وصف فنانو
ومخرجو مصر الكاتب الكبير الراحل محمد صفاء عامر بـ"فارس الدراما الصعيدية"
الذى أعاد للشخصية الصعيدية هيبتها بعد أن كانت مثارا للسخرية فى الأفلام
السينمائية، حيث أبحر الراحل فى عمق المجتمع الصعيدى وعالج بمسلسلاته قضايا الثأر
والعادات القبلية وكشف عن خطورة تجارة الأسلحة والآثار ونمو التيارات الدينية
المتشددة بالصعيد وعبر عن أحلام البسطاء والمهمشين بأسلوب متفرد وصورة درامية
تحاكى الواقع فى جنوب مصر.
ويقول الفنان
الكبير محمد صبحى فى تصريحات لنا، أن الراحل حمل على كتفه أعباء قضايا الصعيد وناقش
الكثير من الأفكار بصدق وأمانة وحرص على تقديم مواد درامية تمتع المشاهد وتجعله
يترقب أعماله بشغف ولهفة.
ورغم أن محمد
صبحى لم يتعاون مع الكاتب الراحل، إلا انه أكد متابعته لجميع أعمال محمد صفاء
عامر، حيث يقول "لم تجمعنى بالراحل أى أعمال فنية، لكنى كنت حريصا على متابعة
جميع مسلسلاته لان لها سحر ومذاق خاص وعبق مصرى أصيل وفكر صادق وممنهج يقوم على
رصد حقائق واقعية للبيئة التى يكتب عنها".
ونعى الفنان
القدير صلاح السعدنى الكاتب الراحل محمد صفاء عامر قائلا: "كاتب مثقف وثورى
وهناك تجربة عمر قدمناها سويا، وكنت أجد ارتياح كبير فى التعاون معه كالتى وجدتها
مع إسماعيل عبد الحافظ وأسامة أنور عكاشة، الذين جعلوا للدراما طعما يميزها عن
غيرها من الأعمال ورحلوا تاركين ميراثا فنيا سيتحدث عنهم للأبد"، واصفا إياه
بالرجل المصرى شديد الخصوصية، وصاحب أهم الكلاسيكيات فى الدراما الصعيدية.
ويكشف الفنان
القدير يوسف شعبان عن إلحاحه على الراحل لتقديم جزء ثان من مسلسله الشهير "الضوء
الشارد" بعد النجاح المذهل الذى حققه داخل وخارج مصر، لكن الكاتب امتنع عن
تقديم جزء آخر من العمل بدون إبداء أى أسباب وقتها، موضحا أن سر تميز صفاء عامر
يكمن فى تشريحه للشخصية الدرامية التى يكتبها ويفتش بداخلها عن معنى النبض والحس
والشعور ليخرجها بطبيعة تتلاءم مع الشخصية المكتوبة، ويضيف "الراحل كان يكتب
بميزان وترمومتر حساس ويزن كل حرف من جمل الحوار".
ويستكمل يوسف
شعبان "لم أجد صعوبة فى تقديم شخصية وهبى السوالمى حيث رسمها الراحل بأسلوب
خفيف يتفق مع الانفعالات النفسية لهذه الشخصية المركبة، ولم نعدّل حرفا واحدا فى
السيناريو، ولم أضف من عندى سوى الجملة التى وجهتها للفنان أحمد الشافعى الذى كان
يجسد شخصية شقيقى الملتحى "وصفى" وهى "أنتم بتسرقوا على مذهب مين
وتقولوا قال الله وقال الرسول"، ولم يبد الراحل انزعاج بل ضحك إعجابا بالجملة
التى تثير السخرية من التيارات المتطرفة".
واعتبر الفنان
شريف منير أن الراحل صفاء عامر كان سببا فى انتشاره جماهيريا بعد مشاركته فى بطولة
مسلسله "ذئاب الجبل" الذى حقق نجاحا كبيرا، قائلا "تشرفت بالعمل مع
الكاتب القدير الراحل محمد صفاء عامر وكان له تأثيرا خاصة فى بداية مشوارى الفنى
بعد نجاح شخصية حاتم التى قدمتها بالعمل".
وأشار شريف
منير إلى أنه تلقى إشادات كثيرة من رجال الصعيد بعد نجاح "ذئاب الجبل"،
قائلا "بعض رجال هوارة أكدوا لى أن العمل ناقش قضية هامة فى المجتمع الصعيدى
تستحق إثارة الرأى العام"، مضيفا "صفاء عامر كاتب لا يعوض".
وأعربت سيدة
المسرح العربى سميحة أيوب عن حزنها الشديد على رحيل صفاء عامر، كاتب المؤلفات
العربية العظيمة كما وصفته الفنانة، قائلة "فقدنا كاتب كبير أثرى الحياة
المصرية والعربية بأعماله التى عشقها كل بيت مصرى وأسرة مصرية برسمه للشخصيات
العميقة المؤثرة فى المجتمع"، وتضيف سميحة أيوب "فقدنا ركنا كبيرا فى
الأدب لا يعوض برحيل صفاء عامر".
ويؤكد المخرج
الكبير مجدى أبو عميرة الذى تعاون مع الراحل فى ثلاثية الجنوب الشهيرة "ذئاب
الجبل" و"الضوء الشارد" و"الفرار من الحب"، أن صفاء عامر
أعاد للشخصية الصعيدية هيبتها بعد أن كانت مثارا للسخرية فى الأعمال السينمائية
بعمق أعماله وبُعد رؤيته الفنية، حيث ناقش صراع الأسر ونفوذ العائلات فى الصعيد
وأرخ عن الإنسانية والقوة والضعف الذى يشهده المجتمع الصعيدى.
ويضيف أبو
عميرة "صفاء خلوق على المستوى الإنسانى إلى أبعد الحدود وشخصية ثرية مثقفة
وكنت أجد راحة لا متناهية فى التعاون معه، ودائما كنت أستشيره فى المسائل
القانونية، إضافة إلى الصداقة العائلية الوطيدة التى تجمع بين أسرتى وبين أسرته
المكونة من حرمه السيدة مها عصمت وأولاده خالد وضحى ومنة" داعيا له بالرحمة.
وقالت المخرجة
رباب حسين التى تعاونت مع الراحل فى مسلسل "حق مشروع"، صفاء عامر ليس
كاتبا عاديا، بل كاتب متميز على قدر كبير من الثقافة والمعرفة فى الحياة السياسية
والاجتماعية حيث يعى كل جملة وحرف مكتوب بالسيناريو والحوار، وتضيف رباب حسين "لم
نضع تعديل واحد فى حرف من الجمل الحوارية بمسلسل حق مشروع، لأن الراحل كان يمتاز
بمعرفته للقوانين والأحكام العرفية والعادات والتقاليد لأهل الصعيد".
ونعى
السيناريست الكبير فيصل ندا، صديقه الراحل محمد صفاء عامر، مؤكدا أن التاريخ سيظل
يحمل أسم الراحل على صفحاته، نظرا لما قدمه من دراما شكلت وجدان الشخصية المصرية،
معتبرا إياه الرائد الأول لدراما الصعيد.