أكد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الاتفاق الذى أبرمته إيران مع تركيا والبرازيل لتبادل الوقود النووى يثير تساؤلات حول البرامج العسكرية الأخرى فى منطقة الشرق الأوسط ( فى إشارة إلى البرنامج الإسرائيلى).

ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم اتفاق تبادل الوقود النووى بأنه اختراق دبلوماسى هام، معربا عن تهنئته للدبلوماسية التركية والبرازيلية على هذا الاختراق، وكذلك للحركة الدبلوماسية التى أقدمت عليها إيران.

وقال: إن الاتفاق منطلق لحركة إيجابية فى الطريق لتسوية هذا الموضوع، بما يحفظ حق إيران فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية، باعتبارها موقعة على معاهدة منع الانتشار النووى، فى الإطار الذى قررته المعاهدة.

وأضاف أن هذا الاتفاق يثير علامة استفهام عن أى برنامج عسكرى آخر موجود وعن الإمكانات التى تطرح اليوم لإقامة منطقة خالية من السلاح النووى فى الشرق الأوسط، وأن تشمل كل الدول بلا استثناء.

وقال: إن هناك حركة سياسية عالمية بدأت على أساس هذا الاتفاق، وسوف ننتظر لنرى رد فعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية عليه.

وفيما يتعلق بمؤتمر المراجعة الذى عقد فى نيويورك، وهل يكفى البيان الذى أصدرته الدول الكبرى بشأن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووى ..

قال عمرو موسى: إنه مما لاشك فيه أن التعبير عن النوايا بدعم إقامة منطقة خالية من السلاح النووى مهم، ولكن هذا لا يكفى، لأن هناك نشاطا نوويا فى المنطقة، وهذا النشاط النووى فيه برنامج قائم وموجود، وهو البرنامج الإسرائيلى، وهناك برنامج محتمل، الآن يتم التعامل معه إيجابيا بعد المبادرة التركية البرازيلية، ومن ثم فإن البيان والكلام والفقرات الطيبة لا تكفى.

وأشار إلى أن الدبلوماسية المصرية والعربية نجحت فى عام 1995 ثم عام 2000 باستصدار قرارات واضحة تماما فى مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى عام 1995، وفى عام 2000 تتعلق بالالتزام بالعمل على ضم كل الدول بما فيها إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووى، وبالتالى خلق منطقة خالية من السلاح النووى.

وحول إصرار المسئولين الإسرائيليين على ما يسمى سياسة الغموض النووى ..

قال إن سياسة الغموض النووى أصبحت اسما على غير مسمى، هو غموض فى العنوان ووضوح تام فيما يتعلق بالسلاح النووى.

وفيما يتعلق بمقترح سياسة الجوار العربى ومدى تبلور آلية محددة لهذه السياسة ..

قال نعم تبلورت، ولقد أرسلت بها مذكرة لكل الدول العربية.

وكشف عن أن عددا من دول الجوار غير العربية اتصلت به مرحبة بمد اليد العربية لهم لتشكيل منتدى أو محفل أو رابطة تضم كل الدول، خصوصا أن هناك مصالح مشتركة بين الدول العربية ودول الجوار ..

وضرب مثالا بالعلاقة بين مصر وأثيوبيا، وبين إيران ودول الخليج، وبين دول جنوب الصحراء وبين دول المغرب العربى، وبين تركيا والدول العربية.

وقال: إن "كل هذه مسائل تستدعى أن نجلس سويا، وتساءل أيعقل أن شأنا نوويا كبيرا كالبرنامج الإيرانى، ولا يوجد حوار عربى إيرانى حوله، بينما يوجد حوار فى كل الدنيا من آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا.

وأضاف، أن هذا يظهر أهمية المنتدى العربى التركى المقرر عقده الشهر المقبل، وهو من المنتديات العربية المبكرة، مشيرا إلى أن تركيا من أوائل الدول المذكورة فى مقترح رابطة الجوار العربى.

وتابع، إن هذه المنتديات المشتركة بين الدول العربية وعدد من الدول والمناطق المهمة مثل الصين واليابان والهند وروسيا وأمريكا الجنوبية تخدم المصالح العربية.