اهتمت صحف أمريكية وبريطانية بالتعليق على «مجزرة الغوطة» التي اتهمت قوات النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية ما أودى بحياة ما يزيد على ألف شخص.

ونشرت صحيفة «جارديان» تحليلا لبيتر بيمونت، بعنوان «نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد لا يخاف من رد فعل الغرب»، قال فيه إن «هناك الكثير من القرائن التى تثبت استخدام الأسلحة الكيميائية في قصف منطقة الغوطة بالقرب من دمشق»، مضيفا أن «أعداد الضحايا تؤكد استخدام الغازات السامة بصورة كبيرة».

وتساءل «بيمونت» عن سبب استخدام الحكومة السورية السلاح الكيميائي الآن بعد أيام من وصول الفريق الدولي لمفتشي الأسلحة الكيميائية إلى سوريا، ونقل عن محللين قولهم إنهم لمسوا في الآونة الأخيرة تراجعا في استخدام الأسلحة الكيميائية المزعومة.

وأوضح كاتب المقال أن «الغوطة لطالما كانت مشكلة لا تنتهى بالنسبة للنظام السورى، نظرا لقربها من العاصمة دمشق ومقاومتها للجيش السورى ومساندتها للمعارضة، وهو ما قد يكون شجع على اتخاذ خطوات مبالغ فيها».

ونشرت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية مقالا لديفيد بلير بعنوان «لم يتم فقط اختبار الخطوط الحمراء التي وضعها (الرئيس الأمريكي باراك) أوباما، بل تجاهلها بالكامل». وقال «بلير» إن «التحذيرات التي أطلقها (أوباما) كانت واضحة للغاية، إذ إنه أكد منذ عام تقريبا أنه فى حال استخدام النظام السورى الأسلحة الكيميائية فإنها بذلك تكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء، وأنه ستكون هناك إعادة للحسابات فى المنطقة».

وأضاف: «في حال تم تأكيد مقتل المئات من السوريين بالغاز السام بالقرب من دمشق، فإن (الأسد) بذلك يكون قد تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها (أوباما)»، موضحا أن تصريحات «أوباما» حول هذه الخطوط «لم تكن ذات أهمية تذكر فى الحقيقة»، فبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أقروا خلال العام الماضى باستخدام «الأسد» الأسلحة الكيماوية، فما كان من واشنطن إلا أن أعادت رسم «خطوطها الحمراء».

ورأى «بلير» أنه في حال ثبات تسمم مئات السوريين بالغاز فإن مصداقية «أوباما» حول الخطوط الحمراء قد تكون الضحية التالية.

أما صحيفة «واشنطن بوست»، فقد حثت إدارة «أوباما» على العمل للتأكد بنفسها من موضوع استخدام أسلحة كيميائية، قائلة إنه في حال التأكد من حدوث ذلك «فعلى (أوباما) أن يفي بوعده بعد السماح بجرائم مماثلة عبر إعطاء الأمر برد مباشر للولايات المتحدة على القوات العسكرية السورية».

ونقلت «نيويورك تايمز» عن الجنرال مارتن ديمبسي، العائد لتوه من الشرق الأوسط، إن البنتاجون يمكنه التدخل بقوة فى سوريا للوصول إلى توازن عسكرى فى الحرب الأهلية، إلا أنه أكد أنه لا وجود لقوى معارضة حقيقية يمكنها تسلم السلطة لاحقًا.

وقال «ديمبسي»: «الخيار فى سوريا اليوم لم يعد بين طرفين، بل هناك الكثير من الأطراف التى يجب الاختيار بينها».

وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إن أعضاء فى الكونجرس يضغطون على إدارة «أوباما» للتدخل فى الحرب الأهلية السورية بشكل حاسم، موضحة أن السيناتور الأمريكى بوب كاسي، قال إن نظام «الأسد» يكون بهذه الهجمات الكيمياوية قد قطع الخط الأحمر الذي وضعه «أوباما».

ونشرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» مقالاً للكاتب بول توماس تشامبرلين، قال فيه إنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تدرس خيار التدخل العسكري فى سوريا، فى أعقاب استخدام قوات «الأسد» الغازات السامة في الهجوم على مدنيين سوريين.