سيطرت تداعيات الهجوم الاسرائيلي علي أسطول قافلة الحرية والمفاوضات غير المباشرة بين السلطة الوطنية واسرائيل علي القمة التي عقدت أمس بواشنطن بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس ـ أبومازن والذي بدأ أمس الأول زيارة للولايات المتحدة تستغرق ثلاثة أيام‏.‏

ووفقا لتصريحات مسئول أمريكي رفض الكشف عن هويته فإن أوباما وعباس استعرضا في قمتهما ما وصفه بالتقدم الذي تم احرازه في المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت قبل حوالي الشهر والجهود المشتركة للتوصل إلي السلاح في الشرق الأوسط بهدف الانتقال إلي المفاوضات المباشرة‏.‏

وأوضح أنهما تبادلا جملة من الأفكار من أجل اعداد استراتيجية للمدي البعيد للمضي قدما في تأمين ظروف حياة أفضل لسكان قطاع غزة الذي يخضع لحصار اسرائيلي منذ يونيو‏.2007‏

وكان عباس قد أعلن الأسبوع الماضي أنه سيطلب من أوباما قرارات شجاعة حول الشرق الأوسط‏.‏ وفي السياق ذاته قال الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الخارجية في الحركة‏,‏ إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلي واشنطن‏,‏ تأتي في ظل الجو الإيجابي الذي نتج عما أحدثه أسطول الحرية من أصداء دولية والجريمة الإسرائيلية التي ارتكبت بحقه‏,‏ وهذا الجو الايجابي والدولي يشمل نقطة رئيسية وهي كسر الحصار عن قطاع غزة وضرورة إنهائه‏.‏

وأكد شعث في تصريحات له أمس أن الرئيس الفلسطيني ذهب إلي واشنطن عن طريق تركيا لتوصيل رسالة محددة فهو يحاول أن يستفيد من الظرف الدولي الحالي بما يسهم في رفع الحصار عن قطاع غزة‏,‏ الذي يشكل الهدف الأول من أهداف الزيارة‏.‏

وأوضح شعث أن الهدف الثاني من الزيارة تمثل في عرض الموقف الفلسطيني فيما يتعلق بالحل النهائي وما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة‏,‏ وشرطنا الرئيسي أن يتم وقف الاستيطان بشكل كامل في الضفة الغربية خاصة في القدس المحتلة‏,‏ وقال انه إذا تم الاستيطان بشكل كامل أثناء المفاوضات فسيكون هناك ثمن يستحق من أجله الخوض في المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين‏.‏

وقال شعث‏,‏ إن المدة التي سنخوض فيها هذه المفاوضات ستكون مرتبطة بحجم النجاح الذي سيتم تحقيقه‏,‏ ورذا لم يتم تحقيق أي نجاح فلن نستمر‏,‏ وحتي الآن المفاوضات غير المباشرة لم تبدأ بالشكل اللازم‏.‏ ولا أعتقد أنه يوجد قرار بمغادرتها طالما ظل الاستيطان موجودا‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبر فيه عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس عزت الرشق ان هناك محاولة امريكية للالتفاف علي الاستحقاق الذي يطالب به المجتمع الدولي وهو كسر الحصار عن غزة‏.‏

وقال الرشق في تصريح له أمس انه بعد‏4‏ سنوات من الحصار ومن ثم الهجوم علي اسطول الحرية اصبحت المطالبة الدولية ضاغطة باتجاه كسر الحصار‏,‏ مشيرا إلي أن المحاولة الأمريكية تجري بالتعاون مع اسرائيل من خلال طرح بدائل مثل تخفيف الحصار وغيره أو بدائل اخر مثل ان يكون تخفيف الحصار ناتجا عن عملية سياسية في المنطقة في حين ان‏18‏ عاما من المفاوضات لم تأت بشيء‏.‏

وادان القيادي في حماس الموقف الأمريكي الذي يحاول ان يبرر الموقف الاسرائيلي ويعطيه الغطاء ليفلت من الادانة الدولية واضاف‏:‏ ان واشنطن لم تدن المجزرة التي وقعت في عرض البحر وراح ضحيتها شهداء من اسطول الحرية‏,‏ لذا فان موقفا متواطئا ويريد تنفيس الضغط الدولي من اجل حماية اسرائيل واخراجها من المساءلة الدولية‏.‏