يتوجه الناخبون فى تونس غدا للإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد ، وسط إجراءات أمنية مشددة، وذلك فى أول انتخابات ديموقراطية تعددية غير معروف نتائجها سلفا.وقد توقفت حملات 22 مرشحا للرئاسة اعتبارا من منتصف الليلة الماضية احتراما للصمت الانتخابى .

علما بأن خمسة مرشحين كانوا قد أعلنوا الخروج من السباق والانسحاب احتجاجا على ماوصفوه بالاستقطاب الثنائى بين الباجى قائد السبسى مرشح حزب «نداء تونس « الذى حصد الأغلبية النسبية فى البرلمان الجديد و الرئيس المؤقت منصف المرزوقى. إلا أن أوراق الاقتراع ستحمل أسماء 27 مرشحا، لأن الانسحابات جاءت بعد انتهاء أجلها القانونى.

وقبل ساعات معدودة من الصمت الانتخابى ظهرت مؤشرات على «غزل سياسي» بين السبسى ورئيس حزب حركة النهضة الإسلامية الذى حل ثانيا فى البرلمان ، ونشرت صباح أمس صحيفة « الفجر» الناطقة باسم الحزب بيانا للغنوشى تحت عنوان «حركة النهضة تؤكد تمسكها بعدم دعم مرشح للرئاسة».

وقال البيان :»إن قرار مجلس شورى الحركة لا يمكن تأويله بأى وجه بأنه اصطفاف ضد مرشح بعينه وأن الاختيار متروك لقواعدها وأنصارها وعموم الشعب «. وكان المتحدث باسم الحركة «زياد العذارى « قد اعتبر فى مؤتمر صحفى مساء أمس الأول تلميح القيادى فى الحركة ورئيس الوزراء السابق « حمادى الجبالى « الى ضرورة التصويت ضد مرشح حزب الأكثرية السبسى مجرد موقف شخصى ولايعبر عن موقف الحركة ولايلزمها. وقال إن «النهضة» مستعدة للمشاركة فى الحكومة المقبلة إذا دعيت لذلك.

ومن جانبه ، بعث رئيس حزب نداء تونس برسالة من مؤتمره الانتخابى الأخير فى مدينة «صفاقس» حين قال:» سنتشاور مع النهضة فى كل شئ».كما تركت تصريحات له الباب مفتوحا أمام دعوة النهضة للمشاركة فى حكومة وحدة وطنية. وكان « السبسى « قد وصف قبل أيام الغنوشى بأنه «رجل سياسة مسئول «وقال :»تجمعنا علاقة احترام متبادل».وعلما بأن أنصارالنهضة وبخاصة الشباب منخرطون بقوة فى الحملة الانتخابية للمرزوقى .

وأبلغت مصادر تونسية خشيتها من أن تنتقل حدة المنافسة الانتخابية إلى عنف فى يوم الاقتراع .