أعمالنا تعرض على الله، ولكن من المؤكد أنها تختلف من فرد لآخر، فكيف تريد أن تعرض أعمالك على المولى – عز وجل - ؟!.. أي حال تريد أن تكون عليه وقت العرض على الله – جلا وعلا -.
إذا كنت تسعى أن تسير على خطى حبيبك المصطفى – صلى الله عليه وسلم - ، وتعرف حال نبيك وقت عرض أعماله على الله – تبارك وتعالى - فإليك قوله – صلوات الله عليه وعلى اله وصحبه أجمعين - :
عن أبي هريرة –رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) – رواه الترمذي، وقال حديث حسن، ورواه مسلم بغير ذكر الصوم.
فكان رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – يحب أن تعرض أعماله على الله وهو صائم !.. فهل تحب أن تكون مثله ؟!
وعن أبي قتادة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سئل عن صوم يوم الاثنين، فقال : (ذلك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت، أو أنزل علي فيه) – رواه مسلم. المقصود بأنزل علي فيه: أول مانزل عليه – صلى الله عليه وسلم - القرآن في يوم الاثنين.
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم – يتحرى صوم الاثنين والخميس. – رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
وروى النسائي و أحمد واللفظ له عن أسامة بن زيد قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يصوم الأيام يسرد حتى يقال: لا يفطر، ويفطر الأيام حتى لا يكاد أن يصوم إلا يومين من الجمعة، إن كانا في صيامه وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلت: يا رسول الله، إنك تصوم لا تكاد أن تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما.
قال: ( إي يومين؟ ) قال: قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس، قال: ( ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) قال: قلت: ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال ( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم).
فلنعمل جاهدين الآن خلال شهري رجب وشعبان ، محاولين أن ندرب أنفسنا على الصيام في تلك الأيام المباركات.
فيوما الاثنين والخميس هما يومان يعرض فيهما عملك على الله رب العالمين.. فهل تحرص على أن تكون من قوافل الصائمين التي تعرض أعمالهم وهم صائمون.. فإذا كنت من هؤلاء فهنيئا لك بإحياءك سنة من سنن سيد الخلق سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - .
معاً لإحياء سنة نبينا – صلى الله عليه وسلم - .. وللحديث بقية ..