هددت إسرائيل باستخدام جميع الوسائل اللازمة لوقف سفن المساعدات التي ستتوجه من لبنان إلي قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليها بزعم أنها مرتبطة بحزب الله‏.‏

كما طالبت الحكومة اللبنانية بمنع تلك السفن من التوجه إلي القطاع‏، وفي رسالة بعثت بها مندوبة إسرائيل لدي الأمم المتحدة جابرييلا شاليف إلي كل من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ومجلس الأمن الدولي‏,‏ قالت شاليف إن القائمين علي رحلة السفن مرتبطون بحزب الله كما يبدو ولا يمكن استبعاد قيامهم بتهريب عناصر إرهابية ووسائل قتالية في السفن رغم قولهم إنهم ينوون نقل مساعدات إلي قطاع غزة‏.‏ وأوضحت أن إسرائيل تشك في الهدف الحقيقي لهذه القافلة وأن المنظمين قالوا إنهم يريدون أن يصبحوا شهداء وأن هناك صلة محتملة بحزب الله الذي دعا زعيمه حسن نصر الله اللبنانيين إلي المشاركة في مثل هذه القافلة‏.‏

وأشارت شاليف إلي وجود آليات ملائمة لإرسال المساعدات الانسانية إلي القطاع‏.‏ كما انها دعت الحكومة اللبنانية إلي اظهار المسئولية ومنع السفن من المغادرة إلي قطاع غزة‏.‏

وكان منظمو الرحلة قد صرحوا أمس الأول بأنهم يرفضون نقل المساعدات عبر معبر رفح البري لأنهم لا يعترفون بإسرائيل وأنه لا علاقة لهم بحزب الله الذي أعلن بدوره انه لا علاقة له بإرسال السفن إلي غزة تجنبا لإعطاء إسرائيل ذريعة ـ كما قال ـ لمهاجمة السفن‏.‏

وأضاف بيان للحزب أنه قرر منذ البداية البقاء بعيدا عن هذا التحرك الانساني لحرصه علي عدم إعطاء إسرائيل ذريعة للاعتداء علي المشاركين في القافلة‏.‏

وتحضر مجموعة من نحو‏50‏ امرأة‏,‏ بينهن نحو‏30‏ لبنانية للتوجه من لبنان إلي غزة علي متن سفينة محملة بالمساعدات الإنسانية أطلق عليها اسم مريم‏,‏ من دون أن يعلن عن موعد إبحارها‏.‏

وقد حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الخميس الماضي لبنان من أنه سيكون مسئولا عن أي سفينة تبحر من مرافئه باتجاه قطاع غزة‏,‏ بينما حذر مسئول إسرائيلي كبير الثلاثاء الماضي من أن بلاده ستحمل لبنان المسئولية كاملة في حال كان حزب الله علي علاقة بسفينة المساعدات التي تنوي كسر الحصار‏.‏ وكانت إسرائيل قد أغلقت أمس الأول جميع المعابر التجارية مع قطاع غزة‏.‏

ومن جانبه‏,‏ حث بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إسرائيل أمس الأول علي الموافقة علي تشكيل لجنة دولية تضم ممثلي تركيا وإسرائيل للتحقيق في أحداث قافلة أسطول الحرية معربا عن اعتقاده بأن لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها إسرائيل تفتقد للثقل المناسب ولن تحظي بمصداقية دولية‏.‏ كما دعا إسرائيل إلي اتخاذ المزيد من الاجراءات لتخفيف الطوق المفروض علي قطاع غزة وتلبية إحتياجات سكان غزة بشكل حقيقي‏.‏

وأوضح بان كي مون أنه رغم أن إسرائيل أعطت اثنين من الأجانب وضع مراقب في اللجنة‏,‏ إلا أن معظم الدول التي أجري معها مشاورات في هذا الصدد إتفقت علي أن ذلك لا يكفي للدلالة علي مصداقية دولية‏.‏

وعلي صعيد الاعتداءات الإسرائيلية‏,‏ أصيب ثلاثة عمال فلسطينيين بجروح في قصف مدفعي علي شمال بيت حانون شمال قطاع غزة أمس‏.‏

وعقب مباحثات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي إلي الشرق الأوسط في رام الله امس الأول‏,‏ قال صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية إن الحصار الإسرائيلي لغزة هو عقاب جماعي‏.‏

وطالب عريقات واشنطن والمجتمع الدولي ببذل كل جهد ممكن من أجل إيصال بضائع قطاع غزة إلي الضفة الغربية والعكس‏.‏

علي صعيد آخر‏,‏ أعلنت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أمس الأول عن تخصيص مساعدات إضافية بقيمة‏60‏ مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين‏(‏ الأونروا‏)‏ التابعة للأمم المتحدة‏.‏ وتأتي المنحة الأمريكية الذي تم الاعلان عنها بمناسبة اليوم العالمي للاجئين في العشرين من يونيو لتضاف إلي‏95‏ مليون دولار وعدت الولايات المتحدة بتقديمها في مطلع العام الجاري‏.‏

من جهته‏,‏ أعلن إريك شوارتز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الهجرة عن قلقه الشديد جراء مشاكل التمويل الكبيرة التي تعاني منها الوكالة‏.‏