تظهر اتجاهات الموضة وتختفى بسرعة متزايدة، ويجرى الترويج للقطع الضرورية فيما اصطلح على تسميته "الموضة السريعة"- فى وسائل الإعلام ويبتاعها الآلاف ثم يجرى التخلص منها.

هذه هى الأزياء التى تحتل الأرفف فى المحلات فور الكشف عنها على منصات العرض فى باريس وميلانو ونيويورك، لتختفى مباشرة بعد ظهور الاتجاهات الجديدة.

ويقول اكسيل اوجوستين من رابطة تجار المنسوجات فى كولونيا :" بالنظر إلى ما ازدهر فى السنوات الأخيرة، أرى أن تلك الماركات هى التى تشكل أزياء الموضة السريعة ".

والشركات التى تكسى الجماهير بإنتاجها تطرح مجموعات جديدة بانتظام. وتكيفت دور الازياء الكبرى مع الإيقاع السريع، لتقدم تصميمات جديدة إلى جانب المجموعتين الرئيسيتن التقليديتين سنويا.

ولكن سياسة "الاستخدام لمرة واحدة" الخاصة بصناعة الأزياء جعلت العالم يواجه جبلا من الأقمشة التى يجرى التخلص منها، وينتهى المطاف بأغلبها فى النفايات.

ويعتقد جيرد مويلر-تومكينز-، الرئيس التنفيذى لمؤسسة الأزياء الألمانية فى كولونيا، أنه يرى تغييرا يلوح فى الأفق، حيث بدأت سلسلة (إتش اند إم) السويدية متعددة الجنسيات استرداد الملابس لإعادة معالجتها فى بعض الدول الأوروبية بداية العام، وتعيد للمستهلك ما قيمته 15 بالمئة من سعر مشترياته الجديدة.

وهذا يشمل الملابس أو القطع التكميلية (الإكسسوارات)- وحتى الأحذية- التى مازالت فى حالة جيدة ليجرى بيعها أو تبديلها.

وجرى ابتكار مصطلح "إعادة التجارة"- الذى يشابه التجارة الإلكترونية- لوصف الموجة الجديدة التى تمتد إلى ما بعد الملابس. فيجرى تعديل بعض الملابس أو " اعادة تصميمها " بلغة أهل الأزياء.

وقد سهل الإنترنت الأمر وأعطى دفعة للبضائع المستخدمة، ويساعد الآن فى تحويل اتجاه الأزياء المستدام إلى ظاهرة جماهيرية.

تعد مقايضة قطع الأزياء التى جرى ارتداءها لمرتين ثم وجدت طريقها إلى خزانة الملابس، اتجاها آخر فى الدول الثرية. هذا يمكن أن يحدث فى الحفلات التى تقدم فيها الوجبات الخفيفة والنبيذ، أو مجددا وعلى نحو أقل تكلفة على الشبكة العنكبوتية.

وفى سوق إعادة التجارة تكون القطع رخيصة . ففى ألمانيا يمكن بيع رداء صوفى (بلوفر) مصنوع من بطانية عسكرية قديمة بـ179 يورو (240 دولارا)، بينما يباع فستان مصنوع من السراويل الفضفاضة الخاصة بالرجال الكبار بـ110 يوروهات.