وسط حالة استنفار شديدة سادت منطقة الحدود اللبنانية- الفلسطينية عند بلدة العديسة, واصلت القوات الإسرائيلية أعمال الصيانة التي كانت تجري أمس علي الحدود اللبنانية باستقدام جرافة كبيرة ورافعة, لاستكمال مهمة قطع الأشجار, والتي تسببت أمس في أخطر اشتباك علي الحدود بين البلدين منذ حرب.2006.
وأعلن مسئول رفيع المستوي في إسرائيل أن بلاده ستبدأ حملة دبلوماسية موسعة تدعو فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا للتوقف عن ارسال مساعدات عسكرية إلي لبنان محذرا من أن الدول التي تمد الجيش اللبناني بالأسلحة المتطورة لمحاربة حزب الله, يستخدمها الجيش اللبناني لاطلاق النار علي جنود الجيش الإسرائيلي.
وفي محاولة لاحتواء الوضع ميدانيا, شارك ممثلون من الجيش اللبناني في اجتماع ثلاثي مع قوات اليونيفيل والجيش الإسرائيلي لوضع مباديء توجيهية من شأنها أن تمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل القريب.
ومن جانبها, قالت قوة الأمم المتحدة العاملة بلبنان اليونيفيل إن الجنود الاسرائيليين كانوا يعملون علي الجانب الإسرائيلي من الخط الازرق عندما وقع الاشتباك الحدودي حسبما ذكر المتحدث العسكري باسم اليونيفيل ناريش بهات.
وأوضح بهات أن محققي اليونيفيل يواصلون تحقيقاتهم في الحادث وستعلن النتائج لاحقا, مشددا علي ضرورة أن تحترم جميع الاطراف الخط الازرق بكامله مشيرا الي أن اليونيفيل علي اتصال مع الطرفين لابقاء الوضع تحت السيطرة وضمان عدم وجود انتهاك للخط الازرق في هذه المنطقة.
وفي بيروت, أعلنت مصادر دبلوماسية أن سعد الحريري رئيس االوزراء سيقوم بجولة عربية قريبا في إطار تحصين لبنان في مواجهة التحديات والأخطار الإقليمية ومتابعة نتائج القمة الثلاثية التي عقدت ببيروت الجمعة الماضي. وفي تعقيب علي خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس الأول أوضح عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل مصطفي علوش أنه لايحق لحزب الله ولا لسواه أن يحتكر قرار الحرب والسلم وأن يبادر من تلقاء نفسه إلي القيام بأي عمل عسكري الا بعد قرار السلطة السياسية.محذرا من استدراج اسرائيل للحزب للقيام بمبادرة عسكرية تبرر لاسرائيل شن عدوان واسع علي لبنان.
وتواصلت أمس ردود الأفعال الدولية علي الاشتباكات التي وقعت علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية وأسفرت عن مقتل3 جنود لبنانيين وصحفي بجريدة الاخبار اللبنانية وضابط اسرائيلي وجرح آخرين, حيث أحجمت الولايات المتحدة الأمريكية عن إدانة الهجوم الإسرائيلي علي الجيش اللبناني في جنوب لبنان, فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن المبعوث الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل سيتوجه إلي المنطقة قريبا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن الإدارة الأمريكية علي اتصال بالجانبين لاستيضاح كيف بدأت هذه المصادمات مضيفا أن ماحدث لم يكن يجب أن يحدث ولاينبغي أن يتكرر, إذ أن المنطقة بها مايكفي من التوترات.
وفي طهرا ن, أدان محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني العدوان الإسرائيلي الأخير علي جنوب لبنان مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ إجراء عاجل في هذا الصدد.
وقال نجاد- في مكالمة هاتفية مع نظيره اللبناني ميشيل سليمان- إن ما قامت به إسرائيل يثبت أن هذا النظام لايرغب في إحلال السلام ولكنه ينظر إلي الأمور من موقف السيادة والسلطة ويهدف إلي إضعاف موقف العالم العربي في المنطقة.
وبحث وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو هاتفيا مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التطورات عقب الاشتباكات, وأشارت المصادر أن داود أوغلو أجري بعد ذلك اتصالا مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وأطلعها علي تطورات الموقف علي الحدود اللبنانية الإسرائيلية, كما أعرب عن عدم ارتياح أنقرة تجاه التوتر في المنطقة, والذي يمكن أن يؤثر سلبا علي جهود تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط ككل.
ومن جانبها, طالبت وزارة الخارجية الألمانية الجانبين الإسرائيلي واللبناني بضرورة ضبط النفس علي خلفية الاشتباكات التي جرت بين قوات من جيشيهما علي الحدود أمس, والتعاون مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة بينما أعرب فرانكو فراتيني وزير الخارجية الايطالي عن قلق بلاده من حالة التوتر المستمرة علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية قائلا لسنا راضين عن حالة الأمر الواقع الهشة والمنذرة بأزمة محتملة في هذه المنطقة.