أعلن بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه مستعد لبدء محادثات سلام مباشرة مع الفلسطينيين الاسبوع المقبل أو حتي قبل ذلك, متوقعا أنه لو قبل محمود عباس الجلوس معه في محادثات مباشرة, فيمكن الوصول إلي اتفاق خلال عام واحد.
وأكد ـ في حوار مع المئات من خبراء مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في نيويورك أمس الأول ـ أنه لن يقوم بتمديد قرار التعليق المؤقت لبناء المساكن في مستوطنات الضفة الغربية الذي ينتهي في شهر سبتمبر المقبل.أعتقد أنني قد فعلت ما يكفي.
وواصل نيتانياهو لهجته المتفائلة التي طغت علي اجتماعه بالرئيس الأمريكي باراك اوباما في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي وقال أعتقد أنه ينبغي لنا أن نغتنم هذه اللحظة, إنها لحظة صعبة ومهمة, عندما تكون لدينا القدرة علي تحقيق السلام مؤكدا أنه سوف يدحض دعاوي المشككين والمنتقدين ويصنع السلام مع الفلسطينيين وقال إن إسرائيل بحاجة الي شريك دون أن يؤكد ما إذا كان يري في محمود عباس هذا الشريك من عدمه.
و قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لو كان الأمر يتوقف عليه لكان من الممكن التوصل إلي اتفاق مع الفلسطينيين في غضون سنة, مبينا انه قد حان الوقت لوقف وضع شروط لاستئناف المفاوضات المباشرة.
واضاف أن هناك تطابقا في الآراء بينه وبين الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول ضرورة دفع المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية إلي الأمام في أقرب وقت ممكن حسب مبدأ( دولتين لشعبين).
واعترف نيتانياهو بأن الشكوك حول جدوي المحادثات لها ما يبررها بالنظر إلي السجل السلبي لهذه المفاوضات في السابق وعدم استقرار قيادته لائتلاف حكومي هش تهيمن عليه الاحزاب المؤيدة للاستيطان في الأراضي العربية, لكنه تعهد بأنه مستعد لتحمل ما سماه المخاطر السياسية لتحقيق السلام.
في الوقت نفسه, أدلي أوباما بأول حديث للتليفزيون الإسرائيلي, قال ـ خلاله ـ انه يعتقد أن نيتانياهو في وضع جيد للتوصل الي اتفاق سلام مع الفلسطينيين معربا عن أمله في التوصل الي اتفاق في فترة ولايته الرئاسية رغم كل الصعوبات.
وقال الرئيس الامريكي إن هناك أملا في تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين, غير ان ذلك لا يجعله متفائلا بشكل اعمي. ودعا الرئيس أوباما اسرائيل الي اغتنام الفرصة الحالية لتحقيق السلام معربا عن اعتقاده بانه لن تكون هناك فرصة افضل في المستقبل. ووصف الرئيس الامريكي لقاءه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي في واشنطن قبل ثلاثة أيام بالممتاز.
وأكد أوباما ـ مجددا ـ التزامه بأمن إسرائيل وقال, ردا علي سؤال حول قلق الكثير من الاسرائيليين من عدم دعمه الكافي لاسرائيل بالقول إن بعض هذه الشكوك قد يكون لمجرد حقيقة أن اسمه الأوسط هو حسين ومساعيه للتقرب من العالم الإسلامي التي ربما تكون عاملا اخرا, موضحا أن من المفارقات أن رئيس فريق العاملين في البيت الأبيض أسمه رام ايمانويل إسرائيل وأن كبير مستشاريه السياسيين ينحدر من عائلة ناجية من المحرقة النازية. وفي محاولة لمزيد من التقارب من الشعب الإسرائيلي, قال أوباما ان قربه من الجالية اليهودية الأمريكية ربما هو ما دفع به الي مقعد مجلس الشيوخ الأمريكي.
كما تطرق أوباما بشكل مباشر لمخاوف الإسرائيليين من تقديم تنازلات للفلسطينيين وأشار إلي الهجمات الصاروخية التي تلت الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وجنوب لبنان وفشل محاولات التفاوض حول اتفاق سلام في الماضي. ووصف الشكوك والمخاوف الاسرائيلية بأنها مشروعة, لكنه جادل بأنه لابد من التغلب عليها وحذر من أن نافذة الفرصة الحالية لتحقيق السلام ضيقة إلي حد ما.
