أكدت مصادر سيادية مسئولة أن رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى أجرى عدة اتصالات مع القائمين على مواجهة الإرهاب فى سيناء، واطلع على الخطة التى يتم تنفيذها لـ«بتر» جذور الإرهاب نهائياً.

ولفتت المصادر إلى أن السيسى طالب المشرفين على تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب بضرورة الاستمرار فى حرص القوات على الحفاظ على أرواح الأبرياء من أهالى سيناء وحمايتهم من العمليات الإرهابية وكذلك طالب بضرورة فرض سيطرة كاملة لمنع تسرب أى عناصر إرهابية إلى أى مناطق أخرى.

وأضافت المصادر أن «السيسى» أكد ضرورة أن يستمر الجيش فى مهامه الأساسية بالتوازى مع دوره فى مكافحة الإرهاب حيث يتابع السيسى وبشكل يومى آخر تطورات المناورة «بدر 2014»، التى بدأت قبل عدة أيام ومستمرة حتى الآن، وهى المناورة التى تعتبر الأكبر بين مناورات الجيش حيث تشترك فيها كافة التشكيلات.

فيما واصلت قوات الجيش أمس عملياتها لضرب البؤر الإرهابية والتكفيرية بالتزامن مع إخلاء الشريط الحدودى عند رفح، وتمكنت القوات من مداهمة عدد من المناطق المهجورة فى رفح والشيخ زويد والعريش بعد وصول معلومات باختباء عناصر تكفيرية بها، ولفتت المصادر إلى أن القوات تمكنت من تصفية 2 من التكفيريين والقبض على 4 عناصر شديدة الخطورة من المنتمين لجماعة أنصار بيت المقدس والمشتبه فى تورطهم فى استهداف مدرعة الجيش أمس الأول وهو الحادث الذى نتج عنه إصابة 7 من رجال القوات المسلحة. فيما نجا رتل عسكرى من انفجار عبوة ناسفة على طريق الجورة، بعدما قام أهالى بالقرية، بإبلاغ أجهزة الأمن عن وجود جسم غريب على أحد جانبى الطريق، وقال مصدر أمنى إن خبراء المفرقعات هرعوا لمكان البلاغ، وعثروا على عبوة ناسفة كبيرة الحجم تزن 150 كيلوجراماً من المتفجرات معدة للتفجير عن بعد، واستهداف الآليات العسكرية للجيش، أثناء المرور بالطريق. وأضافت المصادر أن خبراء المفرقعات نجحوا فى تفجير العبوة، فى مكان بعيد، ومشطوا المنطقة المحيطة بحثاً عن أى عبوات أخرى.

يأتى ذلك فيما أصيب 7 من ضباط وجنود الجيش، إثر انفجار عبوة ناسفة ثانية، فى مدرعة جيش بمنطقة بئر لحفن بجنوب العريش، فى الساعة الثامنة من مساء أمس الأول، وقال مصدر أمنى إن الانفجار وقع أثناء حظر التجوال، مضيفاً أن القوات اشتبكت مع العناصر الإرهابية التى نفذت الهجوم وطاردتهم على طريق المطار إلا أنهم تمكنوا من الهرب بمنطقة المزارع.

وقال مصدر طبى إن الانفجار أسفر عن إصابة 7 من قوات الجيش، 4 منهم أصيبوا بشظايا وكدمات وسحجات، هم الملازم أول مدحت على محمد، 27 عاماً، والملازم أول محمود مصطفى محمد، 27 عاماً، والرقيب سالم عبدالبديع سالم، والرقيب محمد محمود عبدالغفار، فيما أصيب المجندان أحمد مهدى الحسينى، وصالح محمد، ببتر فى الساق اليمنى، ودخل الأخير فى غيبوبة تامة، كما دخل المجند ايهاب أحمد فى غيبوبة هو الآخر بعد إصابات خطرة فى قدميه.

وجاء تفجير المدرعة بعد ساعات قليلة من بث قناة تابعة لتنظيم «أنصار بيت المقدس» تدعى «حمزة المصرى»، مقطع فيديو على موقع «اليوتيوب»، هددت من خلاله بالعودة للتفجيرات، وأعادت نشر مشاهد للحظات تفجير عدة مدرعات للجيش والشرطة وقعت فى وقت سابق. وحمل الفيديو عنوان «هذا هو الطريق»، فى إشارة إلى تخطيط التنظيم للاعتماد على زرع العبوات الناسفة لاستهداف قوات الجيش فى الفترة المقبلة، بعد عجزهم عن المواجهات المباشرة. من جهة أخرى، واصلت قوات الجيش عمليات إخلاء المنازل على الشريط الحدودى برفح، وقال مصدر أمنى إن القوات عثرت على 87 منزلاً يمر بداخلها فتحات أنفاق، مضيفا أنه تم حرمان أصحابها من التعويضات وتحرير محاضر لهم وتحويلها للنيابة العامة للتحقيق.

على صعيد آخر، تفقد اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، صباح أمس السبت، الارتكازات والأقوال الأمنية ونقاط التأمين المشتركة بين القوات المسلحة والشرطة بسيناء للوقوف على الاستعدادات الأمنية ومدى جاهزية القوات لتنفيذ جميع المهام الأمنية المكلفة بها ووسائل الإعاشة والتأمين. وقام «إبراهيم»، خلال زيارته الميدانية التى استهلها بزيارة محافظة شمال سيناء، بتفقد منطقة كمين النقب وعلامة الكيلو 88 وكمين التمد ونقطة هوارة بالقطاع الأوسط بالمنطقة ج بنطاق محافظة شمال سيناء. كما تفقد وزير الداخلية منفذ طابا وخطة تأمين الحركة السياحية للمترددين على المنفذ، وسير العمل بقسمى شرطة طابا ونويبع، والارتكازات والأقوال الأمنية المنتشرة على طريق طابا/نويبع وكمين وادى وتير بمحافظة جنوب سيناء، حيث التقى برجال القوات المسلحة والشرطة بكلة نقاط التأمين..

وقالت مصادر جولة وزير الداخلية تستهدف الاطمئنان على انتشار القوات واستعداداتها قبيل بدء عملية عسكرية موسعة بمشاركة الجيش والشرطة لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية عقب الحادث الإرهابى الذى استهدف قوات الجيش فى منطقة كرم القواديس فى الشيخ زويد وأسفر عن استشهاد 31 ضابطاً ومجنداً وإصابة 30 آخرين.