اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية ببدء محاكمة صحفيى الجزيرة، وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن هذه القضية تسلط الضوء على الحرب بين الحكومة المؤقتة وشبكة الجزيرة القطرية التى تم انتقادها بسبب تغطيتها لعزل محمد مرسى والحملة على الإخوان المسلمين.

وقالت الوكالة إن إلقاء السلطات المصرية القبض على صحفيى الجزيرة ومن بينهم الاسترالى بيتر جرست والمصرى الذى يحمل الجنسية الكندية محمد فهمى قد أثار استنكارا من وسائل الإعلام الدولية والجماعات الحقوقية ومنظمات الدفاع عن الصحافة.

وأشارت إلى أن المتهمين أقروا بأنهم غير مذنبين ورفضوا الاتهامات الموجهة لهم، ولو تمت إدانتهم فقد يواجهون أحكاما بالسجن تتراوح ما بين عام بتهمة فبركة الصور و15 عاما بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية.

وتحدثت الوكالة عن تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية الدولية الذى انتقدت فيه الحملة على الصحفيين، وقالت إن السلطات المصرية لم تظهر فى الأشهر الأخيرة أى قدر من التسامح إزاء أى شكل من أشكال المعارضة وقامت باعتقال ومحاكمة لصحفيين والمتظاهرين والأكاديميين لتعبيرهم عن آرائهم بشكل سلمى، وأضافت أن الصحفيين لا يجب أن يخاطروا بقضاء سنوات فى السجون المصرية لمجرد قيامهم بعملهم.

وتحدثت الوكالة إلى سناء عبد الجواد، والدة أنس البلتاجى الذى يحاكم فى هذه القضية وهو نجل القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، وقالت إن ابنها اعتقل قبل أسابيع من الصحفيين بتهمة انتهاك قانون التظاهرـ لكن تمت إضافة اتهامات جديدة له تربطه بالصحفيين، واعتبرت أن الأمر كله هدفه الانتقام من زوجها.

من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الاتهامات الموجهة للصحفيين فيما يعرف باسم قضية "خلية ماريوت" تمثل الاتهامات الأكثر خطورة ضد الصحفيين فى مصر فى الذاكرة الحديثة، حسبما تقول الجماعات الحقوقية. واعتبرتها الصحيفة جزءا من حملة واسعة من قبل الحكومة التى قامت بشن حملة ضد العشرات من المحتجين والمدونين والمخرجين والأكاديميين.

وأشارت الصحيفة إلى احتجاز 60 صحفيا على الأقل منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى فى يوليو الماضى، وفقا لأرقام اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، ولا يزال تسعة منهم قيد الاحتجاز، وتم اعتقال مدون يمنى بعدما أجرى مقابلات مع الحضور فى معرض الكتاب.

ونقلت الصحيفة ما قاله بيتر جريتس، الصحفى الاسترالى المتهم فى القضية وهو أحد صحفى قناة الجزيرة الإنجليزية، إن ما يحدث يمثل قرارا خطيرا، وأضاف فى خطاب من محبسه أنه لا يضفى فقط شرعية على الهجوم عليه وعلى زملائه بل على حرية التعبير فى مصر.

ورأت الصحيفة أن المحاكمة تعكس صراعا شديدا على وجه التحديد بين الحكومة المصرية وقطر التى تملك قناة الجزيرة. وتتهم مصر قطر بإيواء القادة الإسلاميين وبينهم رجال مطلوبين وتشكو من أن قناتها تمثل منبرا لأعداء مصر.

وأكدت الصحيفة أن القناة العربية للجزيرة، مثلها مثل الحكومة القطرية تدعم بقوة الإخوان المسلمين.

أما صحيفة وول ستريت جورنال، فسلطت بدورها الضوء على شكوى صحفيى الجزيرة من سوء الأوضاع التى لا تحتمل على حد قولهم داخل السجون وشكوى فهمى من عدم حصوله على الرعاية الطبية للإصابة التى لديه فى كتفه.