فى السابق اعلنت حركة حماس رفضها التام لاجراء اى تفاوض مع الكيان الاسرائيلى، واعتبرت ذلك خطيئة سياسية كبيرة وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حماس، ان استمرار جرائم الاحتلال يتطلب موقفا عربيا رافضا للتفاوض والتطبيع، وعلى العرب تأييد خيار الفلسطينيين برفض التفاوض مع الاحتلال.
واليوم تناقض حماس نفسها باعلان "موسى أبو مرزوق" عضو المكتب السياسي لحركة حماس، انه لا مانع من الدخول إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، إذا أجبرت الظروف على إجرائها، ولا يوجد عقبة في الشريعة بشأن إجراء مفاوضات،
رفضت إسرائيل التلميحات التي أطلقها موسى أبو مرزوق، نائب رئيس حركة حماس، بشأن إمكانية التفاوض مع إسرائيل وجها لوجه من أجل حل القضية الفلسطينية، وعقب هذه التصريحات أكد المكتب السياسي لحركة حماس أن المفاوضات المباشرة مع العدو الصهيوني ليست من سياسة الحركة، وليست مطروحة في مداولاتها، وهذه هي السياسة المعتمدة في الحركة.
قال دكتور أيمن الرقب، محلل سياسى فلسطينى، ان بيان حركة حماس بشان عدم التفاوض مع اسرائيل غير صحيح، خاصة وان هناك قنوات مفتوحة مباشرة وغير مباشرة للتفاوض مع اسرائيل، ولكنها لا تعلن بشكل رسمى، وما قاله ابو مرزوق بداية لتسريبات أخرى، لكنها لا تريد ان تواجه حقيقة ما تمارسه.
واضاف حماس حرمت التفاوض مع اسرائيل واتهمت فى السابق الرئيس الفلسطينى الراحل ابو عمار بهذا الشأن، والان تسير فى اتجاه المفاوضات كما تراه مناسبا لها، وما تتجه اليه يعد خيانة للشعب الفلسطينى.
واكد ان حماس لها علاقات غير مباشرة وسرية مع اسرائيل ولكنها تكابر، والشعب بدأ يدرك حقيقة الامر، بعد سقوط اكثر من 2035 شهيدا، وفى النهاية وافقت الى ما راته الارداة السياسية الفلسطينية، وفقا للتعلميات التى اتخذتها من قطر وتركيا وليس مصلحة الشعب الفلسطينى.

واشار الى ان انهم فى السابق وافقوا اقامة دولة على حدود 67 مقابل هدنة، والان يريدون الدخول فى تفاوض مباشر، بما يعكس حقيقة الحركة.
وقال جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح، جهاد الحرازين، ان حماس اعلنت من قبل ان المفاوضات مع العدو الاسرائيلى محرمة، لكنها تدير مفاوضات بعد عام 2007 ، وبداية الانقلاب فى غزة، حيث بدات التنسيق مع دولة الاحتلال، وما اعتلنه ابو مرزوق ليس بالجديد.
ولفت الى ان حماس تريد ان تظهر التفاوض مع اسرائيل تم تحت ضغط شعبى، عكس الحقيقية، فحماس تقوم بالمفاوضات حسب المصلحة التى تراها، وتحاول دائما تطرح نفسها بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينى وهو امر لن يقبله الشعب الفلسطينى.
واضاف ان تصريحات ابو مرزوق ونفى الحركة بعد ذلك فى بيان رسمى، غرضة قياس رد الفعل، فإذا وجدت انه لا يوجد اراء مناوئة لها تسير فى طريقها، وتوضح للعالم انها تضحى وتذهب للمفاوضات بناء على رغبة الفلسطنيين.
واكد على وجود اتفاقيات سرية بين حماس واسرائيل، برعاية مجموعة من الدول، لكن هناك ممثل شرعى للشعب الفلسطينى ورئيس منتخب هو من يتولى ادرة العلمية السياسية والمفاوضات، مشيرا الى ان حركة حماس تريد ان تسوق لنفسها وتقبل بكل ما يفرضه العالم من شروط، ليكون لها فى المشهد السياسي.
واوضح سعيد اللاوندى، الباحث السياسى، ان الازمة لا تزال مستفحلة بين قادة حماس والسلطة الفلسطينية، ومن الخطأ النظر الى حماس ككتلة واحدة ولكنها مكونة من فصائل بينهم اختلافات كثيرة.
وذكر ان حماس جزء من الدولة الفلسطينية لكنها لا تعبر عنها، وان ابو مازن هو الممثل الشرعى ومن سيقود اى تفاوضات.