تتواصل عملية عناصر داعش للضغط على الحكومة العراقية من خلال استغلال سيطرتها على «سدة الفلوجة» واستخدام مياه نهر الفرات ضدها.
وأعلنت محافظة بغداد أمس غرق أكثر من 41 مدرسة في قضاء أبو غريب، غرب العاصمة، بسبب الفيضانات التي تسبب بها غلق «سدة الفلوجة» من قبل مسلحي «داعش»، في وقت كشف فيه عضو البرلمان العراقي عن كتلة «متحدون» حميد كسار الزوبعي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «خطر الفيضانات بات يهدد أكثر من 70 ألف ناخب بعدم قدرتهم على الوصول إلى صناديق الاقتراع بسبب الفيضانات».
وقال محافظ بغداد علي التميمي، في بيان له أمس، إن «أكثر من 41 مدرسة غمرتها مياه الفيضانات فضلا عن تفجير البعض الآخر من قبل الإرهاب».
وأضاف التميمي أنه «تم الإيعاز بإرسال 500 خيمة لإخلاء العائلات النازحة، وكذلك إرسال أنابيب من أجل تصريف مياه الفيضان»، مشيرًا إلى أنه «تم إجراء اتصالات عديدة مع وزير التربية، وطالبناه بتهيئة أماكن بديلة لضمان تأدية الطلبة لامتحاناتهم، في الوقت الذي تشهد فيه بعض المدن والقرى في القضاء نزوح عدد كبير من عوائلها إلى مناطق أخرى».
وأوضح التميمي أن المحافظة على تواصل مستمر مع قائمقامية أبو غريب، وتنسق مع وزارة الموارد المائية ووزارة البلديات من أجل بذل الجهود لحل الأزمة في تلك المناطق، فضلاً عن مخاطبة وزارة الصحة لإرسال فرق طبية جوالة من أجل معالجة المصابين وتقديم الخدمات الصحية.
من جهته، حمل عضو البرلمان العراقي حميد كسار الزوبعي، الذي ينتمي إلى قضاء أبو غريب، الحكومة العراقية مسؤولية ما يجري في هذه المناطق اليوم كجزء مما تعتبره حربها على الإرهاب.
وأضاف الزوبعي أن الحرب في الأنبار لا يمكن أن تكون ذريعة لكي يغرق الناس هنا ويعطشوا هناك ويحصل نزوح غير مبرر، فضلا عن حرمان عشرات آلاف الناس من الانتخابات لأن الحروب تتطلب وضع خطط واتخاذ احتياطات ووضع بدائل وهو ما لا يحصل على الإطلاق.
وأشار الزوبعي إلى اننا كلنا ضد الإرهاب، ومع أي جهد عسكري ضدها، علما بأننا أبناء المناطق الغربية من البلاد أكثر من عانوا من الإرهاب وأكثر من قاتلناه، وبالتالي فإنه كان يتعين على الحكومة وعلى قادتها العسكريين دراسة كل الظروف والأوضاع المحيطة بمسار الحرب، ومن أهمها حماية المنشآت الحيوية مثل السدود والمستشفيات والمدارس، وهو ما لا يحصل، بل الذي حصل هو العكس، فالسدود يتحكم بها المسلحون، والمستشفيات قصفت بالمدافع على رؤوس المرضى، والمدارس غرقت تمامًا.
وعلى جانب آخر أجلت السلطات العراقية أكثر من ألفي عائلة من المناطق التابعة لقضاء أبو غريب ذات الغالبية السنية بعد أن اجتاحت مياه نهر الفرات المتدفقة من سدة الفلوجة منازلهم وأراضيهم الزراعية.
وقال الأمين العام المساعد لجمعة الهلال الأحمر العراقية "محمد الخزاعي" إن "فرق جمعية الهلال الأحمر العراقي تدخلت في عملية إجلاء أهالي المناطق المنكوبة جراء الفيضانات في منطقة أبو غريب وقامت بأجلاء أكثر من ألفي عائلة حتى الآن.
وأضاف "الخزاعي" ،"لازلنا مستمرين في تقديم المساعدات لهذه العوائل المتمثلة بنصب الخيم السكن الوقتية وتقديم المساعدات الغذائية على شكل وجبات يومية".
وأوضح "الخزاعي" أنه "لا توجد مساحات في منطقة أبو غريب لنصب الخيم بسبب غرق نسبة كبيرة من المساحات في المنطقة فضلا عن غرق 40 مدرسة لغاية".
ولفت "الخزاعي" إلى أنه "تم وضع خطة وجهزنا كوادرنا للتهيئة في حال حصول اي اتسعت الكارثة"، مؤكدا أن "هناك زخمًا كبيرًا من قبل العوائل النازحة".
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، أمس الخميس، نزوح أكثر من 1700 عائلة من قضاء أبو غريب، غربي بغداد، بسبب الفيضانات جراء الاطلاقات المائية غير المنتظمة لسدة الفلوجة.
واجتاحت المياه قرى قضاء أبو غريب بعد سيطرة عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" منتصف الشهر الجاري على سدة الفلوجة.
ولاتزال سدة الفلوجة تخضع تحت سيطرة عناصر "داعش" بعد أن تعمد التنظيم إطلاق كميات كبيرة من المياه غير مسيطر عليها منعا لغرق مدينة الفلوجة بعد أيام على إغلاق السدة بالكامل.
وتحاصر قوات من الجيش العراقي مدعومة بدبابات ومدرعات عسكرية مدينة الفلوجة منذ نحو ثلاثة أشهر بعد أن أحكم عناصر "داعش" سيطرتهم على أحياء المدينة وطردوا عناصر الشرطة المحلية واستولوا على العجلات والأسلحة والذخيرة.