وفي القدس المحتلة, قال يولي أدليشطاين وزير الاعلام ومسئول الملفات الخارجية الإسرائيلي انه يجب عدم ربط تمديد سريان مفعول قرار تجميد أعمال البناء في مستوطنات الضفة باستئناف المفاوضات بين الجانبين.
ومن جانبه, دعا الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية أمس المجتمع الدولي إلي تطبيق القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال عريقات- في بيان بمناسبة الذكري السادسة لرأي محكمة العدل الدولية حول عدم شرعية الجدار الفاصل الذي أقدمت إسرائيل علي بنائه علي الأراضي الفلسطينية ـ قبل ستة أعوام( في التاسع من يوليو) أكدت محكمة العدل الدولية أنه لا يمكن لإسرائيل, بصفتها القوة المحتلة, هضم حقوق الشعب الفلسطيني في سبيل تحقيق أهدافها.
وكان قرار المحكمة دعا إسرائيل إلي إزالة الجدار وتعويض الفلسطينيين المتضررين منه.
وأضاف عريقات نحن نشهد استعمارا في القرن الحادي والعشرين بوجود مشروع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة, حيث إن وجود الجدار ما هو إلا واحد من أبشع مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان كونه يفصل المزارع عن أرضه, ويمنع الأطفال من الوصول إلي مدارسهم, ويقطع أوصال العائلات بعضها عن بعض.
وذكر ان( الجدار) تسلط علي الأراضي تحت غطاء الأمن ويهدف بتوسع المستعمرات-غير القانونية-المقامة في الضفة الغربية والقدس(..) ببساطة فان الجدار جزء من نظام مصمم علي الاتجاه نحو الفصل العنصري.
ودعا عريقات المجتمع الدولي لتحمل مسئوليته وفق القانون الدولي واحترام التزاماتهم كما هو منصوص عليه بقرار محكمة العدل الدولية مشروع الاستيطان بشكل عام, والجدار بشكل خاص, يهدمان حياة الشعب الفلسطيني والآمال لحل الدولتين.
واضاف عريقات هذا ولتحقيق تغيير حقيقي يذكر, يتوجب علي الدول الملتزمة بالقانون الدولي الالتزام بواجباتها, وذلك بالتحقق من عدم مشاركة أفرادها أو مؤسساتها في المساهمة في دعم مشروع الاستيطان الإسرائيلي.
وعلي صعيد آخر, كشفت مصادر أردنية عاملة في قافلة الأنصار1 عن أن العدد النهائي للمشاركين في القافلة المتوقع أن تنطلق إلي قطاع غزة ما بين12 ـ15 من الشهر الحالي قارب علي الاكتمال.
وقالت المصادر نفسها إنه تم تحديد عدد المشاركين بنحو200 شخصية لأسباب حددتها المصادر باللوجستية, مشيرة إلي أن القائمة ستضم شخصيات نيابية ونقابية وحزبية بالإضافة إلي عدد كبير من الأسماء المعروفة علي الصعيدين الوطني والحكومي.
وأشارت معلومات أخري إلي أن مجلس النقباء الأردنيين يجري اتصالات حاليا مع السفير المصري في عمان عمرو أبو العطا لترتيب عقد لقاء معه قبل مسير القافلة, كما يجري مجلس النقباء اتصالات مع كافة الجهات الرسمية.
وأكدت المصادر أن القافلة قررت تسليم كل وسائل النقل المرافقة للقافلة لأهالي غزة كهدية رمزية من الشعب الأردني إلي أهل القطاع المحاصر.
وعن المبالغ التي تم جمعها حتي الآن, أشارت المصادر إلي أنها كافية وما زالت التبرعات تتدفق علي مجمع النقابات الأردنية بالعاصمة الأردنية عمان بشكل يومي.
يذكر أن قافلة الأنصار1 البرية هي تتمة للجهود المتواصلة التي تبذلها لجنة شريان الحياة النقابية, وبدأ التجهيز لها بعد الاعتداء الآثم علي أسطول الحرية.