يُعبر نجم المونولوج محمود عزب الشهير بعزب شو عن آرائه وأفكاره السياسية من خلال برامجه الكوميدية التى يقدمها، كاشفا الغطاء من على وجوه رجال السياسة الذى يستخفون بعقول وأحلام الشعب المصرى، منتقدا فى برامجه رجال المجتمع والإعلام الذين ينافقون السلطة من أجل مصالحهم الشخصية، من خلال حلقات كوميدية قدمها فى برامج مختلفة أمثال "حكومة شو" و"قلة مندسة" وأخيرا "الوش التانى"، الذى سخر فيه من قيادات الإخوان عن هذا البرنامج وردود أفعال الإخوان على تجسيد قياداتهم، وآراء عزب السياسية وأعماله المقبلة أجرينا معه هذا الحوار.

&e668;جسدت من خلال برنامج"الوش التانى" شخصيات رجال الإخوان والجماعات المتأسلمة أمثال البلتاجى والعريان وحازم صلاح أبو إسماعيل، فكيف أتت لك الفكرة من البداية؟

&e668;بطبيعتى أميل لتجسيد الشخصيات العامة والمتصدرة للساحة السياسية والإعلامية، لأقدم مزايا ومساوئ هذه الشخصيات وأكشفها أمام جموع الشعب، وهذا ما حدث معى خلال العام الماضى، فوجدنا جميعا بعد تولى محمد مرسى رئاسة الجمهورية رجال الإخوان والجماعات الإسلامية يتصدرون الساحة السياسية وبرامج التوك شو، فبدلا من أن يركزوا فى الشئ الذى يدعونه بالباطل وهو نشر الدعوة الإسلامية، فسلكوا طريق المصالح الدنياوية ولم يكتفوا بذلك بل حرموا الحلال وحللوا الحرام، وقد فعلت ذلك فى برنامج "قلة مندسة"، حينما جسدت الشخصيات التى تصدرت المشهد السياسى فى فترة قيام ثورة يناير عندما اندلعت يوم 25 ورصدت آراء بعض المتحولين أمثال توفيق عكاشة حينما دافع عن مبارك فى بداية اندلاع الثورة ثم هاجمه بشدة بعد رحيله مباشرة، وهو نفس الوضع بالنسبة لعدد آخر من الإعلاميين والسياسيين.

&e668;ثورة 30 يونيو التى أطاحت بالإخوان جاءت قبل عرض برنامجك الرمضانى بأيام قليلة، فهل كانت لديك تخوفات وأنت مقبل على عرض البرنامج فى حالة استمرار الجماعة فى الحكم؟

&e668;على الإطلاق فلم تنتبنى أى تخوفات لأننى كنت أثق جيدا أن هذا النظام سيسقط بعد أن انكشف وجهه الحقيقى أمام الشعب بأكمله، وأنا بالفعل سجلت حلقات برنامجى "الوش التانى"، قبل سقوط الإخوان، حيث تم تسجيلها فى الفترة من 14 إلى 30 يونيو.

&e668;وهل تعرضت لتهديدات أو قضايا بعد تجسيدك لهؤلاء الأشخاص، خاصة أنك قدمت شخصيات أخرى بعيدة عن المتأسلمين أمثال عمرو حمزاوى والبرادعى والداعية عمرو خالد؟

&e668;الحمد لله لم يحدث هذا على الإطلاق ولم أتعرض لتهديد أو يقاضينى أحد طوال فترة عملى الفنى، ربما كان سيفعل ذلك قيادات الإخوان فى حالة عدم تواجدهم بالسجون الآن، فسبق وجسدت شخصيات رجال الحزب الوطنى وحكومات مبارك أثناء تواجدهم بالسلطة ولم يتعرض لى أحد أيضا، ولكن تم منع برنامجى "حكومة شو" من العرض، بالإضافة إلى تضييقات محدودة.

&e668;وما طبيعة هذه التضييقات التى واجهتها خلال حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك؟

&e668;تم منع برنامجى"حكومة شو"، والذى جسدت فيه شخصيات أحمد نظيف ووزرائه بما فيهم بطرس غالى وزير المالية صاحب الحظ الأكبر من السخرية السياسية، بالإضافة إلى فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق، فالبرنامج تم تصويره عام 2009، ولم يعرض سوى 2011 بعد سقوط نظام مبارك.

&e668;ولماذا لم تجسد شخصية مبارك بعد سقوط نظامه، خاصة أنك جسدت معظم رجال مرحلة حكمه؟

&e668;طيلة حياتى لى فكر معين ومختلف، فحينما أقبل على تجسيد شخصية مبارك لن يبتسم لها أحد لأنها شخصية بصرف النظر عن كمية مساوئها وعيوبها، فهى شخصية جادة ومعبرة عن شخصية رئيس جمهورية، لكن الأفضل أن أجسد ردود أفعال بعض الإعلاميين والشخصيات العامة على خطاباته التى ألقاها أثناء الثورة مثلا، وهذا ماوجدته يخلق حالة كوميدية دسمة عندما قدمت ردود الأفعال هذه، وبصرف النظر عن كل ذلك فتجسيد مبارك فى الفترة الحالية سيكون بلا معنى، لأننى حينما أهاجم شخص وأسخر من شخصيته يكون شاغلا للرأى العام فى الوقت الذى أجسده فيه، وهو ما فعلته حينما قدمت شخصيتى جمال وعلاء مبارك بعد ثورة يناير مباشرة.

