقليمي‏

‏وذلك في ضوء جدول الأعمال الذي أقره وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري والذي اختتم في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية‏.‏ كما تشهد سرت غدا القمة العربية الافريقية الثانية والتي تعقد بعد‏33‏ عاما من اجتماعها الأول في القاهرة في شهر مارس‏1977‏ والتي تهدف الي اقرار استراتيجية شاملة للتعاون بين الجانبين العربي والافريقي‏.‏

ووفقا لمعلومات‏(‏ الأهرام‏)‏ فإن القضايا الاقليمية الساخنة ستكون موضعا للمناقشات والمداخلات خلال القمة العربية الاستثنائية وبشكل خاص فيما يتعلق بالموقف من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في ضوء نتائج اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية بسرت مساء أمس والذي أكد دعم الدول العربية للموقف الذي تبنته القيادة الفلسطينية والمتمثل في رفض الاستمرار في المفاوضات الا بعد توقف اسرائيل عن البناء في المستوطنات بالضفة الغربية والقدس المحتلة‏,‏ وذلك بالرغم من الضغوط التي تمارسها الادارة الأمريكية علي الدول العربية لحملها علي عدم سحب دعمها للمفاوضات‏,‏ وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي امس الجمعة‏,‏ قبيل انعقاد اجتماع لجنة المتابعة العربية إن الزعماء العرب سيبدأون في وضع بدائل لعملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية‏,‏ لأن الجولة الحالية من المحادثات تعثرت‏.‏

وأضاف أن المفاوضات ليست متواصلة الآن ونجتمع في إطار عدم استمرار المفاوضات نظرا للموقف السلبي لإسرائيل وعدم مساعدتها في المفاوضات‏.‏

وقال موسي إن اللجنة لن تنصح الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الاجتماع مع الوفد الفلسطيني بخطوته التالية‏.‏

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي عربي في سرت قوله إن الدول العربية أمهلت واشنطن شهرا لمحاولة إحياء مفاوضات السلام المباشرة قبل اللجوء الي بدائل أخري‏.‏

وصرح موسي كوسا وزير الخارجية الليبي للصحفيين عقب اختتام الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب بأن الأخ العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية قد حضر الاجتماع كانت له مداخلة عملية فعالة جدا تضمنت جملة من الملاحظات التي تبناها كل الوزراء‏.‏

و كشف كوسا انه جري خلال الاجتماع حوار ونقاش بين الوزراء حول الموضوعات المدرجة علي جدول الأعمال ثم شرعوا في ترتيب بعض الإجراءات التي ستتخذ بناء علي المداخلات التي طرحت خلال الجلسة حيث تم التأكيد علي ضرورة العمل الفعلي الجاد باتجاه تطوير العمل العربي وآلية الجامعة العربية بحيث تتوافق مع الظروف الدولية‏.‏ ومن المقرر أن تصدر القمة الاستثنائية بيانا ختاميا يتضمن قرارات القادة العرب والتي ستمثل نقلة نوعية لتفعيل النظام الاقليمي العربي وتأسيس مرحلة جديدة من التعاون العربي مع دول الجوار‏.‏

وفي سياق التحضير للقمة العربية الافريقية الثانية التي ستعقد غدا ترأس أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أمس الجلسة الإفتتاحية للإجتماع الوزاري الإفريقي العربي وذلك بالنظر لكون مصر الرئيس السابق للقمة الإفريقية العربية التي عقدت بالقاهرة في مارس‏1977,‏ ثم قام بتسليم الرئاسة لوزير خارجية ليبيا الرئيس الحالي للقمة الإفريقية العربية‏.‏

وصرح السفير حسام زكي المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية بأن مصر أكدت خلال الإجتماع أهمية الإستفادة من دروس الماضي وإنتهاز الفرصة القائمة لإحداث نقله نوعية علي صعيد إستعادة وتيرة التعاون العربي الأفريقي في شتي المجالات بالنظر لإهتمام مصر الفائق بذلك التعاون بإعتباره جسرا بين الفضاءين العربي والأفريقي‏,‏ ومن واقع الإمكانيات الحقيقية لتأسيس شراكة إستراتيجية حقيقية بين الجانبين تتأسس علي قواعد المصلحة مثلما تقوم علي ركائز الدعم السياسي المتبادل‏.‏

وقال زكي إن وزير الخارجية طرح علي الوزراء المشاركين بالإجتماع الرؤية المصرية لسبل دفع العمل الإفريقي العربي المشترك وتعزيز التعاون العربي الإفريقي من خلال تبني إستراتيجة مشتركة وتبني خطة عمل تفصيلية محددة بموارد مالية لتنفيذ الأنشطة والبرامج المتفق عليها خاصة مع وجود آفاق رحبة لتحقيق وتعظيم المصالح المشتركة للجانبين العربي والأفريقي في قطاعات بعينها مثل الزراعة والسياحة والثروة الحيوانية والتجارة والثروة المعدنية‏.‏ وأوضح المتحدث الرسمي أن الإجتماع إنتهي إلي رفع الإستراتيجية المشتركة وخطة العمل وإعلان سرت السياسي إلي القمة الأفريقية العربية الثانية التي تستضيفها سرت غدا‏.‏

وكشفت مصادر دبلوماسية عن أن مشروع إعلان سرت الذي ستصدره القمة العربية الإفريقية غدا سيدعو الي تعزيز العلاقات وإقامة شراكة استراتيجية والاستفادة من التطور النووي في الاستخدامات السلمية مع تأكيد الالتزام بأهداف ومبادئ الاتحاد الإفريقي وميثاق جامعة الدول العربية‏.‏

ويؤكد المشروع علي ضرورة تضافر الجهود لإحداث إصلاح شامل في الأمم المتحدة والإعراب عن القلق العميق لإستمرار عمليات القرصنة البحرية مع تأكيد دعم نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعم حق سوريا في استعادة الجولان وحق لبنان في مزارع شبعا‏.‏