بعد فشل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالقاهرة، حمّل سفير فلسطين ومساعد الأمين العام السابق للجامعة العربية سعيد كمال، حركة حماس مسؤولية الفشل وإراقة دماء أهالي غزة. وقال كمال في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" إن المخابرات المصرية غاضبة على خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورفضت مشاركته في الوفد الفلسطيني الموحد.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال السفير سعيد كمال، سفير فلسطين السابق بالقاهرة، ومساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين سابقاً، إن المخابرات المصرية غاضبة على خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وأضاف: "أبلغني مكتب المخابرات العامة أن خالد مشعل أدلى بحديث لقناة "بي بي سي"، وقال كلاماً سيئاً".
موقف لا أخلاقي
وأوضح كمال أن "مشعل لم يخطئ فقط، ولكنه اتخذ موقفاً لا ينم عن أخلاق، عندما خاطب الجيش المصري من أجل التدخل في غزة". وتابع موجهاً حديثه لمشعل: "من أنت حتى تخاطب الجيش المصري؟ وأشار إلى أن حماس حاولت توريط الجيش المصري في حرب مع إسرائيل، وقال: "كانوا عاملين حسابهم أنهم عندما يضربون صواريخ باتجاه إسرائيل، وترد إسرائيل بقصف غزة، فيدخل الجيش المصري حرباً ضدها".
محاولة لاستعادة تاريخ عبد الناصر
وأضاف أن مشعل حاول استعادة تاريخ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما أرسل الجيش المصري للحرب في عدة جبهات خارجية، وعندما أرسل الملك فاروق الجيش للحرب في فلسطين، وقال إن ما حصل يطلق عليه وصف "التوريط غير الواعي". ولفت إلى أن مصر رفضت مشاركة قدوم مشعل إليها عندما بدأت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بالقاهرة.
وذكر أن هناك محاولات كثيرة لإنهاك الجيش المصري وتدميره، سواء من ناحية سيناء والحدود مع الأراضي المحتلة أو الغرب في ليبيا أو الجنوب في السودان، وقال: "الله يعين الشعب المصري، ويعين هذا الرئيس المسكين (عبد الفتاح السيسي) الذي يواجه كل هذه التحديات، لكنه قادر على مواجهتها، لاسيما أن الجيش والشعب من خلفه".
فشل تمديد الهدنة
وأضاف كمال أن "مصر نجحت في وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"، متهماً حركة حماس بالمسؤولية عن فشل التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة، وقال "إن الغالبية من الشعب الفلسطيني كانت ترغب في تمديد الهدنة وصولاً إلى تثبيتها، منعاً للعدوان الإسرائيلي على غزة، بسبب أساليب ومواقف حماس".
وقال كمال بنبرة غاضبة: "كان يجب أن تخضع حماس لرأي الغالبية العظمى، وأن تفهم أن الخسارة الكبرى التي مني بها الفلسطينيون في قطاع غزة، سوف تدفع حماس ثمنها تاريخياً وجغرافياً وتنظيمياً. وكل أعمال العدوان التي تمت منذ عام 2005 راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، ودمرت منازله، ولم تحرر بوصة واحدة من أراضي الضفة الغربية".
وحسب وجهة نظر السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة، فإن "إطلاق حماس الصواريخ بإتجاه إسرائيل يهدف إلى توازن رعب مع إسرائيل، تريد حماس أن تقول: نحن هنا، نحن من نقرر وليس فتح".
ودعا عزام الأحمد، رئيس الوفد الفلسطيني في القاهرة، إلى ضرورة دعوة "رئيس الحكومة التصالحية رامي الحمد الله، ليكون شاهداً شرعياً على ما يتم في هذا الموضوع (المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بالقاهرة)".
