سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلية لمن هم فوق الخمسين فقط بالصلاة فى المسجد الأقصى بالقدس أمس بعد يوم من إغلاق الحرم القدسى أمام جميع الزوار عقب أعمال العنف الأخيرة فى المدينة وسط إجراءات أمنية مشددة خوفا من دعوات فلسطينية بيوم غضب.

واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان الفلسطينيين وجنود من الجيش الإسرائيلى أمس عند حاجز قلنديا العسكرى شمالى القدس، بينما اعتقلت القوات الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين فجر أمس.

كما اعتقلت 4 فلسطينيين من حى وادى حلوة فى بلدة سلوان جنوبى المسجد الأقصى، حيث داهمت وحدة إسرائيلية ضمت أكثر من 100 جندى الحى فجراً، واقتحمت عدداً من المنازل قبل أن تعتقل الفلسطينيين الأربعة، وجرى تحويل المعتقلين للتحقيق. وقد دعت حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامى إلى يوم غضب أمس الجمعة احتجاجا على الاعتداءات الإسرائيلية التى تستهدف المسجد الأقصى وسكان القدس المحتلة.

ومنعت قوات الاحتلال أمس الأول بعض المجموعات اليهودية من اقتحام المسجد الأقصى، واعتقلت الشرطة أربعة مستوطنين بعد محاولة العشرات منهم اقتحام ساحاته بالقوة. وحولت شرطة الاحتلال القدس منذ ساعات فجر أمس الأول إلى ثكنة عسكرية بنشر الآلاف من عناصرها المختلفة من (الوحدات الخاصة وحرس الحدود والشرطة) بمساندة منطاد حرارى ومروحية فى كل أحياء وحارات المدينة وبالتحديد حول أبواب القدس القديمة والمسجد الأقصى. وساد الهدوء المشوب بالتوتر الأحياء العربية فى المدينة القديمة فى الساعات المبكرة من صباح أمس

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن صلاة الفجر مرت دون حوادث. وقررت إسرائيل أمس الأول إعادة فتح المسجد الأقصى، وهذا أول إغلاق كامل للموقع المقدس لدى المسلمين واليهود فى 14 عاما، ويقول السكان إن هذه هى المرة الأولى التى يغلق فيها الحرم القدسى أمام كل الزوار المسلمين واليهود والسياح منذ عام 2000 حين بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، لكن وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية فى الأردن تقول إن هذا أول إغلاق كامل للحرم منذ حرب 1967. ومن جانبه، ندد الرئيس الفلسطينى محمود عباس بتصرفات إسرائيل ووصفها بأنها تصل إلى حد إعلان حرب، ودعت حركة فتح التى يتزعمها إلى "يوم غضب" أمس احتجاجا على قرار إغلاق الحرم القدسى الذى عادت السلطات الإسرائيلية وفتحته جزئيا الليلة قبل الماضية.

وأكد أحمد قريع رئيس دائرة شئون القدس فى منظمة التحرير الفلسطينية أن إغلاق المسجد الأقصى المبارك فى وجه المصلين يعد أول سابقة على الإطلاق وأنها عملية فى منتهى الخطورة. وقال قريع إن هذا القرار لا يفسر إجراءات أمنية كما تدعى قوات الاحتلال، وإنما يأتى فى سياق الخطوات المتجددة التى تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلى لتقسيم المسجد الأقصى.

وحذر الأمين العام للجنة الملكية لشئون القدس الدكتور عبدالله كنعان أمس مجددا من أن التصعيد الإسرائيلى فى القدس والمسجد الأقصى المبارك سيشعل عاجلا أم آجلا حربا دينية قد لا تنطفيء بسهولة، وهو ما سينعكس بدوره على الأمن والاستقرار الذى يسعى إليه المجتمع الدولى. وفى سياق متصل، شيع المقدسيون فجر الجمعة جثمان الشهيد معتز إبراهيم حجازى (32 عاما) حيث وورى جثمانه الثرى ودفن فى مقبرة "باب الساهرة" بشارع "صلاح الدين" بمدينة القدس المحتلة.

وسلم الاحتلال جثمان الشهيد عند المقبرة قبيل منتصف الليلة قبل الماضية بعد أن فرض طوقا عسكريا ونصب حواجز فى شارع "صلاح الدين" لمنع جموع المواطنين من المشاركة فى التشييع. وقتل حجازى وهو أسير محرر أخيرا من قبل سلطات الاحتلال التى داهمت منزله وأصابته وتركته ينزف حتى فارق الحياة بدعوى الاشتباه فى إطلاقه النار على أحد الحاخامات اليهود المتطرفين.

وفى رد فعل على قرار السويد الاعتراف بدولة فلسطين، سخرت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم من وصف نظيرها الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان للعلاقات فى الشرق الأوسط بأنها "أكثر تعقيدا من الأثاث الذاتى التجميع"، فى إشارة إلى عدم وعى حكومة السويد بمدى تعقيد قضايا المنطقة.

وقالت فالستروم - فى تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أمس - "سأكون سعيدة بإرسال هذا النوع من الأثاث إلى وزير الخارجية الإسرائيلى ليبرمان لتجميعه. فسيعلم أنه يتطلب شريكا وتعاونا وكتيب تعليمات جيدا"، وأعربت عن الأمل فى استمرار تعاون السويد المميز مع إسرائيل وأن يقابل القرار لدى الحكومة الإسرائيلية بصورة بناءة. وفى سياق متصل، أثار القرار السويدى انتقادات من جانب أحزاب المعارضة فى السويد التى اعتبرت أن الحكومة تسرعت باتخاذها هذا القرار.