توالت ردود الأفعال المتفاوتة بشأن اللقاء الذي عقد في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو‏,‏ إلا أن إشارات وتصريحات عديدة تسربت من اللقاء كشفت عمق وحميمية العلاقات بين واشنطن وتل أبيب .‏

وقد ذكر بيان عن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي قدم لرئيس الوزراء الإسرائيلي ضمانات بأن الولايات المتحدة ستعارض جهود‏(‏ الاستفراد‏)‏ بإسرائيل في مؤتمر الأمم المتحدة لشرق أوسط خال من السلاح النووي المقرر عقده في‏2012.‏

وأكد البيان أن أوباما حرص علي الإشارة الي أن المؤتمر يمكن فقط أن يعقد اذا ما شعرت كل الدول بأنها واثقة من المشاركة فيه‏,‏ وحذر من أن أية محاولة للاستفراد بإسرائيل ستجعل آفاق عقد مثل هذا المؤتمر غير مرجحة‏.‏

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات‏,‏ إن السلطة الوطنية الفلسطينية ترحب بالمفاوضات المباشرة لكنه قال إن المسئولية تقع علي نيتانياهو من حيث ضرورة وقف بناء المستوطنات وبدء المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها عام‏2008.‏

وفي المقابل‏,‏ صرح وزير الخارجية الإسرائيلية أفيجدور ليبرمان‏,‏ بأن قضية البناء في الضفة الغربية لم تكن في صلب المحادثات بين أوباما ونيتانياهو‏,‏ وأكد أنه لم يتم تقديم أي وعود في هذا الشأن‏.‏

وأكد ليبرمان أهمية الانتقال الي المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين‏,‏ لكنه قال إنه لايمكن الاستمرار في تجميد أعمال البناء في المستوطنات‏,‏ مشيرا الي أن إسرائيل تعهدت في الماضي بعدم تغيير الواقع الديمجرافي في الضفة وعدم اقامة مدن جديدة فيها‏.‏

وعبرت مصادر إسرائيلية من المرافقين لنيتانياهو في واشنطن‏,‏ عن الرضا الإسرائيلي بشأن تصريحات أوباما فيما يتصل بالضبابية النووية الإسرائيلية‏,‏ علي حد قولهم‏.‏

وقالت المصادر إن تصريحات أوباما بشأن هذه الضبابية لم يصرح بمثلها أي رئيس أمريكي من قبل‏,‏ حيث نقل عن أوباما قوله إننا نعتقد أنه في ضوء عظمة إسرائيل وتاريخها والمنطقة التي تقع فيها‏,‏ والتهديدات الموجهة إليها‏,‏ فإن لها احتياجات أمنية خاصة ويجب أن تكون لديها القدرة علي الرد علي أي تهديد أو عدة تهديدات في المنطقة‏.‏

وكانت إدارة المراسم في البيت الأبيض قد قامت بتعديل جدول الزيارة وأخذ لقطات للرئيس الأمريكي وضيفه الإسرائيلي في حديقة البيت الأبيض‏,‏ في إشارة الي تلطيف الأجواء ولتأكيد متانة العلاقات في المرحلة الحالية‏,‏ وفي السياق نفسه جاءت المصافحة الحارة أمام عدسات المصورين‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ نقلت صحيفة‏(‏ نيويورك تايمز‏)‏ الأمريكية أمس‏,‏ عن الرئيس أوباما قوله إنه يتوقع أن تبدأ المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل انتهاء التجميد المؤقت للبناء الاستيطاني في نهاية شهر سبتمبر المقبل‏,‏ مؤكدا أن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو تعهد باتخاذ خطوات ملموسة في الأسابيع المقبلة لتحريك المحادثات مع الفلسطينيين‏.‏

وقالت الصحيفة ـ في تقرير أوردته في موقعها علي شبكة الإنترنت ـ إن تصريحات أوباما التي أدلي بها بعد جلسة مباشرة مع نيتانياهو استغرقت‏79‏ دقيقة في المكتب البيضاوي أمس الأول‏,‏ تعتبر الأولي التي يوضح فيها جليا جدولا زمنيا لمفاوضات السلام‏,‏ وعكست أيضا تحولا ملموسا في توجه الادارة لعلاقة شابها التوتر بعد فترة وجيزة من تولي أوباما منصبه‏.‏

وذكرت الصحيفة ـ نقلا عن معاونين للزعيمين ـ قولهم برغم أن الاجتماع شابه التكلف‏,‏ إلا أنه كان ايجابيا بشدة مع تطرق أوباما ونيتانياهو لمجموعة واسعة من الموضوعات الشائكة تشمل طموحات إيران النووية وبرنامج اسرائيل غير المعلن الخاص بالأسلحة النووية وكذلك عملية السلام‏.‏