نزع السلاح
وأضاف أن إسرائيل لديها مطلب تعتبره مهماً، و"تحاول مصر تهذيبه، ألا وهو نزع السلاح"، وقال: "هذا المطلب الإسرائيلي تدعمه أميركا ويتعاطف معه الإتحاد الأوروبي، وأعتقد أن روسيا تدعم هذا المطلب أيضاً"، وتابع: "نفهم نزع السلاح على أنه ضبط السلاح تحت إشراف دولي مقبول، بحيث لا يقيد الفلسطينيين إذا ما تعرضوا للإعتداء. إذا اعتدت إسرائيل تحت أي سبب مما تتذرع به، يكون للإشراف الدولي الحق في إدانتها، والقول إنها هي من بدأت بالعدوان، إذن لابد من إبطال الذرائع الإسرائيلية، التي تقوم بسبب بالعدوان على قطاع غزة".
وقال: "أنا أطالب بضبط السلاح تحت السيطرة الدولية، وحضور رئيس حكومة الوفاق الوطني رامي الحمد الله أو يوفد عنه من يراه مناسباً لقيادة المفاوضات، وأنا لا أقلل من قدر عزام الأحمد، فهو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، لكنه لا يمثل الشرعية".
وحول ما إذا كان مقترحه يتضمن تسليم سلاح المقاومة إلى جهات دولية، قال السفير سعيد كمال إنه لا يدعو إلى ذلك، مشيراً إلى أن دعوته تتضمن مراقبة الحدود بين الأراضي المحتلة بإسرائيل وقطاع غزة، لمعرفة من يبدأ بالإعتداء، حتى لا تتخذ إسرائيل إطلاق الصواريخ ذريعة لضرب القطاع. وتابع: "إذا بدأت إسرائيل بالعدوان، يجب على المراقبين الدوليين إفساح المجال للمقاومة للرد على العدوان باستخدام هذا السلاح، ولكن ما يحدث الآن فوضى، ومحاولات لجر الجيش المصري، وأنى لكم ذلك يا أبناء حماس".
ووصف ما تطلبه حماس من رفع الحصار وإقامة ميناء ومطار في قطاع غزة، بأنها "مواضيع تفاوضية، وليس محلها مفاوضات لتنظيم ووقف إطلاق النار".
- See more at: http://www.elaph.com/Web/News/2014/8/930405.html#sthash.MPiwlXWZ.dpuf
بعد فشل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالقاهرة، حمّل سفير فلسطين ومساعد الأمين العام السابق للجامعة العربية سعيد كمال، حركة حماس مسؤولية الفشل وإراقة دماء أهالي غزة. وقال كمال في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" إن المخابرات المصرية غاضبة على خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورفضت مشاركته في الوفد الفلسطيني الموحد.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال السفير سعيد كمال، سفير فلسطين السابق بالقاهرة، ومساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين سابقاً، إن المخابرات المصرية غاضبة على خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وأضاف: "أبلغني مكتب المخابرات العامة أن خالد مشعل أدلى بحديث لقناة "بي بي سي"، وقال كلاماً سيئاً".
موقف لا أخلاقي
وأوضح كمال أن "مشعل لم يخطئ فقط، ولكنه اتخذ موقفاً لا ينم عن أخلاق، عندما خاطب الجيش المصري من أجل التدخل في غزة". وتابع موجهاً حديثه لمشعل: "من أنت حتى تخاطب الجيش المصري؟ وأشار إلى أن حماس حاولت توريط الجيش المصري في حرب مع إسرائيل، وقال: "كانوا عاملين حسابهم أنهم عندما يضربون صواريخ باتجاه إسرائيل، وترد إسرائيل بقصف غزة، فيدخل الجيش المصري حرباً ضدها".
محاولة لاستعادة تاريخ عبد الناصر
وأضاف أن مشعل حاول استعادة تاريخ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما أرسل الجيش المصري للحرب في عدة جبهات خارجية، وعندما أرسل الملك فاروق الجيش للحرب في فلسطين، وقال إن ما حصل يطلق عليه وصف "التوريط غير الواعي". ولفت إلى أن مصر رفضت مشاركة قدوم مشعل إليها عندما بدأت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بالقاهرة.
