الأمل
مفتاح الثورات، هى الرسالة التى يبعثها الجزء الثانى من الفيلم الأجنبى الجديدthe hunger
games2 الذى يعرض حاليا فى دور العرض السينمائية المصرية والأجنبية وحقق
إيرادات تخطت الـ200 مليون دولار، رغم أنه لم يمر على عرضه سوى أسبوع واحد، مع
توقعات بأن تتخطى إيرادات الفيلم المليار دولار، نظرا للإقبال الجماهيرى الشديد
عليه، بالإضافة إلى أنه نال تقديرا متميزا فى مواقع تصنيف الأفلام الأجنبية، حيث
نال 8.3 فى موقع imdb العالمى والمتخصص فى السينما.
من
اسم الفيلم "ألعاب الجوع" يتضح مغزاه الذى يتمثل فى أن الجوع والخوف
سلاحان فى يد السلطات الحاكمة تستخدمهما من أجل إخضاع شعوبها لأنهما يجعلان
الإنسان يتخلى عن أى شىء من أجل البقاء على قيد الحياة، فوضع البشر فى حالة جوع
دائمة، واحتياج يسبب لهم خوفاً رهيباً، ويجعلهم مستسلمين لإرادة من يملك الطعام
لأنه بالنسبة له يملك الحياة والموت، ويجب طاعته للاستمرار على قيد الحياة.
ومن
أجل تأمين أبسط احتياجات البشر يقبل الإنسان بأى شىء، يقبل أن يكون مطارداً
صياداً، قاتلاً، حيواناً، ليتحول فى النهاية إلى وحش يرضى بأى شىء يبقيه هو ومن
يحب على قيد الحياة، قد لا يكون يعيش هذه الحياة بشكل جيد، ولكنه يظل متواجداً
فيها بغريزة البقاء التى تحركه وتحوله إلى كائن لا شعور له.
يُعد
هذا الفيلم هو النسخة الثانية من الجزء الأول الناجح The Hunger Games الذى عرض فى
عام 2012 وصار ظاهرة عالمية، وهو مأخوذ عن رواية ثلاثية الكاتبة سوزان كولينز
والتى حققت أعلى مبيعات، فبعد أقل من عام قرر صناع السلسلة تقديم الكتاب الثانى
بالثلاثية فى فيلم جديد، ولم يكن لديهم نية الاستراحة بل عملوا سريعاً ليخوضوا
تجربة جديدة فى تاريخ دولة بانم الواقعة تحت حكم ديكتاورى وقمعى للشعب، حيث وجد
صناع الفيلم أن الفرصة جيدة للاستمرار فى تقديم القصة وفق رؤية سوزان كولينز.
نقطة
الأمل فى الفيلم تأتى من خلال شخصية الفتاة "كانتيس" – تجسد دورها
جينيفر لورانس- التى لا تتأثر بمظاهر القمع من حولها فى دولة بانم، ولا تفقد
مشاعرها، ولا تتخلى عن إنسانيتها فى أحلك الظروف، ولا تقتل إلا دفاعاً عن نفسها،
فهى تمثل البطل الذى يعد أملا فى ثورة الشعب، حيث تحرك مشاعر الجميع، وهى أيضا
نموذجا للأشخاص الذين تخاف منهم السلطة لأنها تدمر كل ما تسعى إليه، وهؤلاء الذين
انتصروا على الخوف فلم يعد يحركهم، وتدمرون كل القوانين والتابوهات التى تبنيها
السلطة.
وتخوض
كانتيس مغامرة جديدة ومميزة ومثيرة فى ألعاب الجوع المدمرة والتى خلقت بطلة
ورمزاً، ولهذا السبب تريد السلطة أن تدمرها، حتى لا تفقد سيطرتها على مواطنى
المقاطعات، إنها ليست مجرد منافسة جديدة بل هى محاولة لتدمير بطلة صارت رمز الأمل
فى نفوس البشر.
وتجد
"كاتنيس" ومعها "بيتا مِلارك"- يجسد دوره جوش هاتشرسون- نفسها
مرة أخرى داخل مغامرة كبيرة تورطها فيها السلطة الحاكمة فبرغم نجاحها فى تخطى
الألعاب المرة السابقة إلا أن الحكومة تقحمها فى لعبة ثانية من أجل التخلص منها
بعد أن صارت أيقونة ورمزا للثورة التى تخاف السلطة من حدوثها، وتحاول قمع شعبها
وإخافتهم بتلك الألعاب التى تقحم فيها شباب ونساء وأطفالا وعجائز أيضا دون التفرقة
بينهم ولا ينجو سوى واحد فقط من تلك الألعاب وهو الذى يقتل باقى منافسيه فى اللعبة.
