شهدت مدينة بنغازى أمس، مظاهرات مؤيدة لما أطلق عليه عملية "الكرامة" ودعما للجيش والشرطة، وأخرى منددة بما سماه الداعون لها بـ"الانقلاب"الذى يقوده اللواء حفتر، ورافضة لجعل المدينة ساحة للمعارك.

ودعا نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعى فى ليبيا لمظاهرات ومسيرات مؤيدة ومناوئة لعملية الكرامة، حيث خرجت دعوات للتظاهر تنديدا بأعمال العنف التى شهدتها العاصمة ودعماً للانتقال السلمى للسلطة ورفضاً للانقلابات، ولجعل المدينة ساحة للمعارك.

فى المقابل، خرجت دعوات أخرى فى ميدان القادسية للتظاهر، تأييدا للتحرك العسكرى الذى قاده اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد ما يصفه بـ"الإرهاب والتطرف".

فى غضون ذلك، وجه اللواء الليبى المتقاعد خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية فى الجيش الليبي، التحية لمصر ولجيشها ورئيسها المقبل، موضحا أن المشير عبد الفتاح السيسى هو الذى فتح الباب للتغيير فى المنطقة، وقال حفتر إن مصر لها مكانة خاصة فى قلوب الشعب الليبي.

وأضاف حفتر ـ فى تصريحات لإحدى القنوات الفضائية ـ أن الإخوان المسلمين السبب فى الاضطرابات التى حدثت فى عدد من الدول العربية. وأعرب عن رغبته فى أن تتحد الدول العربية لمواجهة الإخوان الذين وصفهم بالآفة الجديدة.

وأشار إلى أن الجيش الوطنى الليبى استعد بكل ما أوتى من قوة لمواجهة المتطرفين فى ليبيا.

وعلى الصعيد السياسى الليبي، قال حفتر إن الفترة القريبة المقبلة ستشهد تشكيل مجلس رئاسي، ورئيس وزراء مؤقت لفترة من6 إلي9 أشهر، والتى سيتم خلالها انتخاب برلمان جديد يتسلم السلطة فى ليبيا.

ولم يستبعد حفتر مشاركة الإسلام السياسى "المعتدل" فى الحياة السياسية فى ليبيا، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطنى الليبى الحاكم فى ليبيا موقوف منذ الرابع عشر من فبراير الماضي، بالتالى يفتقد الشرعية والصلاحية لإدارة البلاد.

وقال حفتر إن قوة الجيش الوطنى الليبى تكمن فى عون الله، والشعب الليبى الذى يمتلك الإصرار على مواجهة التطرف، ومنح التفويض للجيش الوطنى الليبى لمواجهة هذا التطرف، وحدد حفتر فترة 3 أشهر للانتهاء من "عملية الكرامة" لتطهير ليبيا من المتطرفين، ونفى تلقى الجيش الوطنى الليبى أى دعم خارجي.

ومن جانبها ، أكدت الحكومة الليبية المؤقتة أن خروج عشرات الآلاف من المواطنين طلباً لتفعيل مؤسستى الجيش و الشرطة يحتم على الجميع الامتثال لمطالبهم.

وشدد عبد الله الثني، رئيس الحكومة ـ فى مؤتمر صحفى فى وقت متأخر من ليلة أول أمس ـ على استمرار حكومته بكل عزم و قوة فى بناء مؤسستى الجيش و الشرطة و العمل على استيعاب كافة أفراد التشكيلات المُسلحة، مشيرا إلى موقفها الثابت فى مكافحة الإرهاب من أى جهة كانت ورفض استغلال محاربته لتحقيق مآرب شخصية و سياسية من قبل بعض الجهات. وقال الثني، إن الأعداد الكبيرة التى نزلت، مساء الجمعة، فى الميادين والساحات فى مختلف مدن ليبيا يجب أن تجعل الجميع يشعر بالفخر والإعتزاز، وبالتالى يتحتم الإستجابة لمطالب الشعب، الذى يمثل الشرعية والممثلة فى بناء مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش والشرطة ومواجهة الإرهاب.

وأكد موقف الحكومة الثابت فى مكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومن أى جهة كانت"، مشيرا إلى رفض الحكومة استغلال محاربة هذه الظاهرة لتحقيق مآرب شخصية أو سياسية، ومؤكداً أن الحكومة هى أول من تحدث عن الإرهاب.

وعلى الصعيد الأمني، استهدف مجهولون منطقة صلاح الدين فى العاصمة الليبية (طرابلس) بقذائف "جراد"، دون أن يسفر الانفجار عن خسائر بشرية أو إصابات.

وأكد مصدر أمنى رفيع المستوي، فى تصريح لـ "بوابة الوسط" الليبية، أن الصواريخ سقطت فى ساحة مزروعة بالأشجار داخل مركز تدريب الشرطة، مما أدى إلى اندلاع حريق وتصاعد ألسنة اللهب.

وفى غضون ذلك، أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، أنها مع تحقيق أهداف "ثورة 17 فبراير" والتزامها بالشرعية فى ليبيا الجديدة، واستهجانها للأعمال الإرهابية التى تستهدف منتسبى الجيش وغيرهم من المواطنين، ودعمها للثوار الحقيقيين الذين يعملون لصالح الوطن وتحقيق إرادة الشعب.