وذكر أن هناك محاولات كثيرة لإنهاك الجيش المصري وتدميره، سواء من ناحية سيناء والحدود مع الأراضي المحتلة أو الغرب في ليبيا أو الجنوب في السودان، وقال: "الله يعين الشعب المصري، ويعين هذا الرئيس المسكين (عبد الفتاح السيسي) الذي يواجه كل هذه التحديات، لكنه قادر على مواجهتها، لاسيما أن الجيش والشعب من خلفه".
فشل تمديد الهدنة
وأضاف كمال أن "مصر نجحت في وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"، متهماً حركة حماس بالمسؤولية عن فشل التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة، وقال "إن الغالبية من الشعب الفلسطيني كانت ترغب في تمديد الهدنة وصولاً إلى تثبيتها، منعاً للعدوان الإسرائيلي على غزة، بسبب أساليب ومواقف حماس".
وقال كمال بنبرة غاضبة: "كان يجب أن تخضع حماس لرأي الغالبية العظمى، وأن تفهم أن الخسارة الكبرى التي مني بها الفلسطينيون في قطاع غزة، سوف تدفع حماس ثمنها تاريخياً وجغرافياً وتنظيمياً. وكل أعمال العدوان التي تمت منذ عام 2005 راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، ودمرت منازله، ولم تحرر بوصة واحدة من أراضي الضفة الغربية".
وحسب وجهة نظر السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة، فإن "إطلاق حماس الصواريخ بإتجاه إسرائيل يهدف إلى توازن رعب مع إسرائيل، تريد حماس أن تقول: نحن هنا، نحن من نقرر وليس فتح".
ودعا عزام الأحمد، رئيس الوفد الفلسطيني في القاهرة، إلى ضرورة دعوة "رئيس الحكومة التصالحية رامي الحمد الله، ليكون شاهداً شرعياً على ما يتم في هذا الموضوع (المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بالقاهرة)".
نزع السلاح
وأضاف أن إسرائيل لديها مطلب تعتبره مهماً، و"تحاول مصر تهذيبه، ألا وهو نزع السلاح"، وقال: "هذا المطلب الإسرائيلي تدعمه أميركا ويتعاطف معه الإتحاد الأوروبي، وأعتقد أن روسيا تدعم هذا المطلب أيضاً"، وتابع: "نفهم نزع السلاح على أنه ضبط السلاح تحت إشراف دولي مقبول، بحيث لا يقيد الفلسطينيين إذا ما تعرضوا للإعتداء. إذا اعتدت إسرائيل تحت أي سبب مما تتذرع به، يكون للإشراف الدولي الحق في إدانتها، والقول إنها هي من بدأت بالعدوان، إذن لابد من إبطال الذرائع الإسرائيلية، التي تقوم بسبب بالعدوان على قطاع غزة".
وقال: "أنا أطالب بضبط السلاح تحت السيطرة الدولية، وحضور رئيس حكومة الوفاق الوطني رامي الحمد الله أو يوفد عنه من يراه مناسباً لقيادة المفاوضات، وأنا لا أقلل من قدر عزام الأحمد، فهو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، لكنه لا يمثل الشرعية".
وحول ما إذا كان مقترحه يتضمن تسليم سلاح المقاومة إلى جهات دولية، قال السفير سعيد كمال إنه لا يدعو إلى ذلك، مشيراً إلى أن دعوته تتضمن مراقبة الحدود بين الأراضي المحتلة بإسرائيل وقطاع غزة، لمعرفة من يبدأ بالإعتداء، حتى لا تتخذ إسرائيل إطلاق الصواريخ ذريعة لضرب القطاع. وتابع: "إذا بدأت إسرائيل بالعدوان، يجب على المراقبين الدوليين إفساح المجال للمقاومة للرد على العدوان باستخدام هذا السلاح، ولكن ما يحدث الآن فوضى، ومحاولات لجر الجيش المصري، وأنى لكم ذلك يا أبناء حماس".
ووصف ما تطلبه حماس من رفع الحصار وإقامة ميناء ومطار في قطاع غزة، بأنها "مواضيع تفاوضية، وليس محلها مفاوضات لتنظيم ووقف إطلاق النار".
-