غادر محمد رمضان وأحمد عبد العظيم أحمد، صاحب الثمانية وعشرين عامًا، وخالد السباعي 30 عامًا، وهاجر أحمد21 عامًا، الحياة بعدما فقدوا في منطقة جبال سيناء في رحلة سفارى سميت باسم "رحلة جبل باب الدنيا"، بينما أنقذت العناية الآلهية أربعة آخرين هم: "محمود ف" 30 عامًا، و"يسرا.م" 28 عامًا، و"إيهاب م.ع" 25 عامًا، و"مها.ش" 21 عامًا.

كان محمد رمضان آخر المفقودين في عاصفة الثلج بسانت كاترين، رحل بعد مسلسل من النداءات لإنقاذه هو وأصدقائه الثلاثة، ورغم اختلاف الروايات حول سبل إنقاذهم ومدى تواجد تقصير من عدمه، إلا أن العنوان الوحيد في هذا المشهد: طالما فيه أموات يبقى فيه تقصير. 

"حاسس بالبرد ولا متدفي كويس؟.. وانت بتقفل الشبابيك فكر في اللي عايش من غير سقف..أو اللي اطفاله معندهاش هدوم تدفيها!..ساهم معانا في تسقيف بيوت وكساء مائتين طفل من اطفال افقر قرى من قرى مصر بالفيوم".. استغاثات قدمها رمضان ومجموعة من أصدقائه هدفها التنمية، من خلال جمعية خيرية اسمها "من أحياها"، ساهم فيها بمساعدة مئات الفقراء في ربوع مصر.

أنقذ محمد رمضان الفقراء من وطأة البرد، ولم يستطع أحد إنقاذه من عاصفة ثلج بسانت كاترين أودت بحياته هو وثلاثة من زملائه.. فعل رمضان ما عجزت عنه الحكومة من مساعدة الأهالي والأسر الفقيرة بمبادرة مشروع "المليون حلم"، كان نضاله على الأرض، على عكس الحكومة التي دائما ما تضع خطط دون تنفيذ.

أعمال خيرية كثيرة قدمتها الجمعية التي يرعاها رمضان خلال رحلة حياته لم نستطع حصرها، بنى أكثر من 100 بيت في منطقة بطن البقرة العشوائية خلف جامع عمرو بن العاص، ووزع البطاطين على الأهالي الفقيرة في المحافظات الفقيرة.

البسمة لم تكن تفارق شفتاه لحظة خدمة الأهالي والأسر الفقيرة، كان يتعايش معهم، يتألم بآلمهم، ويعيش مجاوعهم، رحل محمد، وبقيت أوجاع الفقراء في ربوع مصر تنتظر ملايين محمد رمضان أو الرحيل.