&e668;إذن فمن الممكن أن تجسد شخصية الرئيس المعزول محمد مرسى؟

&e668;بالطبع هو أحد الشخصيات التى أنوى تجسيدها لأنها شخصية كوميدية يأتى منه الضحك وقمة الكوميديا، من خلال تصرفاته وردود أفعاله على العديد من القضايا، بالإضافة إلى خطاباته ومؤتمراته الصحفية الدولية التى أرجعتنا كثيرا للخلف.

&e668;ومن الشخصيات التى شغلت اهتمامك مؤخرا وتنوى تجسيدها خلال المرحلة المقبلة؟

&e668;كثيرون، ومنهم من جسدتهم قبل ذلك، ولكن أريد أن أقدم مواقفهم التى تغيرت بعد ثورة 30 يونيو، وعلى رأسهم محمد البرادعى والذى تفاءلت به كثيرا وكنت أحبه، لكن صدمت فيه صدمة عمرى فى النهاية عندما تخلى عن البلاد فى فترة كانت فى إحتياج لخبراته، لكن ميوله كشفت وجه الحقيقى، وأرغب فى تجسيد أيضا مواقف متغيرة للسياسى عمرو حمزاوى وعلاء صادق وغيرهم.

&e668;بعد نجاح العديد من البرامج الكوميدية التى قدمتها، ألم يكن فى خططك الجديدة تقديم عمل سينمائى تتناول من خلاله كوميديا جديدة؟

&e668;السينما بعيدة عن تفكيرى تماما، فهذه البرامج شئ والسينما شئ آخر ومختلف عن طبيعة البرامج، ولكن حلم عمرى هو تقديم قصة حياة الفنان الراحل "استيفان روستى" فى مسلسل تليفزيونى، وكنت أحضر له قبل ثورة يناير لكن توقفت التحضيرات، ولكن سأعود له مرة أخرى، فلن أتنازل عن تقديم هذه الشخصية.

&e668;وما أسباب سعيك وراء تقديم شخصية استيقان روستى فى مسلسل تليفزيونى، وما الذى جذبك له بالتحديد، خاصة أنه لم يكن متوجا على بطولات أفلام الفترة التى عمل بها؟

&e668;أشياء كثيرة جذبتنى لشخصية استيفان روستى، فأنا عاشق لقصة حياته لأنها قصة غريبة ومختلفة عن قصة حياة جميع فنانى زمن الفن الجميل، فوالدته إيطالية ووالده نمساوى، ولم يستطيعا الزواج فى بلد أى منهما فقررا أن يأتيا إلى مصر وتزوجا بها وأنجبا استيفان الذى وصل للشهرة والأضواء بعد معاناة غريبة ستكشفها أحداث العمل الذى أنوى تقديمه.

&e668;تعليقك على الأحداث الجارية، وما رأيك فى حكومة الببلاوى التى خيبت أمال الكثيرين خاصة أنها جاءت بعد ثورة ضمت طوائف الشعب المصرى؟

&e668;نحمد الله لما وصلنا إليه فأصبح هناك بوادر أمل أن نحقق أحلامنا بعد أن انعدم هذا الأمل خلال فترة حكم الإخوان، فمصر الآن تقضى حاليا على الإرهاب الأكبر وهى الجماعة بتنظيماتها، ونتمنى أن نستطيع القضاء أيضا على إرهابنا لأنفسنا وأن يغير فكر ومساوئ المواطنين العاديين فى الشارع المصرى إلى الأفضل حتى نستطيع أن نرقى بهذه البلاد، أما فيما يخص آرائى بحكومة الببلاوى فهى حكومة متخبطة وضعيفة، فحتى الآن لم تحقق أى أهداف ملموسة ومازلت تصريحاتها وردية لم نراها على أرض الواقع.

&e668;وما هى أمنياتك وطبيعة الأهداف التى ترغب أن تحققها هذه الحكومة؟

&e668;محتاجون تأسيس مشروعات قومية تنهض بالشعب، وقبل أن يطبقوا الحد الأدنى لابد من تطبيق الحد الأقصى حتى نستطيع أن نقص الملايين التى يتقاضاها القريبون من السلطة وأن نوفر أموال الدولة ليزدهر اقتصادها، ولابد من مراعاة الشباب الحاصل على مؤهلات ويعانى من البطالة قبل أن نحقق الحد الأدنى للعاملين بوظائف الدولة حتى يكون هناك نوع من المساواة وأن يكون هناك رقابة مشددة على ارتفاع الأسعار.

&e668;وما الجديد الذى تحضر له خلال الفترة المقبلة؟

&e668;أستعد لتقديم برنامج جديد أتناول فيه مرحلة ما بعد الإخوان، وسأجسد من خلاله شخصيات فرضت نفسها بقوة خلال هذه الفترة منها أمير قطر والشيخة موزة وأوباما وأردوغان إلى جانب صفوت حجازى بالدوجلاس ومحمد البلتاجى بالجلابية بعد حلاقة شنبه، بالإضافة إلى تجسيد شخصية المرشد السابق للإخوان محمد بديع بالنقاب وهذه الشخصية كنت أرغب فى تجسيدها فى برنامجى الأخير "الوش التانى"، لكن تراجعت لأنه لم يكن معروفا بشكل جيد للجمهور مثل العريان والبلتاجى اللذين كانا يظهران عبر الفضائيات بشكل أصاب الجمهور بالملل من كثرة ظهورهم.