(د ب أ) ليس سرا أن الناس فى موسكو يحاولون الإبقاء على نسخة حية من الاتحاد السوفيتى، إلا فى هذه الحالة فإنه ليس الاتحاد السوفيتى الفعلى. إنها أرض معارض شيدت قبل 75 عاما لإلقاء الضوء على نطاق وتنوع الاتحاد السوفيتى، والآن تحاول موسكو جمع 60 مليار روبل (5،1 مليار دولار) لتجديد "مركز معارض عموم روسيا" فى شمال المدينة الذى ترك لعوامل الزمن تضع عليه بصماتها لمدة عقدين من الزمن. ويعد المركز من أكثر المواقع الخلابة فى موسكو، حيث تم تمثيل مبانى من كل جزء من الاتحاد السوفيتى لتعكس أكبر الإنجازات والتنوع الواسع للاتحاد، ويتجلى على نحو كبير المعمار على الطراز الستانلى هنا، وكذلك سلسلة من المبان التى تبدو مثل القصور، ولكن اليوم وبعد عشرين عاما من انهيار الاتحاد السوفيتى، فهى مكدسة أيضا بالباعة المتجولين والكرنفالات. لدى كل جمهورية سوفيتية سابقة معرض هنا، ويتم دعوتها جميعا الآن للتبرع لإبقاء هذه المنشأة التى افتتحت عندما كان جوزيف ستالين ديكتاتورا حية، وتلح روسيا على أوكرانيا منذ سنوات لتجديد جناحها فى المركز الذى تعرض فيه حزم من القمح لتظهر كيف كانت أوكرانيا سلة الخبز فى الاتحاد السوفيتى، وحتى الآن تفتقر أوكرانيا إلى المال والعزيمة السياسية لتدفع كل النفقات فى هذا الشأن. ويقول اليكسندر كوبوفسكى، إنه تم القيام بأكثر الأعمال المطلوبة إلحاحا لمنع الجناح من الانهيار، ويوضح رئيس إدارة التراث الثقافى فى المدينة أنه منذ فترة ليست طويلة للغاية كان 24 من الـ 32 جناحا بالمركز فى حالة تداع خطيرة. وكان يجب استبدال الكثير من الأسطح والواجهات، ويقول إن الجناح البلاروسى كان مغطى بمواد نصب السقالات فى الصيف، واكتشف العمال الواجهات التى ترجع لثلاثينيات القرن الماضى التى كانت مغطاة، وأراد فلاديمير لينين - الذى يوجد نصب هائل له عند مدخل مركز معارض عموم روسيا، أن يركز الموقع على إنجازات الاقتصاد الشيوعى المخطط، حتى إذا كانت الحياة اليومية لأغلب المواطنين السوفييت ملونة بمنتجات معيبة واقتصاد يدار بشكل سسيئ. وتبرز عدة أجنحة مثل تلك الخاصة بارمينيا وكرغزستان أو أوزبكستان أنماط معمارية مماثلة لهذه المناطق، ويشير النقاد إلى أن الغرض من الأمثلة فى مركز معارض عموم روسيا هو فى الأغلب تنحية التركيز عن العقيدة الجماعية المفروضة والتصنيع اللتين هيمنتا على الأمور فى عهد ستالين رغم المقاومة من هؤلاء الذين كانوا يعيشون فى الريف، ولكن ليس الغرض أن تصبح حديقة قديمة على الطراز الشيوعى، وأشارت صحيفة موسكوفسكى كومزومولز التى تصدر فى موسكو إلى أن "محاولة نسخ الماضى السوفيتى لم تعد منطقية". وتريد موسكو أن تحولها إلى أكبر مركز معارض ثقافى فى المدينة، بحسب كوبوفسكى، هذا هو السبب وراء إرساء مسارات جديدة وتنسيق الخضرة، وهناك جهود أيضا لإزالة الأسيجة التى تفصل حتى اليوم الحديقة عن الحدائق النباتية وحديقة اوسانكينو موقع أشهر برج تليفزيونى فى المدينة.