صرح كريم حنفى مخرج "باب الوداع " الفيلم المصرى المشارك بالمسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى، بأن الفيلم تجربة خاصة تعمل على تدريب الجمهور على ذوق جديد، وأن أساس السينما "الصورة" ويأتى بجانبها الحوار، لذا فإن تجربته فى الفيلم تخلو من الحوار تماما وتؤكد فقط على أهمية الصورة، مؤكدا أنه حاول ترجمة الفكرة بشكل جديد ورغم العقبات التى واجهت فريق العمل إلا أنها تصب فى النهاية بمصلحة الفيلم، حيث كثرة توقف العمل بسبب تعثرات إنتاجية، وأيضا استخراج التصاريح اللازمة جعلته يكتشف مساحات أخرى فى التعبير والمشاعر والايقاع. وكشف حنفى فى الندوة التى أعقبت عرض الفيلم مساء اليوم، أنه تأثر بأعمال المخرج العالمى أندريا تاركو فسكى، والسينمائى المصرى الكبير شادى عبدالسلام، وهو ما يتضح فى الفيلم، وأنه يركز أكثر على الصورة السينمائية، وأن فريق العمل ككل بذل مجهودا كبيرا لكى يخرج إلى النور والجميع ساهم فى تحقيق الحلم إلى حقيقة، أما عن بطئ الإيقاع فى بداية الفيلم قال المخرج، إن ذلك غير موجود والإيقاع ليس بطيئا وأن المشاهد بعد مرور بضع دقائق من الفيلم سوف يتعود على الإيقاع ويجده أمرا عادية. بينما قالت النجمة سلوى خطاب إنها كانت مؤمنة بالفيلم ولهذا قامت بقبول العمل منذ 4 سنوات وانتظرت تصويره كثيرا، وأنها لم تخش من هذه التجربة، وأن غياب الحوار كان شيئا صعبا عليها لأن المشهد يعتمد فقط على تعبيرات وجه الفنان وجسده، بينما قالت الفنانة آمال عبدالهادى- التى قامت يتجسيد دور الجدة- إنها تجسد الرضا والإيمان مع القاء على الذكريات. فيما قال المنتج مجدى أحمد على أن هناك جيل من الشباب متصل بالثقافة العالمية ولدية ذوق جديد خاص به ويبحث عن إيقاع مناسب، ويجب تقديم الدعم لذلك الجيل. وبالنسبة لمشاكل الإنتاج أوضح المخرج كريم حنفى أنه توجد عدة مشكلة إنتاجية فى السينما عموما وليست فى الأفلام ذات النوعية الخاصة وان المنتجين يدعمون الأفلام التجارية. أما عن حالة الحزن وظهور الدور النسائى بشكل كبير فى الفيلم قال المخرج إن غياب الأب وقضية الأم الحزينة كانت تمثل له مشكلة شخصية حيث إنه نشأت فى بيت حُرٍم من الأب وكانت زيارة المقابر متكررة فى عائلته حيث يتوفى الرجال وتبقى النساء. تدور أحداث الفيلم حول شاب حالم ينشأ وحيدا فى كنف جدته وأمه فى منزل فقير مهجور، يحلم بالطيران منذ طفولته وينتظر الرياح لتحمله بعيدا ليسافر بطائرة ورقية صغيرة إلى حبيبته المتخيلة التى يحلم بها تعيش على القمر المطل على نافذة غرفته، فهو شاب وحيد لم يغادر غرفته أبدا لأنه يخاف من الخروج إلى العالم واقتحام المجهول ويخشى السقوط والفشل، وفى نفس الوقت يشعر بالذنب تجاه أمه التى تركها أبوه ورحل بلا سبب فور ولادته، فأصبح ابنها هو الرجل الأخير والوحيد فى حياتها، والذى تخشى أن تفقده كما فقدت من قبل زوجها وأباها. وتجسد سلوى خطاب دور الأم الحزينة التى لم تحلم يوما بمفارقة منزلها الخاوى والتى لم يعد لها سوى الاحتفاظ بابنها الوحيد ومراقبة جمالها الآخذ فى الذبول يوما بعد يوم، ويكشف العمل صراع الأم مع رغبة ابنها فى الخروج إلى عالم يقوده إلى صراع أكبر. كما تظهر خلال أحداث الفيلم شخصية جدة كريم هذه المرأة التى آمنت بأحلامها وصنعت خياراتها لتعيش فى سلام مع العالم.