أربعة أيام تفصل العراق عن الانتخابات التشريعية، حيث تشهد البلاد الأربعاء المقبل أول انتخابات تشريعية منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011.

 

تخوفات تحيط بتلك الانتخابات، حيث يتخوف البعض من استهداف التجمعات الانتخابية، خاصة بعد مقتل 28 شخصًا وإصابة آخرين في ثلاثة تفجيرات ضربت تجمعًا انتخابيًا تابعًا لما يعرف بميليشيا عصائب أهل الحق شرقي بغداد أمس الجمعة.

 

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، في بيان، مسؤوليته عن التفجيرات، مؤكدا أنها ردا على ما تقوم به الميليشيات الصفوية في العراق والشام من قتل وتعذيب وتهجير لأهل السنة.

 

570 قتيلا بإبريل

 

ويشهد العراق سلسلة من التفجيرات التي تعكس أعمال العنف اليومية، حيث إنه في شهر إبريل فقط قتل 570 شخصاً، وذلك وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية.

 

"مصر العربية" تعرض بعضًا من أعمال العنف التي شهدها العراق خلال شهر إبريل، حيث بخلاف الواقعة المذكورة، قتل وأصيب أيضا، 18 شخصاً مساء أمس الجمعة في انفجار ثلاث سيارات مفخخة قرب نادي الصناعة شرقي العاصمة بغداد.

 

ففي مدينة كركوك، ذكرت الشرطة العراقية، أن قاضيًا عراقياً أصيب في محاولة اغتيال، إذ قام مسلحون بمهاجمة منزله غربي المدينة، الواقعة على بعد 250 كيلو متراً شمالي بغداد.

 

وطالت التفجيرات الانتحارية أيضا، أشهر مقهى في حي الكرادة شرق بغداد، وعادةً ما يتجه إليه الفنانون والإعلاميون والرياضيون، وطبقاً لما أعلنه مصدر في وزارة الداخلية العراقية، فإن حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف مقهى إرخيته الإثنين الماضي، بلغت 6 قتلى و18 جريحاً.

 

وفي هذا السياق، كشف الإعلامي والشاعر حميد قاسم، أن هذا المقهى كان يشهد التحضيرات الخاصة بالمظاهرات التي وقعت في العراق خلال عامي 2011 و2012 ضد الحكومة، ودعت إلى الإصلاح والتغيير، مشيراً إلى أنه من بين أشهر من كان يجلس في هذا المقهى ويخطط للمظاهرات الفنان هادي المهدي، الذي قتل من قبل جهة غامضة عام 2012، قبل إحدى المظاهرات المهمة بيومين.

 

فشل أمني

 

وفشلت قوات الأمن التي يبلغ تعدادها نحو 800 ألف عنصر، في الحد من قتل المدنيين، وسط تجاهل حكومي تام، أقله في الإعلام، للأحداث اليومية الدامية، التي باتت تطال كل أوجه حياة العراقيين، مما يعطي تخوف بالعزوف عن الانتخابات المقبلة.

 

وتأتي هذه التطورات قبل أربعة أيام من الانتخابات التشريعية التي ستمثل اختبارًا كبيرًا لقوى الأمن، إذ يتوجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع يوم 30 أبريل الجاري في أول انتخابات تشريعية.

 

الانتخابات بموعدها

 

ما يحدث لم يدفع الحكومة إلى تأجيل الانتخابات، بل أكد عامر الخزاعي مستشار رئيس الوزراء العراقي، أن جميع الكتل السياسية اتفقت على إجراء الانتخابات بموعدها المقرر دون تأجيل، وفق الجزيرة.

 

ومن جانبه قال رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق مقداد الشريفي، إن عدد العراقيين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات البرلمانية يبلغ 21 مليونا و694 ألفا و62 عراقيا مدنيين وعسكريين والمهجرين المسجلين.

 

ويتنافس نحو 9032 مرشحا منهم 2607 من النساء، لشغل مقاعد مجلس النواب البالغة 328 مقعدا، وبلغ عدد مراكز الاقتراع العام 8075 مركزا يضم 48852 محطة اقتراع، أما مراكز اقتراع التصويت الخاص - التي يصوت بها العسكريون - فقد بلغت 532 مركزا يضم 2557 محطة اقتراع.

 

وبلغ عدد وكلاء الكيانات السياسية المعتمدين أكثر من 100 ألف وكيل كيان سياسي، أما المراقبون الدوليون فبلغ عددهم المعتمد 1249 مراقبا، فيما بلغ عدد المراقبين المحليين الذي اعتمدتهم المفوضية 37509 أشخاص، فيما بلغ عدد الإعلاميين الدوليين 278 إعلاميا دوليا، أما الإعلاميون المحليون فقد بلغ عددهم 1915 إعلاميا.