اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين الشرطة اليمنية وعناصر الحوثيين الذين كانوا يحاولون اقتحام مقر رئاسة الوزراء فى وسط صنعاء. وأكد شهود عيان سقوط ضحايا. ولم يتسن بعد الحصول على بيانات دقيقة بشأن عدد الضحايا. وكان الحوثيون قد دعوا أمس إلى مزيد من التصعيد فى العاصمة صنعاء.

وقالت مصدر حوثى -فى تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية أمس-إن 7متظاهرين على الاقل قتلوا أثناء إطلاق قوات الأمن اليمنية الأعيرة النارية فى الهواء لتفريق مجموعة من المحتجين الموالين للمتمردين الحوثيين كانوا يحاولون اقتحام مقر رئاسة الوزراء فى وسط صنعاء. وقال محمد البخيتى عضو المكتب السياسى لأنصار الله (الحوثيين) إن قوات الأمن أطلقت الرصاص أمام المتظاهرين مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى لم تقدر أعدادهم حتى اللحظة« ، مشيرا إلى أن المناوشات لا تزال مستمرة.

وانطلقت هذه المسيرة من ساحة التغيير بصنعاء ، تلبية لدعوة أطلقها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى مساء أمس الاول. وأوضح البخيتى أن مسيرتهم »كانت سلمية« ، وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن صنعاء أصبحت أسيرة لجماعة أنصار الله الحوثيين بعد قيامهم بحصار العاصمة وفشل قوات الأمن فى فض اعتصام الحوثيين بالقرب من وزارة الداخلية, واستمرارهم فى قطع طريق المطار.

وكان الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى قد اجتمع مساءأمس الاول للمرة الثانية خلال 3 أيام مع اللجنة الأمنية العليا, وأكد أنه لا يمكن لجماعة الحوثى الاستمرار فى التصعيد والاعتصامات وزعزعة الأمن والاستقرار.. فجاء رد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى - فى كلمة بثتها قناة (المسيرة) الناطقة باسم الجماعة - أن التصعيد سيستمر حتى تسقط الحكومة, محذرا الرئيس اليمنى من فض اعتصامات الحوثيين بالقوة, ومهددا بأن هناك خيارات إستراتيجية كبرى تتعدى صنعاء وحدودها ونأمل ألا نحتاج لذلك«, على حد قوله.

ويشهد اليمن نشاطا مستمرا لتنظيم القاعدة، وهو معقل »تنظيم قاعدة الجهاد فى جزيرة العرب« الذى تعتبره واشنطن الفرع الانشط للشبكة المتطرفة. وفى نهاية اغسطس، قتل 11 جنديا يمنيا فى ثلاث هجمات منفصلة نفذها مسلحون من تنظيم القاعدة فى جنوب اليمن. وقبل ذلك بيوم واحد، قتل أربعة جنود فى هجومين للقاعدة فى حضرموت.

وقد استفادت القاعدة فى الجزيرة العربية من ضعف السلطة المركزية فى اليمن فى 2011 بعد الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق على عبدالله صالح، لتعزيز حضورها خصوصا فى جنوب البلاد وجنوب شرقها.

وبحث الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى رئيس الجمهورية اليمنية خلال اتصال مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى التصعيدات الخطيرة التى تمارسها مليشيات الحوثيين فى العاصمة صنعاء وحولها وكذلك فى محافظتى الجوف ومأرب.وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية »سبأ« أن الأمير سعود الفيصل أكد استياء المملكة ومجلس التعاون الخليجى لهذه الأساليب المتسمة بالعدوان على المجتمع اليمنى والخارجة عن ترتيبات المرحلة الانتقالية .

وأكد الفيصل أن أمن واستقرار ووحدة اليمن يمثل أهمية استراتيجية للملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجى وكذلك أيضاً المجتمع وأن محاولة زعزعة أمنه واستقراره تحت أى ذريعة يمثل أجندة تختبئ ورائها مؤامرة تهدف إلى زعزعة المنطقة كلها لأن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة ومجلس التعاون الخليجي.

كما أكد الفيصل وقوف المملكة ومجلس التعاون الخليجى إلى جانب الرئيس هادى ودعم قراراته وإجراءاته وخطواته نحو إخراج اليمن إلى بر الأمان.