تصاعدت الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى القدس المحتلة وقطاع غزة، ويتزامن ذلك مع الذكرى ال97 لوعد بلفور، التى أكد فيها الفلسطينيون مجددا تمسكهم بحقوقهم فى أرضهم ووطنهم، حيث أعلنت اسرائيل أمس إغلاق المعبرين اللذين يربطان بين اسرائيل وغزة حتى اشعار آخر بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة.

 وقالت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلى إن "نقطتى عبور الافراد والبضائع بيت حانون وكرم أبو سالم أغلقتا حتى اشعار آخر، باستثناء المساعدات الإنسانية".

واعتبرت حركة "حماس" التى تسيطر على قطاع غزة أن إغلاق المعبرين "تصرف غير مسئول". وقال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى لحركة "حماس" إن "إغلاق المعبرين وما يقوم به الاحتلال من اجراءات على المعبرين يخالف ما تم التوصل إليه عند وقف إطلاق النار".

وفى الوقت ذاته، بحثت حكومة إسرائيل "تشديد العقوبات المفروضة على قاذفى الحجارة، وينص مشروع القانون الذى يجرى مناقشته على فرض عقوبة السجن لمدة أقصاها عشر سنوات على من يلقى الحجارة والأغراض على سيارة ، فيما يفرض السجن لمدة أقصاها عشرون سنة على من يقوم بذلك لغرض استهداف ركاب السيارات أو تعريضهم للخطر.

يأتى ذلك فى وقت أصيب فيه عشرات الفلسطينيين أمس بجروح وحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلى فى القدس المحتلة. وذكر شهود عيان، أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الشباب المقدسيين وقوات الاحتلال فى حى الثورى ببلدة سلوان، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص المطاطى والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، مما أدى لوقوع إصابات وحالات اختناق.

وقال الشهود، إن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق الغاز باتجاه المنازل فى الحى بصورة عشوائية، وأن مجموعة من المستوطنين حاولوا اقتحام الحى من جهتين ولكن الشباب تصدوا لهم، فيما أقدمت قوات الاحتلال على قطع التيار الكهربائى عن الحى لمدة ساعة،كما أغلقت جميع مداخل الحى. وشهدت بلدات الصوانة والطور وقرية العيسوية وحى جبل المكبر مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال أطلق خلالها الشباب الألعاب النارية باتجاه قوات الاحتلال. وفى سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال أمس ثمانية شبان خلال اقتحامها أحياء وقرى مختلفة بالقدس ونقلتهم إلى مراكز الاعتقال والتحقيق. وتشهد قرى وأحياء القدس المحتلة كل ليلة مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال تصاعدت حدتها فى أعقاب اغتيال الأسير المحرر معتز حجازى من حى الذى تتهمه "إسرائيل" بمحاولة اغتيال الناشط الليكودى الحاخام المتطرف "يهودا غليك".

وفى ذكرى وعد بلفور، أكدت حركة فتح حق شعب فلسطين فى وطنه وأرضه وقيام دولته المستقلة ذات السيادة ، وطالبت بريطانيا بالاعتراف الكامل بدولة فلسطين.

وقالت حركة فتح ـ فى بيان صحفى بمناسبة ذكرى وعد بلفور الذى يصادف الثانى من نوفمبر من كل عام ـ " إن شعب فلسطين وهو يجدد رفضه لوعد بلفور ويعتبره أفظع جريمة ضد الإنسانية ارتكبت بحق شعب فلسطين فى هذا العصر، فإن الحركة تؤكد تمسكها بحقوق شعبنا التاريخية والطبيعية فى وطنه فلسطين وتعتبر الوعد ظلما عظيما ".

وأضافت " إننا ونحن نرى فى التصويت الرمزى بمجلس العموم البريطانى حول الاعتراف بدولة فلسطين كخطوة متقدمة، فإننا نؤكد أن اعترافها الكامل بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية كبداية لرفع الظلم عن شعبنا أمرا لابد منه بالتوازى مع الضغط على دولة الاحتلال للقبول بحل عادل ومشروع للاجئين الفلسطينيين كما أقرتها الشرعية الدولية ".

وحيت حركة "فتح" صمود شعب فلسطين فى مدنه وقراه فى فلسطين التاريخية واعتبرته بينة لأحقيته بأرضه ووطنه التى كان فيها ومازال منذ فجر التاريخ , واعتبرته أعظم برهان على الحقيقة الفلسطينية فى الأرض المقدسة.

وفى غضون ذلك، يتوجه صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وعضو اللجنة التنفيذية فى منظمة التحرير الفلسطينية اليوم إلى الولايات المتحدة الامريكية للقاء وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى. ومن جانبها، أكدت مصادر دبلوماسية غربية أن كيرى يسعى جاهدا لإقناع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى القبول بصيغة تعيدهما إلى المفاوضات بدلا من تقديم الجانب الفلسطينى مشروع قرار إلى مجلس الامن الدولى لتحديد شهر نوفمبر عام 2016موعدا لإنهاء الاحتلال فى الأراضى الفلسطينية الذى احتلت عام 1967.

وأشارت المصادر الى أن كيرى يسعى إلى عدم اضطرار الولايات المتحدة من استخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار وبذلك فإن أمامه ثلاث خيارات وهى : إما أن يتوصل إلى صيغة مقبولة من الطرفين للعودة إلى المفاوضات , أو أن يبلور مشروع قرار أمريكى يخص الوضع الفلسطينى الإسرائيلى , أو فى النهاية يستخدم حق النقض "الفيتو" فضلا عن الامتناع عن استخدام حق "الفيتو" ضد مشروع القرار الفلسطينى.