فيما سادت حالة من التوتر ساحات ومحيط المسجد الأقصى إثر قيام عناصر من قوات الاحتلال ومجموعة من المستوطنيين بالاعتداء على المصلين وحراس المسجد، وصفت الخارجية الأمريكية محادثات وزير الخارجية جون كيرى مع مسئوليين فلسطينيين بـ »البناءة«، وأكدت أنهما اتفقا خلالها على مواصلة الحوار فى الأسابيع المقبلة.

 وقالت جنيفر بساكى المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن كيرى اجتمع على مدى ساعتين مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، واتفقوا على مواصلة الحوار فى الأسابيع المقبلة. وأضاف أن المحادثات كانت بناءة، وتم خلالها التطرق إلى موضوعات عديدة بينها غزة والعلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية والتطورات الأخيرة فى المنطقة. ومن ناحية أخري، كشفت مصادر فلسطينية أن الانقسام والخلافات الفلسطينية تعطل إطلاق جولة مفاوضات جديدة فى القاهرة مع إسرائيل بشأن الهدنة الدائمة فى قطاع غزة. وذكرت المصادر أن من بين أسباب الخلافات تفسير موضوعات تخص ملف المصالحة الفلسطينية، مستبعدة انعقاد المفاوضات خلال هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن رئيس الوفد الفلسطينى الموسع عزام الأحمد لا يزال فى الأردن.

وذكرت المصادر أن الأمور معقدة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، حيث تصر الثانية على صرف رواتب 38 ألف موظف فى غزة وتهدد بغلق البنوك فى القطاع حال عدم صرف المرتبات. وكشفت المصادر أن حماس تراجعت عن تعهّدات سابقة للسلطة، وترفض بعد اتفاق الهدنة تسليم الوزارات فى غزة لحكومة التوافق، كما أنها تريد أن تتولى موضوع إعادة الإعمار وإدارة فتح المعابر. وميدانيا، سادت ساحات ومرافق المسجد الأقصى المبارك ومحيط بواباته الرئيسية الخارجية حالة من التوتر الشديد إثر اعتداء قوات الاحتلال على المصلين وحراس المسجد، الذين تصدوا لعصابات المستوطنين فى باحات الأقصى بهتافات التكبير والتهليل. وتصدى المصلون وطلبة حلقات العلم أمس للمستوطنين، فى حين تدخل حراس الأقصى لمنع بعض المتطرفين اليهود من أداء طقوس تلمودية فى باحات المسجد، وتدخلت شرطة الاحتلال المرافقة واعتدت على المصلين والحراس واشتبكت معهم بالأيدي. وقال أحد العاملين بدائرة الأوقاف الإسلامية إن عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال اعتدت على حارس المسجد مهند إدريس بالضرب بشكل مبرح، بعد أن طلب من إحدى اليهوديات المتطرفات عدم الصلاة داخل المسجد الأقصى عند باب الرحمة.