أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن
مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى البيت الأبيض تركزت حول
مصر وسوريا وإيران ومفاوضات السلام مع الفلسطينيين.
وعلى الرغم من المؤشرات أكدت أن الاجتماع
بينهما لم يخل من التوترات بسبب الملف الإيرانى والتوصل إلى اتفاق إطار مع
الفلسطينيين ، فإنهما حاولا الظهور بمظهر ودى بعد ثلاث ساعات لم يتم خلالها إحراز
أى تقدم حول أى من القضيتين.
وحول الأوضاع فى مصر، قال أوباما إن
المباحثات تطرقت إلى سبل تجاوز الأحداث الأخيرة التى وقعت خلال الأعوام الماضية
واستكمال المرحلة الانتقالية فى مصر التى تمثل أهمية للمصالح الأمنية للولايات المتحدة
وإسرائيل.
وأشار إلى أنه بالنسبة للوضع فى سوريا، هناك
حاجة لإيجاد تسوية سياسية، بل أيضا سبل التصدى لزيادة ظاهرة التطرف، وآثارها على
الدول المجاورة.
وتناول الرئيس الأمريكى فى اجتماعه مع
نيتانياهو المفاوضات الجارية حاليا مع إيران بهدف منعها من امتلاك أسلحة نووية،
والتى تعتبر مصدر قلق لإسرائيل.
وحاول أوباما طمأنة رئيس الوزراء الإسرائيلى
على «الالتزام المطلق» لواشنطن بمنع إيران من اكتساب القدرة على إنتاج أسلحة نووية.
وأشار إلى أن المباحثات تناولت بشكل مطول إمكانية دفع المفاوضات الفلسطينية ـ
الإسرائيلية غير أنه اعترف بصعوبة القضايا محل التفاوض، مؤكدا أن الإطار الزمنى
الذى تم تحديده أوشك على الانتهاء فى أبريل المقبل، ويجب اتخاذ ما وصفه بالقرارات
الصعبة لإنقاذ عملية السلام فى الشرق الأوسط.
ومن جانبه، شدد نيتانياهو صراحة على أنه لن
يعرض أبدا أمن إسرائيل للخطر، موضحا أن الشعب الإسرائيلى يتوقع منى أن أقاوم بقوة
الانتقادات والضغوط.
وعرض نيتانياهو على أوباما ما يعتبر فى جوهره
سردا تاريخيا يغطى الصراع مع الفلسطينيين خلال العشرين عاما الماضية، وكذلك ما يرى
الإسرائيليون أنه خطر على وجودهم من إيران العدو اللدود للدولة العبرية.
وقال نيتانياهو: «إيران تدعو علانية إلى
تدمير إسرائيل ولذا فإننى على يقين أنكم ستتفهمون أن تل أبيب لا يمكنها أن تسمح
لمثل هذه الدولة بأن تمتلك القدرة على صنع قنابل نووية لتحقيق ذلك الهدف».
وأضاف: وأنا بصفتى رئيس وزراء إسرائيل سأفعل
ما يجب على فعله دفاعا عن دولة إسرائيل.
تأتى تصريحات نيتانياهو قبل ساعات قليلة من
خطابه أمام لجنة العلاقات الخارجية الإسرائيلية ـ الأمريكية «أيباك» والتى من
المنتظر أن يكرر فيه تصريحاته ومواقفه التى أعلن عنها خلال اجتماعه مع الرئيس
الأمريكي.
ومن جانبه، أكد جون كيرى وزير الخارجية
الأمريكى أن جميع الظروف متاحة لإنجاح مفاوضات السلام والحد من نشاط إيران النووي.
وأضاف كيرى فى كلمته أمام «أيباك» ـ أكبر لوبى إسرائيلى فى الولايات المتحدة ـ أن
الوقت حان لاستغلال الفرصة الدبلوماسية والبقاء على مائدة التفاوض مع كافة الأطراف
أطول وقت ممكن.
وقال إنه ليس لدينا أوهام، ونحن لا نعمل وفقا
لنزوة أو هوى، موضحا أن الجهود التى يبذلها ليست لمصلحته الشخصية، وإنما من أجل أن
يحقق الإسرائيليون أحلامهم، والفلسطينيون كرامتهم، على حد تعبيره.
وفى هذه الأثناء، قال إيريك كانتور زعيم
الأغلبية الجمهورية فى مجلس النواب الأمريكى لنيتانياهو أثناء زيارته للكونجرس إنه
يؤيد مطالب إسرائيل بتفكيك البرنامج النووى الإيراني، وبضرورة اعتراف الفلسطينيين
بإسرائيل كدولة يهودية.