«بصى يا ماما فانوس بيغنى بشرة خير».. قالها طفل صغير لم يتجاوز 5 سنوات، جاذباً يد والدته إلى فرشة على رصيف مترو محطة «البحوث»، لتشترى له الفانوس الذى يغنى أغنيته المفضلة وهو عبارة عن «عروسة بلاستيك» على شكل جندى ويحمل بيده فانوساً صغيراً، وإذا حركت يده يغنى أغنية «بشرة خير» للفنان الإماراتى حسين الجسمى.
65 جنيهاً، هو ثمن الفانوس الذى يبيعه برعى محمود على رصيف المترو، وهو ما أصاب أم الطفل بدهشة، مقررة بعدها اصطحاب طفلها دون شراء الفانوس، ليناديها «عم برعى»: «طب تعالى خديه بستين مقدرش أنزّل فيه أكتر من كده».
«الصين مش بتسيب حدث سياسى فى مصر إلا لما تعمل عنه حاجة وكأنهم قاعدين لينا على الواحدة».. قالها «برعى» الذى يعمل فى بيع فوانيس رمضان منذ 10 سنوات، مؤكداً أن الأسواق امتلأت بفوانيس على شكل رجال يرتدون عباءة خليجية ونساء محجبات فى عهد «مرسى» وأخرى على شكل المشير طنطاوى وقت حكم المجلس العسكرى لمصر.
لا يرى «برعى» أن 60 جنيهاً للفانوس سعر مبالغ فيه بل هو طبيعى لأن قيمة الفانوس مرتبطة بمدى انتشاره وعلاقته بالأحداث: «والله أعرف ناس بتبيعه بـ120 جنيه فى المناطق الراقية بس هنقول إيه». عم سعيد فرحات فى منطقة «عابدين» قرر أن يفاجئ زبائنه بفانوس على شكل جندى يرتدى الزى العسكرى ولكنه صُنع من القماش كما أنه بالضغط عليه يغنى «تسلم الأيادى»: «لأنه قماش فسعره مش غالى هو 30 جنيه بس»، يصف «عم سعيد» الإقبال على الفانوس الجديد بأنه خيالى مما جعله يطلب كمية أخرى من المستورد: «الناس معجبة بيه أوى وخصوصاً الأغنية».