وأشار "مرعى"، إلى أنه عثر على قبر آخر لسيدة غير والدته مدون اسمها على الشاهد الموضوع على القبر وتاريخ دفنها يرجع إلى شهر مارس من عام 2017، وحاول التقصى عن الحقيقة وسأل واستفسر عن الواقعة من المسئول عن الدفن، فوجد أن "الحفارين" قاموا بنبش القبور القديمة ومنها قبر والدته لإخراج رفات وعظام الموتى القدامى وإحلالهم بموتى جدد، وتكسب هؤلاء الحفارون نظير فعل هذا.
وتقدم نجل المتوفاة "عطيفة"، ببلاغ للمحامى العام لنيابات أسوان حمل رقم 608 لسنة 2017، وعلى إثره قرر المحامى العام تشكيل لجنة لمعاينة الجبانة، وأثناء قيام فريق النيابة بزيارة المكان وجد أن مسئول الدفن استرجع اللافتة القديمة للمتوفاة ووضعها على قبر مجهول، إلا أن ضابط الشرطة اكتشف زيف هذه الخدعة من خلال اكتشاف حداثة البناء لهذا الشاهد، وتم القبض على مسئول الدفن وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات.
موقف آخر يحكى عنه رمضان حسن، أحد المواطنين بمدينة أسوان، قائلاً: "يقوم بعض الحفارين بحفر قبور جديدة فى الممرات والفواصل الواقعة بين القبور، بسبب زيادة أعداد القبور داخل الجبانة، وانتشارها بشكل عشوائى خلال السنوات الأخيرة، فالقبور الجديدة يحفرونها فى أى موضع فارغ داخل الجبانة"، مشيراً إلى غياب ضمير بعض الحفارين لأنهم ليسوا موظفين خاضعين لمجلس المدينة، وبالتالى يصنعون فى القبور ما بدا لهم "على حد قوله".
ولفت "حسن" إلى أن هؤلاء الحفارين أصبحوا مافيا داخل جبانة أسوان القديمة، وزعوا أدوارهم وتقاسموا أرباحهم من الناس وأهل الموتى، ونسوا أن من يتاجرون فيهم هم أصحاب الأخرة وأرواحهم فى يد خالقهم وبقيت أجسادهم بين التراب لا حول لها ولا قوة.
جمال عجاج، رئيس جمعية دفن الموتى بمدينة أسوان، أكد أن الجمعية تقدمت بالعديد من الشكاوى للمسئولين، وكان آخرها الخطاب الموجه باسم الجمعية لمحافظ أسوان اللواء مجدى حجازى، فى مارس الماضى، لمحاولة لقائه وعرض صور الانتهاك التى تقع داخل جبانة أسوان القديمة لعدد كبير من القبور.
وتابع "عجاج" الحديث، بأن هناك جريمة تُرتكب فى حق الموتى وحرمتهم، وأصبحت الجمعية عاجزة عن حماية الموتى، بعد أن تم سرقة القبور وانتهاكها، ونبش عظام الجثث ورفاتهم وتركها هؤلاء الذين لا ضمير لهم فى العراء أمام الكلاب الضالة، مضيفا أن جبانة أسوان تعانى من اكتظاظها بالموتى وعدم توافر أى أماكن لدفن جديد، مما ترتب عليه قيام الحفارين الموجودين بالجبانة بتفريغ القبور من الجثث القديمة وبيع التربة لذوى الجثث الحديثة وبأسعار باهظة بغرض الربح غير المشروع، وغير عابئين بمصير الجثث القديمة، كما أن الأمر أدى إلى تناثر عظام الجثث القديمة والتى سرقت قبورهم.
وأضاف "عجاج"، أن المقر الإدارى لجمعية دفن الموتى تم استغلاله والتعدى عليه من قبل أصحاب المحلات، وعندما حاولت الجمعية إخراجهم من داخل مقر الجمعية، استغلوا مدخل الجمعية بالكامل بمساحة 4 متر × 2 متر، ولا يستطيع أى عضو بالجمعية الدخول إليه حالياً، تحت سمع وبصر مجلس مدينة أسوان وشرطة المرافق، مطالباً محافظ أسوان بسرعة إنهاء هذه المشكلات والبحث عن حلول شرعية وقانونية تحت مظلة قرارات حاسمة وفورية تحقيقاً لمصلحة المواطنين وتنفيذاً للصالح العام.
وحث رئيس جمعية دفن الموتى بأسوان، المسئولين بالمحافظة والهيئات الوقفية والخيرية، بسرعة المبادرة لتكريم المقبورين وصيانة القبور قبل اندثارها داخل جبانة أسوان القديمة.
الدكتور إيهاب عماد، وكيل وزارة الصحة بأسوان، أكد أنه جار مراجعة حالة الجبانات داخل محافظة أسوان، بما فيها جبانة أسوان القديمة، الواقعة أمام المعهد العالى للخدمة الاجتماعية، بالتنسيق مع المحليات والجهات الأمنية لرصد أى مخلفات فيها مع إصدار القرارات الخاصة بإزالة التعديات والعشوائيات وموارد المياه العشوائية بالجبانة، موضحاً بأن هناك رقابة مشددة من أجهزة الصحة لمتابعة الجبانات من خلال الحملات التفتيشية المكبرة للتأكد من طرق الدفن وفقا للمواصفات الصحية، ولمراعاة حرمة الموتى.
محمود عليان، رئيس مدينة ومركز أسوان، قال إنه التقى رئيس جمعية دفن الموتى، فى اجتماع ناقشا خلاله صور التجاوزات فى حق الموتى والقبور بالجبانة القديمة، وأوجه التعديات والإشغالات على مقر الجمعية، وأنه سيقوم بزيارة الجبانة على أرض الواقع، بناءً على توجيهات اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، والذى أصدر قراراً بتشكيل لجنة متخصصة برئاسة رئيس مدينة أسوان، لمعاينة الجبانة والكشف عن ظواهر المخالفات، مع نقل الدفن إلى الجبانة الجديدة بعد غلق الجبانة القديمة والجبانة الفاطمية.
وفى سياق متصل، أوضح محافظ أسوان، أن مشكلة المياه الجوفية بالجبانة هى مشكلة المياه الجوفية فى أسوان عامة وسببها توقف آبار إنتاج المياه والاستغناء عنها بمدينة أسوان الفترة الماضية، بجانب توقف إنتاج آبار المياه التابعة لشركة كيما، علاوة على وجود تسرب من الأحواض السمكية ومصارف الرى غير المبطنة، فضلاً عن وجود تسرب من شبكات مياه الشرب والصرف الصحى.
وشدد محافظ أسوان، على أن المحافظة تقدمت شوطاً كبيراً فى حل مشكلة المياه الجوفية، داخل مدينة أسوان، من خلال تبنى مبادرة بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجى، لحل المشكلة لخفض المياه الجوفية بمدينة أسوان بمشاركة 6 جهات علمية، بالإضافة إلى الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، لافتاً إلى أن دراسات أكاديمية البحث العلمى توصلت إلى ضرورة إعادة تشغيل الآبار الموجودة سابقاً، بالإضافة إلى تبطين المفرخ السمكى التابع لهيئة الثروة السمكية حتى لا يصرف مياه غير نظيفة.
وأكد اللواء حجازى، أنه قرر تشكيل لجنة برئاسة السكرتير العام وعضوية هيئة الثروة السمكية ومديريتى الرى والزراعة، وشركة مياه الشرب والصرف الصحى، لمتابعة تنفيذ هذه الحلول، لخفض مستوى المياه الجوفية.