أكد أحد القادة البارزين لجماعة «أكناف بيت المقدس» الفلسطينية أن جماعته ، التى تعتنق فكر تنظيم القاعدة ، لديها حاليا عدة آلاف من المقاتلين المسلحين فى قطاع غزة ، مما يشكل تهديدا هائلا سواء بالنسبة لإسرائيل أو حركة حماس التى تحكم القطاع.

ووصف أبو بكر الأنصارى المتحدث السابق باسم «أكناف بيت المقدس» ، فى مقابلة مع وكالة «أسوشييتدبرس» الأمريكية للأنباء ، جماعته بأنها أكبر وأكثر تنظيما مما كان يعتقد ، حيث يقاتل العشرات من عناصرها حاليا فى سوريا ، وأعلن مسئوليتها عن قتل ناشط إيطالى متعاطف مع القضية الفلسطينية قبل 3 سنوات.

وأوضح الأنصارى أن الجماعات السلفية فى قطاع غزة اتفقت مع حركة حماس على الالتزام بالهدنة مع إسرائيل فى الوقت الراهن ، لكنها مستعدة للقتال فى أى وقت.

وأضاف «لدينا اتفاق مع حماس بالالتزام بالهدنة طالما تلتزم بها إسرائيل ، لكن فى حالة انتهاكها لها ، سنطلق صواريخنا بدون أى تشاور مع حماس».

ووافق أبو بكر الأنصارى على إجراء المقابلة بعد طلبات متكررة من وكالة أسوشييتدبرس ، لكنه اشترط استخدام اسمه الحركى خشية نشر اسمه الحقيقى ، مما يوقعه فى متاعب مع حماس وإسرائيل.

وأجريت المقابلة فى 5 مارس الحالى بمخيم الشاطيء للاجئين فى شارع تغرقه مياه الصرف الصحى ، بينما كان أبو بكر يرتدى ملابس عسكرية ويحمل مسدسا ، وكانت له لحية سوداء طويلة بدون شارب.

وأشار الأنصارى إلى أنه نجا من ثلاث محاولات اغتيال إسرائيلية ، وأنه معروف فى أوساط الصحفيين فى قطاع غزة.

وقال إنه كان عضوا فى الجناح المتشدد لحماس ، قبل أن ينشق عنها بعد موافقة الحركة على المشاركة فى الانتخابات البرلمانية عام 2006.

وأضاف أنه تم اعتقاله من قبل سلطات حماس بتهمة تشكيل جماعات إرهابية والإضرار بالمصالح الوطنية بإطلاقه صواريخ على إسرائيل خلال فترة الهدنة ، ومهاجمة محال الكوافير والمتاجر الأخرى.

وأشار إلى أنه قضى ثلاث سنوات فى السجن وتعرض للضرب والحبس الانفرادى من قبل حماس.

وأكد الأنصارى أن جماعته ، المعروفة أيضا باسم «جلجلت» تلتزم بهدنة صعبة مع حماس ، مشيرا إلى أنه منذ نهاية عام 2012 شكلت الجماعات السلفية تحالفا واسعا ، وقال «نحن ست جماعات ، ولدينا آلاف المقاتلين ربما أربعة آلاف».

وأشار الأنصارى إلى أنه وفقا لهدنة محلية أوقف السلفيون الهجمات على المقاهى ومحال الكوافير والإنترنت، بعد تقديم حماس تعهدات بعدم السماح بتناول الكحوليات أو اختلاط الجنسين فى هذه الأماكن، قائلا «إذا توقفت حماس عن منع الشرور فى هذه الأماكن ، فسوف نعود».

وأكد أن جماعته كانت وراء مقتل فيتوريو أريجونى الناشط الإيطالى المؤيد للفلسطينيين فى قطاع غزة عام 2011 . وذكر الأنصارى أن جماعته أوقفت هجماتها ضد المسيحيين طالما يلتزمون بالقواعد وهى عدم إظهار رموزهم الدينية بشكل علنى ، وتناول لحم الخنزير والكحوليات فى الأماكن الخاصة فقط.

وتعليقا على هذه المعلومات ، أكد متحدث باسم حماس ، رفض الكشف عن هويته بسبب عدم التصريح له بمناقشة القضية مع الصحفيين ، وجود هدنة مع الجماعات السلفية ، لكنه شدد على أن عددهم أقل بكثير مما زعم الأنصارى وربما يقدرون بالعشرات على أقصى تقدير.

وقال محمد حجازى الخبير فى الجماعات السلفية ومقره فى غزة إن عددهم زاد خلال السنوات الأخيرة بسبب تدفق الأموال من دول الخليج المعارضة للأسد ، وأن هذه الأموال مخصصة لجلب مقاتلين إلى سوريا.وأضاف أن الجهاديين فى غزة لا يتمتعون بشعبية ، بل إنهم جماعة نخبة أكثر وتجذب المقاتلين.

من جانبه قال أفيف أوريج الخبير الإسرائيلى المتخصص فى شئون القاعدة والقائد السابق لوحدة بالجيش لتعقب عناصر التنظيم إن السلفيين فى قطاع غزة يتعاونون مع نظرائهم فى سيناء ، وأن عددهم يقدر بنحو ألف مقاتل ، مشيرا إلى أن حماس سالمت السلفيين إلى حد ما وغضت النظر عن هجماتهم التى يشنونها على إسرائيل انطلاقا من مصر ، واعتبر أن التهديد الرئيسى لهذه الجماعات بالنسبة لحماس وإسرائيل أنها قد تربك الوضع الراهن. ويعطى التقرير لمحة نادرة على الأعمال الداخلية للسلفيين ، والمتشددين، والجماعات الإسلامية المتطرفة فى غزة، والتى تحلم بتحويل غزة إلى خلافة إسلامية. وقد تسببت هذه الجماعات فى صداع لحركة حماس خلال السنوات الأخيرة الماضية، حيث اتهمت هذه الجماعات حماس باللين الشديد فى مواجهة إسرائيل والفشل فى التطبيق الملائم للشريعة فى القطاع.

كما يعتقد أن هذه الجماعات تتعاون مع المتطرفين فى شبه جزيرة سيناء لشن هجمات ضد أهداف مصرية وإسرائيلية. ويؤيد سلفيو غزة حملة تنظيم القاعدة للجهاد فى العالم، لكن لا يعتقد أن لهم صلات مباشرة بالتنظيم، على عكس حماس التى تؤكد أن نضالها فقط ضد إسرائيل.