كانت الشوارع تكاد تخلو من الناس في أثناء عرض مسلسلات وأفلام
وطنية كشفت عن كثير من المعاني الراقية التي استقرت في نفوس أبطالها الحقيقيين والفنانيين
الذين جسدوا شخصياتهم منها دموع في عيون وقحة و رأفت الهجان و الطريق إلي إيلات.
وعلي الرغم من بطولات
المصريين التي لا حصر لها قبل وبعد ثورتي25 يناير و30 يونيو إلا أن خروج أعمال درامية
إلي النور تحمل رصدا لها لم يحدث علي الإطلاق في وقت يحتاج فيه المصريون إليها بشدة
خاصة خلال الفترة الحالية التي اشتعلت وتوهجت فيها مشاعرهم الوطنية وتشهد تنفيذ خريطة
الطريق لمستقبل أفضل للوطن, ليطرح التساؤل نفسه: هل يطول انتظار المشاهد لمسلسلات وأفلام
وطنية جديدة ؟
وتؤكد الباحثة دعاء البنا في رسالة ماجستير بعنوان معالجة
مفهوم الوطنية في الدراما السياسية في التليفزيون المصري علي ضرورة إنتاج أعمال درامية
وطنية جديدة عن بطولات المصريين لدورها المؤثر في غرس الإنتماء في نفوس المشاهدين بعد
اجراءها دراسة تحليلية لمضمون عينة من الأعمال الدرامية الوطنية المأخوذة عن ملف المخابرات
العامة المصرية بواقع124 ساعة و41 دقيقة, تضمنت5 مسلسلات هي رأفت الهجان ودموع في عيون
وقحة والحفار والسقوط في بئر سبع والعميل1001 بواقع148 حلقة, و2999مشهدا, لمدة(117
ساعة) و35 دقيقة, وثلاثة أفلام هي الصعود إلي الهاوية وإعدام ميت وبئر الخيانة والتي
اشتملت علي311 مشهدا, بواقع7 ساعات و6 دقائق, كشفت نتائجها عن أن فترة الستينيات قد
تصدرت الفترات الزمنية للخطاب الدرامي للمسلسلات الوطنية بنسبة658%, تليها الخمسينيات
بنسبة121%.
أما في السبعينيات فإنها بلغت20%, في حين تراجعت نسبتها في
فترتي الأربعينيات والثلاثينيات إلي30% و10%, في الوقت الذي ركزت فيه عينة الدراسة
علي تحليل المسلسلات الخمسة علي القضايا المصرية التي تناولها الخطاب الدرامي في أحداثها
بنسبة96.6% والعربية2.2% والدولية1.2%, وجاءالانتماء الوطني في مقدمة أساليب التعبير
عن حب الوطن في الخطاب الدرامي لها بنسبة841%, فالدفاع عن الوطن229%, والتضحية في سبيله914%,
والتفاني في العمل من أجله611%, أما الأفلام الثلاثة فقد عاصرت الشخصيات الوطنية أحداثها
في الفترة بين عامي1967 و1978 حيث تناول الخطاب الدرامي لها فترة السبعينيات بنسبة753%
ثم الستينيات346%, وكان هدف الصراع الدرامي للشخصية الوطنية في الأساس يهتم بالتعبير
عن معني الوطنية, فحقق أعلي نسبة حيث بلغت684%, ثم تعرضها للضغوط414%, فالإعتراف بالآخر
وقدراته1%.
وتقول الناقدة ماجدة موريس قائلة: إن عدم تقديم أعمال درامية
وطنية لبطولات كثير من المصريين طوال السنوات الماضية يرجع إلي أن كل منها يحتاج لميزانية
إنتاجية مرتفعة التكاليف لم تكن متوافرة إلا لماسبيرو الذي قدم مجموعة ناجحة من الأعمال
الدرامية الوطنية منذ سنوات طويلة قبل تأثره بأزمته الإقتصادية الحالية, ولذلك فإنني
أعتبر أن مشاركة القوات المسلحة في الإنتاج سوف تسهم بشكل إيجابي في سرعة خروج تضحيات
أبناء مصر الأبطال إلي النور في مسلسلات وأفلام متميزة تقدر علي غرس شعورالإنتماء للوطن
في نفوس كل المصريين والتضحية من أجله.