بالسخرية وبالتصريح المضحك حينا والتلميح أحيانا يستخدم العراق حاليا الفن سلاحا فى الحرب ضد متشددى تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون حاليا على مساحات شاسعة من أراضى الدولة. فقد بدأ التليفزيون الحكومى العراقى هذا الشهر عرض مسلسل يلعب عنوانه على كلمتى "الخلافة" التى يسعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى إقامتها فى المنطقة و"الخرافة" ليصبح "دولة الخرافة". ويسخر المسلسل من الحكم الوحشى والغريب الذى تفرضه الدولة الإسلامية على المناطق الخاضعة لسيطرتها مثل منع عرض حبات الطماطم (البندورة) والخيار متجاورة على اعتبار أن الخيار مُذكر والطماطم مؤنث وفرض حظر على الحلاقة باستخدام ماكينات الحلاقة الكهربائية. وفى المقدمة التعريفية بالمسلسل يظهر خليفة تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادى، وهو يقود جوقة من أفراد الميليشيا والرجال الذين يرتدون الزى الزيتونى الخاص بحزب البعث الذى كان يتزعمه صدام حسين. يسوقهم بسياط -بدلا من عصا الموسيقار- إلى مكان إنشاد أغنية تمتدح القتل وعمليات الإعدام التى يمارسها تنظيمه. ويغنى كل من أعضاء الجوقة جملة تنتهى بالدعوة للإعدام بعبارة "يا قاطع الرأس وينك". وتنتهى المقدمة بإخراج الخليفة لمسدسه وقتلهم جميعا بالرصاص واحدا تلو الآخر قبل أن يفجر نفسه. ويقول مؤلف المسلسل إن الهدف الرئيسى منه هو مقاومة دعاية تنظيم الدولة الإسلامية واستخدامه لوسائل التواصل الاجتماعى على الإنترنت كأسلحة للتخويف، وذلك بنشر صور تظهر عمليات إعدام لرهائن. وأضاف ثائر جياد "فكرة المسلسل جاءت بعد أن لاحظنا النشاط الهائل لتنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعى وكذلك "يو تيوب"، أنه يبث هذه المقاطع المرعبة، أصبحت هناك حالة من الهلع لدى الكثير من المدنيين ومعالجتنا لهذا الموضوع كانت باستخدام نفس الوسائل الإعلامية لإظهار الصورة الحقيقية لداعش أنه تنظيم كارتونى الأفكار التى يتعامل بها هى أفكار لا تصمد أمام الحياة المدنية." وعلى مدى ثلاثين حلقة يظهر المسلسل "دولة الخرافة" (الدولة الإسلامية) وهى تعطى تصاريح لتسيير شركات طيران وتبنى استادات رياضية وتنشئ فريق كرة قدم ووزارات وقناة تليفزيونية خاصة بها فى محاولة لفضح الطبيعة الحقيقية لأعضاء التنظيم وسلوكهم المتطرف. ويدرك فريق عمل المسلسل - وبينهم بعض الممثلين الذين رفضوا ذكر أسمائهم بمن فيهم القائم بدور الخليفة أبو بكر البغدادى - مخاطر مشاركتهم فى عمل كهذا، وقال بعضهم إنهم فخورون بمشاركتهم فى المسلسل. وقال الممثل أسامة عبد الواحد "اشتركت بهذا العمل أحارب بأدواتى، أحارب بسلاحى الذى هو الفن حتى أقدر أوصله لأكثر عدد من الناس حتى يشوفوا هذا التنظيم بوحشيته بهذا العمل، مثل ما تشوفون مسوى (سبب) رعب واسع لأغلب الناس هذا التنظيم. تنظيم داعش، أحنا من خلال عملنا حولنا هذا الإرهاب والوحشية والقتل إلى كوميديا." ويستلهم تنظيم الدولة الإسلامية نهج تنظيم القاعدة لكنه يستمد قوته من مقاتلين أجانب يقاتلون بضراوة فى العراق. وقال الممثل ثامر الشطرى "دولة بنظرية كوميدية من خلال داعش، الحمد لله والشكر نقول هذا العمل وصل للناس ووصل للجمهور، حقق نجاحا بالشارع وأحنا نفخر أنه نقول ده نعمل فى مثل هذا العمل كوننا جاى نقدم عملا يخدم البلد ويواجه الصراعات الموجودة بالبلد، أحنا هذا الذى نقدر عليه." وقال الممثل والشاعر رياض الوادى إن الدولة الإسلامية ليس لديها نهج له أى قيمة لحقوق الإنسان، موضحا أنها تستخدم التخويف، للسيطرة والتعامل مع الناس. وأضاف رياض الوادى "اشتركنا بهذا العمل علمود (لكى) نقول لهم يابا ترى داعش هذه صورته الإرهابية الذى منع الحلاقة، منع كل شىء، منع الأمن، منع الأمان بهذا البلد الجميل، منع كل شىء يمثل الحياة الجميلة فى هذا البلد، فنحن شاركنا حتى نوضح الصورة الحقيقية لهذا التنظيم الإرهابى." وأردف "الوادى" أن المسلسل يهدف إلى إقناع الناس بعدم الانضمام للتنظيم. وتابع "الوادى"، "أحنا كممثلين وكشعراء نريد أن نشارك بهذا العمل حتى نقول لهم يابا أكو (يوجد) جندى يقاتل هذا التنظيم، وهذا الجندى الآن نايم بالسواتر وبالتراب، أحنا كممثلين أو كشعراء نريد أن نشارك هذا الجندى ولو بجهد بسيط، أحنا نمثل هذا المسلسل الذى سيكشف زيف الإرهابيين، تنظيم داعش والخليفة وما شاكل ومن لف لفهم فهذا أنا اعتبره وسام شرف أن أشارك الجندى العراقى الذى يقاتل الآن هذا التنظيم وأعتبره جزءا بسيطا أقدمه للشعب العراقى، يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر حاليا على نحو ثلث سوريا ومناطق شاسعة من العراق.