قالت مصادر عسكرية غربية وأخرى عربية أنه يجرى حاليا بحث التدخل العسكرى فى ليبيا تحت مظلة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى للتصدى للوضع المتدهور والمنفلت فى ليبيا والذى ينذر بتفاعلات وتوترات إقليمية فى شمال إفريقيا سيكون لها تأثيرات على جنوب أوروبا وحوض المتوسط إجمالا.

 

وقال أحد هذه المصادر إن هناك قلقا أوروبيا واسعا من موجات هجرة غير شرعية عنيفة يمكن ان تضرب سواحل دول جنوب اوروبا فى حال استمرار تدهور الوضع الأمنى الحالى فى الأراضى الليبية، ذلك إلى جانب الخوف من تمركز قوى لجماعات إسلامية مسلحة فى دولة كبيرة المساحة وغنية مثل ليبيا.

 

وبحسب المصدر ذاته فإن هناك إدراكا غربيا متزايدا بأن المشكلات الأمنية الواسعة التى تواجهها ليبيا الآن ترتبط بدرجة كبيرة بما وصفه بـ«أخطاء» ارتكبت أثناء عمليات حلف شمال الأطلسى (الناتو) قبل ثلاثة أعوام لمساعدة الثورة الشعبية الليبية فى الإطاحة بحكم العقيد معمر القذافى الذى كان قد تصدى للمظاهرات المطالبة بالديمقراطية بالقوة المسلحة.

 

وقال: «لن نكرر نفس الأخطاء التى تركت مساحات واسعة من هذا البلد الشاسع غير خاضع لسيطرة قوة مركزية» لافتا إلى أن التدخل الدولى المسلح سيأتى بناء على ما وصفه بـ«مطالبة رسمية ليبية».

 

وتوقع مصدر غربى آخر أن يتم هذا التدخل «فى حال ما تم التوافق الدولى والإقليمى حوله وهو الأمر الذى لا نستطيع أن نقول إنه حدث بعد قبل نهاية العام الحالى».

 

وتحدث عن مشاورات تجرى مع «دول مجاورة لليبيا» قال إنها «على علم جيد بتطورات الوضع فى داخل ليبيا وتتأثر بهذه التطورات سلبيا»، لافتا إلى أن دور هذه الدول التى لم يسمها سيكون حاسما فى صياغة المستقبل الليبى بالتعاون مع السلطات فى طرابلس.

 

ورغم عدم التصريح بأسماء هذه الدول، فإن مصر والجزائر تأتيان على رأس دول الجوار القادرة على لعب دور مؤثر وفى الوقت نفسه الأشد تضررا من تدهور الأوضاع الأمنية فى ليبيا.

 

من ناحية أخرى علمت مصادر غربية وأخرى مصرية أن اللواء خليفة حفتر موجود حاليا فى مصر بعد أن تعرض لهجمات متتالية فى ليبيا

 

وقال مصدر رسمى مصرى إن حفتر «طلب القدوم لمصر لأن حياته أصبحت مهددة فى ليبيا وتمت الاستجابة لطلبه» وقال إن هذه الاستضافة مؤقتة ولن تستمر طويلا، رافضا الربط بين هذا الامر وما يتوقع من تحركات قادمة إزاء ليبيا والتى قال عنها إن مصر على علم تام بها.

 

وبحسب مصدر سياسى مصرى رفيع فإن تعزيزات أمنية مكثفة تم حشدها على حدود مصر الغربية خلال الأيام الماضية وذلك فى إطار تحرك أوسع لتأمين الحدود المصرية الليبية من الجانبين بغرض مواجهة أى تمدد للجماعات المسلحة التى تفرض وجودها على مساحات واسعة من ليبيا.

 

كان وزير الخارجية الليبى، محمد عبدالعزيز، قد قال قبل يومين إن طرابلس ستطلب من الولايات المتحدة دعما عاجلا يشمل التعامل مع التطورات الليبية بجدية قبل أن تتحول بلاده إلى دولة فاشلة، فى وقت ساد فيه هدوء نسبى مدينة بنغازى بعد أيام من معارك تمكنت خلالها ميليشيات إسلامية من السيطرة على أكبر قاعدة عسكرية فى المدينة، فيما استمرت الاشتباكات فى العاصمة طرابلس.

 

وأضاف عبدالعزيز فى مقابلة مع «راديو سوا» الأمريكى، أمس ، إنه يدعو إلى انخراط دولى فى ليبيا أكثر فاعلية، وتوسيع بعثة الأمم المتحدة لتكون بعثة استقرار وبعثة بناء مؤسسات، مجددا تحذيره من أن بلاده تمشى فى اتجاه الدولة الفاشلة وليس فى اتجاه بناء دولة المؤسسات.

 

وأردف الوزير قائلا إن ليبيا فى طريقها إلى التحول إلى «إمارة إسلامية» تسيطر عليها التنظيمات المتشددة فى حال عدم إنقاذها، على حد تعبيره.