تكمن
خطورة خوض كاتنيس للألعاب مرة أخرى فى أنها تنافس هذه المرة أبطالا من مقاطعات
أخرى سبق أن نجو بأنفسهم فى ألعاب سابقة، لكن المفاجأة أن المتنافسين يحتجون على
ذلك ويظهر ذلك الاحتجاج بتضامنهم معا من أجل أن ينقذوا كانتيس لأنها رمز الثورة
التى تخلصهم من الحاكم المستبد، فيضحوا من أجلها، ويأتى ذلك تزامنا مع تزايد
الاحتجاجات فى مقاطعة كاتنيس، ويسيطر الأمن عليها بالعنف وإعلان حظر التجوال، وتتم
إبادة المقاطعة بالكامل.
يركز
الفيلم على "الأمل" الذى يعد سلاحا لا يقهر ضد الظلم والاستبداد، ومن
يشاهد العمل فى أى دول عربية أو أجنبية سيجد تلامسا كبيرا بينه وبين الواقع، رغم
أن العمل يدور فى إطار خيالى افتراضى، لكن الإسقاط على الواقع ليس بعيدا فها هى
الثورات فى البلدان العربية تتحقق رفضا للظلم والقهر والجوع والتخلف والمرض، وذلك
رغم محاولات سلطات الاستبداد قمع شعوبها وإرهابهم.
الجزء
الثانى من الفيلم استعان بمخرج جديد بدلا من جارى روس مخرج الجزء الأول، حيث أخرجه
فرانسيس لورانس، وتقول المنتجة نينا جاكوبسون إنهم كانوا يبحثون عن شخص لديه شغف
حقيقى لسلسلة الكتب، ولهذا الكتاب على وجه الخصوص، وكان فرانسيس لديه رؤية عميقة
للشخصيات وحركاتهم، بينما يقول فرانسيس أن هذا هو الفيلم الأكثر تعقيداً من
الناحية الفنية، وأروع ما فى الأمر هو مجرد قوة القصة نفسه.
المخرج
فرانسيس لورنس اهتم بشكل وتفاصيل المقاطعات المختلفة لدولة "بام" ولهذا
استعان بفريق عمل مميز ومنهم مدير التصوير جو ويليامز، ومسئول التصميم بالإنتاج
فيل ميسينا ومصممة الأزياء تريش سامرفيل، وقد تمت الاستعانة بقصر من العشرينيات فى
مدينة أتلانتا لتصوير منزل الرئيس سنو حاكم الدولة، حيث أنه من الطبيعى أن يعيش فى
هذه النوعية من المنازل الأنيقة مع حديقة هائلة تشبه كثيراً طريقة الحياة فى
العاصمة، مما جعله يبدو حقيقياً جداً، ولكن أكبر مهمة كانت تصميم منطقة الألعاب
نفسها، والتى جعلت ميسينا وفريقه يغوصون فى الكثير من التحديات لابتكار البرق
المدمر والضباب السام والمطر الدامى وهجوم القرود، وكان هدفهم هو البحث عن مكان
يصلح لحدوث كل ذلك به، واكتشف ميسينا وفريقه موقعاً للغابات الممطرة فى هاواى،
وتميز الفيلم بالمؤثرات الخاصة التى توضح خطورة الألعاب التى يخوضها أبطال الفيلم.
ومن
أجل نظرة متعمقة وصورة مختلفة قرر صناع الفيلم من البداية التصوير بكاميرا IMAX بجانب
الكاميرا الرقمية، ولهذا تمت الاستعانة بالمصور البلجيكى جو يليامز، لتحقيق نطاق
رائع ورؤية مميزة للفيلم، وليأخذ المشاهد مباشرة إلى داخل ساحة المنافسة، بحيث
يجعل كل المحيط بالشخصيات والأشجار والمناظر طبيعية ليست فقط جميلة ورائعة بل
حقيقية ومكثفة بشكل واقعى".
معلومات وأرقام
كتب سيناريو الفيلم :سيمون بيوفى، مايكل ديبروين
مدة العرض:ساعتان وربع
الميزانية: 140 مليون دولار